التشنج العصبي
التشنج العصبي هو حالة تحدث نتيجة اضطراب في النشاط الكهربائي للدماغ، مما يسبب تغيرات في الوعي، والحركة، والشعور، والسلوك. أعراض التشنج العصبي تختلف حسب نوعه ومكان حدوثه في الدماغ، وقد تشمل:
- فقدان الوعي أو الارتباك
- تقلصات عضلية لا إرادية
- رؤية أو سماع أشياء غير موجودة
- عض اللسان أو سيلان اللعاب
- فقدان التحكم في الأمعاء أو المثانة
- تغيرات في المزاج أو العاطفة
التشنج العصبي قد ينجم عن عدة أسباب، مثل:
- إصابات الرأس أو الدماغ
- التهابات أو أورام في الدماغ
- اختلالات في مستويات السكر أو الصوديوم في الدم
- مرض الصرع
- انسحاب من بعض الأدوية أو المخدرات
- التحسس من بعض المؤثرات الخارجية، مثل الضوء أو الصوت
التشنج العصبي يتطلب التشخيص والعلاج من قبل طبيب مختص، وقد يستخدم بعض أنواع الأدوية للسيطرة على حدوثه أو تخفيف شدته. كما ينصح باتباع بعض التدابير الوقائية، مثل:
- تجنب المؤثرات المحفزة للتشنج
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن
- شرب كمية كافية من الماء
- الحفاظ على نمط حياة نشط ومنتظم
- التقليل من استهلاك الكحول والتدخين
أسباب التشنج العصبي
أسباب التشنج العصبي هي العوامل التي تسبب اضطرابا في النشاط الكهربائي للدماغ، مما يؤدي إلى حدوث نوبات تشنجية. هذه العوامل قد تكون متعلقة بالدماغ نفسه أو بالجسم بشكل عام. من أهم أسباب التشنج العصبي ما يلي:
- الصرع: وهو اضطراب عصبي مزمن يتسم بتكرار النوبات التشنجية دون سبب محدد. يعتقد أن الصرع يرتبط بعوامل وراثية أو تشوهات خلقية أو ضرر في الدماغ.
- إصابات الرأس: وهي تحدث عندما يتعرض الجمجمة أو الدماغ لصدمة قوية، مثل حادث سيارة أو سقوط أو ضربة. قد تؤدي إلى نزيف أو ورم أو ندبة في الدماغ، مما يؤثر على نشاطه الكهربائي.
- التهابات الدماغ: وهي تحدث عندما تصيب عدوى جرثومية أو فيروسية الأغشية المحيطة بالدماغ (السحايا) أو النسيج الدماغي نفسه (الخلايا). قد تؤدي إلى التهاب وانتفاخ وضغط في الدماغ، مما يسبب اضطرابات في نقل الإشارات الكهربائية.
- ورم الدماغ: وهو نمو غير طبيعي للخلايا في الدماغ، قد يكون حميدا أو خبيثا. قد يضغط على المناطق المجاورة من الدماغ، مما يؤدي إلى تغيرات في وظائفها وإحداث نوبات تشنجية.
- فترات التعافي من الكحول: وهي تحدث عندما يتوقف شخص مدمن على شرب الكحول عن استخدامه فجأة، مما يسبب اضطراب في التوازن الكيميائي للجسم والدماغ. قد يؤدي ذلك إلى انخفاض مستوى سكر الدم وارتفاع ضغط الدم والتشنجات.
- الأصوات المتكرّرة والأضواء الساطعة: وهي تحفز بعض المستقبلات في العين والأذن، مما يؤدي إلى إطلاق إشارات كهربائية زائدة إلى الدماغ. قد يؤدي ذلك إلى حالة تسمى صُورَةٌ حَسِّيةٌ رَعْشِيةٌ (Photosensitive epilepsy)، وهي حساسية للضوء أو الصوت تسبب نوبات تشنجية.
- انخفاض مستوى السكر: وهو يحدث عندما ينخفض مستوى الجلوكوز في الدم عن الحد الطبيعي، مما يؤدي إلى نقص في الطاقة التي يحتاجها الدماغ للعمل بشكل سليم. قد يؤدي ذلك إلى فقدان الوعي والتشنجات.
- السكتة الدماغية: وهي تحدث عندما يتعرض أحد الأوعية الدموية في الدماغ لانسداد أو انفجار، مما يؤدي إلى قطع تدفق الدم والأكسجين إلى جزء من الدماغ. قد يؤدي ذلك إلى موت خلايا الدماغ وإحداث نوبات تشنجية.
- إدمان المخدرات: وهو يحدث عندما يستخدم شخص مواد مخدرة بشكل مفرط أو غير قانوني، مثل الهيروين أو الكوكايين أو الماريجوانا. قد تؤثر هذه المواد على كيفية عمل الخلايا العصبية والإشارات الكهربائية في الدماغ، مما يسبب اضطرابات في المزاج والسلوك والتشنجات.
أعراض التشنج العصبي
أعراض التشنج العصبي هي التغيرات الجسدية والسلوكية والحسية التي تحدث عندما يتعرض الدماغ لنوبة تشنجية. هذه الأعراض تختلف حسب نوع ومكان وشدة النوبة، وقد تشمل ما يلي:
- فقدان الوعي: وهو أحد أكثر الأعراض شيوعا، حيث يفقد المصاب الاتصال بالواقع ولا يستجيب للمحيطين به. قد يستمر هذا الحال من ثوان إلى دقائق، وقد يتذكر المصاب ما حدث أو لا يتذكر.
- تقلصات عضلية: وهي تحدث عندما تنقبض العضلات بشكل مفاجئ ولا إرادي، مما يسبب حركات متقطعة أو مستمرة في أجزاء مختلفة من الجسم. قد تؤدي إلى انحناء أو انثناء أو ارتخاء أو اهتزاز أو سقوط المصاب.
- هلوسات حسية: وهي تحدث عندما يشعر المصاب بأشياء غير موجودة في الحقيقة، مثل رؤية ضوء أو لون أو شكل غريب، أو سماع صوت أو موسيقى أو ضجيج غير مفهوم، أو شم رائحة كريهة أو غير مألوفة، أو تذوق طعم غير طبيعي في الفم.
- عض اللسان: وهو يحدث عندما يغلق المصاب فمه بشكل قاسٍ خلال النوبة، مما يؤدي إلى عض لسانه بالخطأ. قد يسبب هذا نزيفًا أو جرحًا في اللسان، وقد يؤثر على الكلام أو المضغ لفترة بعد النوبة.
- سيلان اللعاب: وهو يحدث عندما يخرج اللعاب من فم المصاب بشكل كثيف خلال النوبة، مما يسبب رطوبة في الملابس أو المخدة. قد يكون هذا ناتجًا عن انخفاض في التحكم بالعضلات المسؤولة عن ابتلاع اللعاب، أو عن زيادة في إفراز الغدد اللعابية.
- فقدان التحكم في الأمعاء أو المثانة: وهو يحدث عندما يخرج البراز أو البول من جسم المصاب دون قصده خلال النوبة، مما يسبب حرجًا وانزعاجًا له. قد يكون هذا ناتجًا عن انخفاض في التحكم بالعضلات المسؤولة عن التبرز والتبول، أو عن زيادة في ضغط البطن.
- تغيرات في المزاج أو العاطفة: وهي تحدث عندما يشعر المصاب بمشاعر غير معتادة أو متناقضة خلال أو بعد النوبة، مثل الخوف أو الغضب أو الحزن أو السعادة. قد يكون هذا ناتجًا عن تأثير النوبة على المناطق المسؤولة عن المشاعر في الدماغ، أو عن رد فعل نفسي للمصاب تجاه حالته.
مضاعفات التشنج العصبي
مضاعفات التشنج العصبي هي الآثار السلبية التي قد تنتج عن حدوث النوبات التشنجية بشكل متكرر أو مستمر أو شديد. هذه المضاعفات قد تكون خطيرة وتهدد حياة المصاب أو تؤثر على جودة حياته. من أهم مضاعفات التشنج العصبي ما يلي:
- الإصابة بالجروح أو الكسور: وهي تحدث عندما يسقط المصاب أو يصطدم بأشياء حادة أو صلبة خلال النوبة، مما يسبب له جروحًا في الجلد أو الأغشية المخاطية أو الأسنان، أو كسورًا في العظام أو المفاصل.
- الإختناق أو الغرق: وهي تحدث عندما يبتلع المصاب لعابه أو دمه أو طعامه بشكل خاطئ خلال النوبة، مما يسبب انسداد في مجرى التنفس، أو عندما يغطس المصاب في الماء خلال النوبة، مما يسبب اختناقه بالماء.
- الإصابة بالحروق: وهي تحدث عندما يتعرض المصاب لمصادر حرارة مثل النار أو الماء الساخن أو الأجهزة الكهربائية خلال النوبة، مما يسبب له حروقًا في الجلد أو الأغشية المخاطية.
- الإصابة بالتهاب الرئة: وهي تحدث عندما يتطور التشنج إلى نوع يسمى نوبة توتّرية رمعية (Tonic-clonic seizure)، والتي تؤدي إلى اضطراب في التنفس وانخفاض في مستوى الأكسجين في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهابات في الرئة مثل التهاب الشعب الهوائية (Bronchitis) أو التهاب الرئة (Pneumonia).
- الإصابة بضعف في المزاج والذاكرة: وهي تحدث عندما يتأثر نشاط وظائف الدماغ بسبب التشنج، مما يؤدي إلى انخفاض في التركيز والانتباه والذكاء والذاكرة، أو إلى زيادة في التوتر والقلق والاكتئاب.
- الإصابة بحالة تسمى حالة التشنج (Status epilepticus): وهي تحدث عندما تستمر النوبات التشنجية لأكثر من 5 دقائق دون انقطاع، أو عندما تحدث نوبات متعددة دون استعادة الوعي بينها. هذه الحالة تعتبر طارئة طبية وتحتاج إلى علاج فوري، لأنها قد تسبب تلفًا دائمًا في الدماغ أو الموت.
علاج التشنج العصبي
علاج التشنج العصبي يهدف إلى السيطرة على النوبات التشنجية وتقليل تأثيرها على حياة المصاب ومنع حدوث مضاعفات خطيرة. العلاج يعتمد على نوع وسبب وشدة التشنج ويمكن أن يشمل ما يلي:
- الأدوية: هي الطريقة الأكثر شيوعًا لعلاج التشنج العصبي وتتضمن أدوية تؤثر على نشاط الخلايا العصبية في الدماغ وتقلل من توليد وانتقال الإشارات الكهربائية غير المنظمة. بعض هذه الأدوية هي: كاربامازيبين، فالبروات، لاموتريجين، ليفيتيراسيتام، أوكسكاربازيبين، فنيتوئين، فنوباربيتال، بريغابالين، جابابنتين، توبيرامات، إثوسكسامايد وغيرها. هذه الأدوية تحتاج إلى وصفة طبية وتحتاج إلى مراقبة دورية لفعاليتها وآثارها الجانبية.
- العلاج الطبيعي والوظيفي: هو علاج يستخدم تمارين وأجهزة وأساليب مختلفة لتحسين حركة وقوة ومرونة العضلات المصابة بالتشنج ولزيادة قدرة المصاب على أداء أنشطته الحياتية بشكل أفضل. بعض هذه التمارين هي: التمديد، التحفيز الكهربائي، المساج، الحرارة أو البرودة، استخدام المشدات أو الأقواس أو الأحذية المساندة.
- الحقن الموضعية: هي علاج يستخدم حقن مادة معينة في عضلات محددة تسبب التشنج لإرخائها مؤقتًا. أشهر هذه المواد هو توكسين البوتولينوم (البوتوكس)، والذي يعمل على منع انقباض العضلات بطريقة تحفزية. هذه الحقن تحتاج إلى تكرار كل 3-6 أشهر للحفاظ على التأثير.
- التحفيز العصبي: هو علاج يستخدم جهاز صغير يزرع تحت الجلد في منطقة الصدر أو البطن ويلتصق بأحد الأعصاب في الرقبة أو في جذور الأعصاب في الحبل الشوكي. هذا الجهاز يصدر نبضات كهربائية ضئيلة إلى الأعصاب المستهدفة لتعديل نشاطها وتقليل حدوث التشنجات. هذا العلاج يحتاج إلى جراحة بسيطة لزرع الجهاز وإلى برمجة وضبط الجهاز بشكل منتظم.
- الجراحة: هي علاج يستخدم في حالات نادرة وعندما تفشل الطرق الأخرى في السيطرة على التشنجات. تتضمن هذه الجراحة استئصال أو قطع أو تثبيت جزء من الدماغ المسؤول عن التشنجات أو جزء من الأعصاب المتصلة به. هذا العلاج يحتاج إلى تقييم دقيق للحالة وإلى مخاطر ومضاعفات محتملة.
تعليقات
إرسال تعليق