صعوبات القراءة
صعوبات القراءة هي اضطرابات تعلم تؤثر على قدرة الشخص على فهم وتحليل الكلمات والجمل. تنشأ هذه الصعوبات من خلل في الدماغ يعيق معالجة الأصوات والرموز اللغوية. وتتنوع أسباب وأعراض صعوبات القراءة بين الأفراد، ولكنها تشترك في التأثير السلبي على التحصيل الدراسي والثقة بالنفس.
علاج صعوبات القراءة يتطلب تشخيصاً مبكراً وتدخلاً متخصصاً يناسب احتياجات كل شخص. يهدف العلاج إلى تحسين مهارات القراءة والفهم، وتعزيز المفاهيم الذاتية، وتطوير استراتيجيات التعلم. كما يحتاج المصابون بصعوبات القراءة إلى دعم نفسي واجتماعي من أسرهم ومدرسيهم وأقرانهم.
أعراض صعوبات القراءة
أعراض صعوبات القراءة هي العلامات التي تدل على وجود اضطراب في مهارة القراءة لدى الشخص. تختلف هذه الأعراض باختلاف العمر والمستوى التعليمي ودرجة الحدة. ومن أهم الأعراض التي يمكن ملاحظتها عند المصابين بصعوبات القراءة:
- التأخر في الكلام أو الصعوبة في نطق الكلمات أو الخلط بين الكلمات المتشابهة عند الأطفال قبل دخول المدرسة.
- انخفاض مستوى القراءة عن المتوقع لعمر الطفل أو صعوبة في تهجي الكلمات أو كتابة الحروف بشكل عكسي أو صعوبة في فهم ما يقرأ أو تجنب الأنشطة التي تتضمن القراءة عند الأطفال في سن المدرسة.
- القراءة والكتابة ببطء وبمجهود شاق أو صعوبة في تلخيص قصة أو صعوبة في تعلم لغة أجنبية أو صعوبة في حل مسائل رياضية لفظية عند المراهقين والبالغين.
علاج صعوبات القراءة
علاج صعوبات القراءة هو مجموعة من الإجراءات والتدخلات التي تهدف إلى تحسين مهارة القراءة لدى الأشخاص المصابين بهذه الصعوبة. ومن أهم طرق علاج صعوبات القراءة:
- التشخيص المبكر والتقييم الشامل لتحديد نوع ودرجة صعوبة القراءة والاحتياجات الخاصة للمصاب.
- استخدام أساليب تعليمية متنوعة ومناسبة تستهدف تطوير مهارات القراءة على مستويات مختلفة، مثل التعرف على الأصوات والحروف والكلمات والفهم والطلاقة. وتشمل هذه الأساليب استخدام الحواس المختلفة (السمع والبصر واللمس)، وتقديم المواد بطرق مبسطة ومنظمة، وتكرار التدريبات، وتشجيع المصاب على القراءة بصوت عالٍ.
- إنشاء خطة تعليمية فردية تحدد أهدافاً واضحة وقابلة للقياس لتحسين مستوى القراءة، وتحدد الأنشطة والاستراتيجيات التي سيتم استخدامها، وتحدد آلية التقييم والمتابعة.
- التعاون بين المعلمين والأخصائيين وأولياء الأمور لضمان توفير بيئة تعليمية داعمة ومحفزة للمصاب، وتطبيق خطة التعليم الفردية بشكل فعّال، وتقديم المساعدة والإرشاد في حال حدوث أي صعوبات أو مشكلات.
- الاستفادة من التكنولوجيا لتسهيل عملية القراءة، مثل استخدام برامج قارئة للنصوص أو برامج تحويل الكلام إلى نص أو برامج تصحيح الأخطاء الإملائية.
التقنيات التعليمية
التقنيات التعليمية هي الوسائل والأدوات والأساليب التي يستخدمها المعلمون لتسهيل عملية التعلم وتحقيق الأهداف التربوية. في مجال علاج صعوبات القراءة، تهدف التقنيات التعليمية إلى تطوير مهارات القراءة لدى المصابين بهذه الصعوبة على مستويات مختلفة، مثل التعرف على الأصوات والحروف والكلمات والفهم والطلاقة. ومن أهم التقنيات التعليمية لعلاج صعوبات القراءة:
- التدريس المباشر، وهو تقنية تعتمد على تقديم المادة الدراسية بشكل منظم ومتدرج ومنطقي، مع تكرار التدريبات والتطبيقات، وإعطاء التغذية الراجعة الإيجابية للطالب، وتشجيعه على المشاركة الفعالة.
- التدريس المتعدد الحسي، وهو تقنية تستخدم الحواس المختلفة (السمع والبصر واللمس) لتحسين مهارات القراءة لدى الطالب، فعلى سبيل المثال قد يشجع المعلم الطالب على الاستماع إلى الدروس المسجلة أو التتبع بإصبعه على شكل الحروف والكلمات.
- برامج فونكس، وهي برامج تركز على تعليم الطالب كيفية التعرف على أبسط الأصوات التي تتكون منها الكلمات (الصوتيات) واستخدامها، وأن الحروف وسلاسل الحروف تمثل هذه الأصوات والكلمات (الصوتيات).
- برامج فوليل، وهي برامج تركز على تعليم الطالب كيفية استخدام أنظمة مختلفة لتحديد معاني الكلمات، مثل استخدام المفردات المألوفة، أو استخدام المؤشرات من سياق الجملة أو من كلمات أخرى في نفس المجال.
- برامج كولابورا، وهي برامج تستخدم طرق تفاعلية لتحسين مهارات القراءة لدى الطالب، مثل استخدام أنشطة جماعية أو زوجية، أو استخدام استراتيجيات حل المشكلات أو التفكير الناقد.
دور الوالدين
دور الوالدين هو دور حيوي ومهم في علاج صعوبات القراءة لدى أبنائهم، فهم يمثلون الدعم الأول والأساسي لهم، ويستطيعون تقديم المساعدة والتشجيع والتحفيز لهم، وتحسين مفهومهم الذاتي وثقتهم بأنفسهم. كما يستطيع الوالدان التعاون مع المدرسة والأخصائيين لتطبيق الخطط والبرامج التعليمية المناسبة لحالة الطفل، وتقديم التغذية الراجعة عن تقدمه وصعوباته. ومن أهم الأشياء التي يجب على الوالدين القيام بها:
- الكشف المبكر عن صعوبات القراءة لدى الطفل، والتحدث مع الطبيب أو المختص فوراً لتشخيص الحالة وتحديد الاحتياجات الخاصة والعلاج الملائم.
- القراءة مع الطفل بانتظام، واختيار نصوص ملائمة لمستواه واهتماماته، وتشجيعه على قراءة بصوت عالٍ أو من خلال تسجيلات صوتية، وإظهار الإعجاب بجهوده وإنجازاته.
- الاستفادة من الموارد المتاحة، مثل استخدام برامج كمبيوتر أو تطبيقات هاتفية أو ألعاب تفاعلية تساعد في تحسين مهارات القراءة لدى الطفل، أو استخدام كتب مصورة أو ملصقات أو رسومات تساعد في تحفيز اهتمامه بالكلمات.
- الإشراف على الواجبات المدرسية، والتأكد من فهم الطفل للتعليمات، ومساعدته في حل المشكلات التي يواجهها، والانتباه إلى أخطائه وإصلاحها بطريقة إيجابية.
- الحفاظ على التواصل مع المدرسة، والحضور إلى الاجتماعات والورش التي تنظمها المدرسة لإطلاع الأهل على طرق التعامل مع صعوبات القراءة، والحصول على نصائح وإرشادات من المختصين.
دور البالغ الذي يعاني من عسر القراءة
دور البالغ الذي يعاني من عسر القراءة هو دور مسؤول ومتحدي، فهو يتطلب منه التغلب على الصعوبات التي واجهته في مراحل التعليم السابقة، والتكيف مع متطلبات الحياة العملية والاجتماعية، والحفاظ على ثقته بنفسه وقدراته. كما يتطلب منه التعلم المستمر والاستفادة من الموارد المتوفرة لتحسين مهاراته في القراءة والكتابة والتواصل. ومن أهم الأشياء التي يجب على البالغ القيام بها:
- الاعتراف بالمشكلة، وعدم الخجل أو الانكار أو التستر عليها، فعسر القراءة ليس عيباً أو نقصاً، بل هو اختلاف في طريقة معالجة المعلومات بالدماغ، ولا يؤثر على الذكاء أو الموهبة أو الإبداع.
- البحث عن المساعدة المناسبة، والاستشارة مع الأخصائيين أو المنظمات المختصة بعلاج صعوبات التعلم، والحصول على تشخيص دقيق وخطة علاجية شخصية تناسب احتياجاته وأهدافه.
- الانضمام إلى مجموعات دعم، والتواصل مع أشخاص آخرين يعانون من نفس المشكلة، وتبادل التجارب والنصائح والتشجيع، والاستفادة من قصص النجاح والإلهام لدى بعضهم.
- الاستفادة من التكنولوجيا، واستخدام الأدوات والبرامج التي تسهل عملية القراءة والكتابة، مثل المساعدين الصوتيين أو الماسحات الضوئية أو المحولات النصية أو المفكرات الإلكترونية أو غيرها.
- التطوير المستمر للمهارات، والانخراط في أنشطة تحفز الذاكرة والانتباه والإدراك، مثل حل الألغاز أو الأحجية أو الكلمات المتقاطعة، أو قراءة كتب مصورة أو مسموعة أو مختصرة، أو كتابة مذكرات أو قصص أو رسائل.
المراجع / المصادر :
- خلل القراءة - الأعراض والأسباب - Mayo Clinic (مايو كلينك)
- صعوبات القراءة: دليلك الشامل - ويب طب
- خلل القراءة - التشخيص والعلاج - Mayo Clinic (مايو كلينك)
- أنشطة لعلاج صعوبات القراءة - ويب طب
- علاج صعوبات القراءة - سطور
- صعوبة القراءة وكيفية علاجها - موضوع
- صعوبات القراءة وعلاجها - موضوع
- عسر القراءة - ويكيبيديا
- في الأسبوع العالمي للتوعية باضطراب "عسر القراءة": كيف يتعامل الآباء ...
تعليقات
إرسال تعليق