القائمة الرئيسية

الصفحات

نوبات الصرع

نوبات الصرع هي حالة تتميز باندفاعات كهربائية مفاجئة وغير منضبطة في الدماغ، تسبب تغيرات في السلوك والحركات والمشاعر ومستوى الوعي. نوبات الصرع أثناء النوم هي نوبات تحدث خلال فترة النوم، وتختلف في أعراضها وشدتها حسب نوعها. يمكن تصنيف نوبات الصرع أثناء النوم إلى نوبات بؤرية أو معممة:

  • النوبات البؤرية: هي نوبات تنشأ في منطقة محددة من الدماغ، وقد تحدث مع أو بدون ضعف في الوعي. أعراضها قد تشمل التحديق في الفراغ، ارتعاش في الوجه أو الأطراف، خدر أو وخز في اللسان أو الجلد، سيلان اللعاب، مشكلات في التحدث، شد عضلي، جركات غير طبيعية بالرأس أو العينين، غثيان، تعرق، اتساع حدقة العين، سرعة ضربات القلب، تغيرات في المزاج أو الإدراك.
  • النوبات المعممة: هي نوبات تؤثر على كامل الدماغ، وتسبب فقدان الوعي أو التشنج. أعراضها قد تشمل انتفاضات لاإرادية بالذراعين والساقين، فقدان التحكم بالمثانة أو الأمعاء، عض على اللسان، صرير بالأسنان، صفير بالشفتين، رغوة بالفم.

أسباب نوبات الصرع أثناء النوم غير معروفة بالضبط، لكنها قد تكون مرتبطة بالوراثة أو التغيرات في دورة النوم أو بعض الأمراض التي تؤثر على الأوعية الدموية أو المادة المخية في الدماغ. علاج نوبات الصرع أثناء النوم يتضمن استخدام أدوية مضادة للصرع، وفي بعض الحالات قد يكون هناك حاجة لإجراء جراحة لإزالة جزء من المادة المخية المسؤول عن إحداث نشاط كهربائي غير طبيعي. كذلك يجب اتخاذ بعض التدابير للحيلولة دون حصول إصابات خلال نوبات الصرع أثناء النوم، مثل اختيار سرير منخفض، وإزالة المصابيح والأثاث من حوله، واستخدام جهاز مُراقِبَة ليلي.

نوبات الصرع أثناء النوم

نوبات الصرع أثناء النوم هي ظاهرة تتمثل في حدوث نوبات صرعية خلال فترة النوم، وهي تشكل نحو 12% من جميع حالات الصرع. نوبات الصرع أثناء النوم ترتبط بأنواع محددة من الصرع، مثل الصرع الجزئي أو الصرع المعمم، وتختلف في شدتها ومدتها وأعراضها. نوبات الصرع أثناء النوم تحدث عادة في مراحل معينة من دورة النوم، وخاصة في المرحلة الأولى والثانية من النوم غير المتعمق، أو قبل الاستيقاظ. نوبات الصرع أثناء النوم قد تؤثر على جودة النوم واليقظة والأداء النهاري، وقد تزيد من خطر حدوث نوبات صرعية أخرى.

الآلية الفسيولوجية لنوبات الصرع أثناء النوم ليست مفهومة بشكل كامل، لكن يُعتقد أنها تتأثر بالتغيرات في نشاط الدماغ المرتبط بالنوم. ففي بعض حالات الصرع، يكون هناك اختلاف في حساسية مستقبلات عصبية معينة للمواد المحفزة أو المثبطة للنشاط الكهربائي في الدماغ، وهذه الحساسية تتغير مع مراحل مختلفة من دورة النوم. كذلك، يحدث تغير في التزامن بين مجموعات مختلفة من خلايا الدماغ خلال دورة النوم، مما قد يؤدي إلى اضطراب في التوازن بين التحفيز والتثبيط.

التشخيص والعلاج لنوبات الصرع أثناء النوم يتضمن استخدام تقنيات مختلفة لقياس نشاط الدماغ والجسم خلال فترة النوم، مثل رسم المخ (EEG) والفحص المجسَّم لإطلاق بروتونات (PET) والفحص المجسَّم بالإشعاع (SPECT) وغيرها. هذه التقنيات تساعد على تحديد نوع وشدة ومكان نشأة نوبات الصرع أثناء النوم، وبالتالي اختيار أفضل خطة علاجية. علاج نوبات الصرع أثناء النوم يستهدف التخفيف من شدة وتكرار هذه النوبات، وتحسين جودة الحياة للمصاب. عادةً ما يستخدم علاج دوائي مضاد للصرع، مثل كاربامازيبين (Carbamazepine) أو فالبرود (Valproate) أو لاموتريجين (Lamotrigine) أو ليفيتيراسيتام (Levetiracetam) أو غيرها، ولكن يجب مراعاة الآثار الجانبية المحتملة لهذه الأدوية على النوم واليقظة والأداء النهاري. في بعض الحالات، قد يكون هناك حاجة لإجراء جراحة لإزالة جزء من الدماغ المسبب للنوبات، أو تركيب جهاز لتحفيز العصب المبهم (VNS) أو تحفيز الدماغ العميق (DBS) أو تحفيز القشرة المخية (ECS)، وهذه التقنيات تهدف إلى تعديل نشاط الدماغ بشكل كهربائي. كذلك، يجب اتخاذ بعض التدابير الوقائية للحد من خطر حصول إصابات أثناء نوبات الصرع أثناء النوم، مثل اختيار سرير منخفض، وإزالة المصابيح والأثاث والأشياء الحادة من حوله، واستخدام جهاز مُراقِبَة ليلي أو ساعة ذكية تنبه عند حدوث نوبة.

أعراض نوبات الصرع أثناء النوم

أعراض نوبات الصرع أثناء النوم تختلف باختلاف نوع النوبة ومكانها في الدماغ، وقد تكون صعبة الاكتشاف في بعض الحالات. بشكل عام، تشمل أعراض نوبات الصرع أثناء النوم ما يلي:

  • الاستيقاظ المتكرر من النوم دون سبب واضح، أو بسبب شعور بالخوف أو القلق أو الارتباك.
  • الصراخ أو البكاء أو إصدار أصوات غير عادية خلال النوم، خاصة قبل حدوث تشنجات عضلية.
  • التحرك أو التقلب بشكل عنيف في السرير، أو السقوط من السرير بسبب انتفاضات لاإرادية في الذراعين والساقين.
  • فقدان التحكم بالمثانة أو الأمعاء وحدوث تبول أو اخراج لا إرادي خلال النوم.
  • ارتعاش أو تشنج في العضلات، خاصة في الجزء المتأثر من الجسم، مثل الذراع أو الساق أو الوجه.
  • عض على اللسان أو صفير بالشفتين أو رغوة بالفم نتيجة لتقلصات في عضلات الفم والحنجرة.
  • صداع شديد أو ألم في جزء من الجسم عند الاستيقاظ من النوم، نتيجة لإصابة ذاتية أثناء النوبة.
  • صعوبة في الاستيقاظ من النوم في الصباح، أو الشعور بالإرهاق والنعاس طوال اليوم، نتيجة لانخفاض جودة وكمية النوم.
  • صعوبة في التركيز أو انخفاض في مستوى التحصيل أو زيادة في حدة المشكلات السلوكية، نتيجة لتأثير نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ على وظائفه المعرفية والانفعالية.

علاج نوبات الصرع أثناء النوم

علاج نوبات الصرع أثناء النوم يهدف إلى السيطرة على النوبات ومنع حدوثها مرة أخرى، وتقليل مخاطر الإصابات أو المضاعفات الناجمة عنها. ويعتمد نوع العلاج على عوامل مختلفة، مثل نوع الصرع وسببه وحالة المريض الصحية والعمر والتفاعل مع الأدوية. بشكل عام، تشمل خيارات العلاج ما يلي:

  • الأدوية المضادة للصرع. هي الخيار الأول والأكثر شيوعًا لعلاج نوبات الصرع أثناء النوم، وتعمل على تثبيط أو تنظيم النشاط الكهربائي في الدماغ. وهناك عدة أنواع من هذه الأدوية، مثل كاربامازيبين وفالبروات ولاموتريجين وليفيتيراسيتام وغيرها، وقد يحتاج المريض إلى تجربة أكثر من دواء قبل أن يجد الدواء المناسب له. كما يجب اتباع تعليمات الطبيب بشأن جرعة ومدة استخدام الأدوية، والابلاغ عن أي آثار جانبية قد تحدث.
  • الجراحة. هي خيار ثانوي لعلاج نوبات الصرع أثناء النوم، وتستخدم في حالات نادرة عندما لا تستجيب النوبات للأدوية، أو عندما يكون هناك سبب محدد للصرع في منطقة محدودة من الدماغ، مثل ورم أو نزف أو ندبة. تهدف الجراحة إلى استئصال المنطقة المسؤولة عن حدوث النوبات، مع محاولة تجنب التأثير على المهارات المعرفية أو الحسية أو الحركية للمريض.
  • الحمية الغذائية. هي خيار آخر لعلاج نوبات الصرع أثناء النوم، خاصة في حالات صغار السن، وتستند إلى تغيير نسبة المغذيات في الغذاء، بحيث يكون غنيًا بالدهون وقليلًا بالكربوهيدرات. تسمى هذه الحمية بالحمية الكيتوجينية، وتهدف إلى إجبار الجسم على استخدام دهونه كمصدر رئيسي للطاقة بدلاً من استخدام سكر الغلوكوز. وقد ثبت أن هذه الحمية تقلل من حدة وتكرار نوبات الصرع في بعض حالات صغار السن.
  • الإجراءات التقديمية. هي خيار آخر لعلاج نوبات الصرع أثناء النوم، وتشمل استخدام جهاز يزرع تحت الجلد لتحفيز عصب فاغوس، وهو عصب يربط بين الدماغ والقلب والرئتين والجهاز الهضمي. يعمل هذا الجهاز على إرسال نبضات كهربائية متقطعة إلى العصب للمساعدة في تنظيم نشاط الدماغ ومنع حدوث النوبات. كما يمكن استخدام جهاز آخر يزرع في الجمجمة لتحفيز المنطقة المسؤولة عن حدوث النوبات مباشرة، ويسمى هذا الجهاز بالتحفيز القشري المستجيب.

التعايش مع نوبات الصرع أثناء النوم

التعايش مع نوبات الصرع أثناء النوم يتطلب اتباع بعض التدابير الوقائية والعلاجية للحد من تأثيرها على جودة الحياة والصحة. ومن هذه التدابير:

  • الالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب. هذا يساعد على السيطرة على النوبات وتقليل تكرارها وشدتها. ويجب عدم تغيير أو إيقاف الأدوية المضادة للصرع دون استشارة الطبيب، حتى لو لم تحدث نوبات لفترة طويلة. كما يجب مراقبة آثار الأدوية على الجسم والمزاج والنوم، والإبلاغ عن أي تغيرات أو مشكلات.
  • الحفاظ على نظام نوم منتظم. يؤثر النوم بشكل كبير على نشاط الدماغ والنوبات، وقد يزيد قلة النوم من خطر حدوث نوبات أثناء النوم أو بعده. لذلك، ينصح بالحصول على قسط كافٍ من النوم كل ليلة، والابتعاد عن المنبهات مثل الكافيين أو التدخين قبل النوم، وتجنب استخدام الهاتف أو التلفاز أو الكمبيوتر في غرفة النوم، وإنشاء بيئة هادئة ومظلمة ومريحة للنوم.
  • اتخاذ تدابير سلامة في غرفة النوم. للحيلولة دون حدوث إصابات أثناء نوبات الصرع أثناء النوم، يجب اتخاذ بعض التدابير مثل اختيار سرير منخفض أو وضع المرتبة على الأرض، وإزالة المفروشات أو الأغطية التي قد تسبب اختناقًا، وإبعاد الأثاث أو المصابيح أو المقابض الحادة عن مكان السرير، واستخدام سجادة أو حصيرة بجانب السرير، وتركيب جهاز مراقبة ليلي لإخطار أفراد الأسرة في حال حدوث نوبة.
  • الحصول على دعم نفسي واجتماعي. قد يسبب نوبات الصرع أثناء النوم شعورًا بالخجل أو التقليل من الذات أو التهميش أو التعاسة، خاصة في صغار السن. لذلك، يجب تقديم دعم نفسي واجتماعي للأشخاص المصابين بهذه المشكلة، وتشجيعهم على مشاركة مشاعرهم وخبراتهم مع آخرين يعانون من نفس المشكلة، سواء في المجتمع المحلي أو عبر الإنترنت. كما يجب توعية الأهل والمعلمين والأصدقاء بطبيعة هذه المشكلة وكيفية التعامل معها بشكل صحيح.

تعليقات