الوهم
الوهم هو اضطراب نفسي يجعل الشخص يعتقد بشكل مبالغ فيه أو غير واقعي بأمور لا توجد في الحقيقة، مثل الإصابة بمرض خطير أو الاستهداف من قبل أشخاص أو جهات معينة. الوهم قد يسبب للمصاب به الكثير من المشاكل النفسية والاجتماعية، لذلك يحتاج إلى علاج مناسب. كيفية علاج الوهم تتضمن عدة خطوات، منها:
-
العلاج الدوائي: يستخدم بعض أنواع الأدوية المضادة للاكتئاب أو مضادات الذهان لتخفيف الأعراض المرتبطة بالوهم، مثل القلق والخوف والهلوسات. هذه الأدوية تساعد المريض على التحكم في أفكاره ومشاعره وسلوكه، وتحسن من حالته النفسية والعقلية.
-
العلاج النفسي: يعتبر العلاج النفسي علاجاً أساسياً للوهم، حيث يساعد المريض على إدراك وفهم ما لديه من اعتقادات خاطئة أو سلبية تسبب له الوهم، ويعلمه كيفية إيقاف أو تغيير سلوكياته المضرة، مثل التركيز المفرط على جسده أو مراقبة كل ما يحدث حوله. أحد أنواع العلاج النفسي المفيدة للوهم هو العلاج المعرفي السلوكي، الذي يتضمن عدة طرق، مثل:
- تعليم المريض علاقة المشاعر والأفكار والأفعال، وكيفية التأثير بينها.
- تدوين قائمة بالأفكار السلبية التي تصاحب التوهّم المرضي، أو ترتبط به، أو تسببه، أو تسبقه، ثمّ إعادة البناء المعرفي للمريض.
- تعليم المريض التفسير العقلاني والإيجابي للتغيرات الجسدية أو المحيطة.
- محاولة تطبيق الأفكار البديلة، أو عكس الأفكار السلبية.
- تعليم المريض كيفية التخيل والتصور.
- تعليم المريض كيفية إدارة الضغوط والصراعات النفسية.
- مساعدة المريض على ممارسة تمارين التنفس والاسترخاء.
-
الدّعم: يُشكل الحصول على الدّعم بالنسبة لمن يُعاني من الوهم خطوة فعّالة تجاه العلاج، فالعلاج الدّاعم يُعتبر بمثابة أرضيّة مناسبة للتعريف بالمرض وعلاجه، والحثّ على الالتزام بالعلاج. ويُضاف لذلك ضرورة الحصول على الدعم والتشجيع من قبل العائلة، والأصدقاء، والمقرّبين.
-
الواقعية: تعد مجاراة الواقع كما هو من أفضل الطرق لعلاج الوهم ، خاصّة في ظلّ الظروف المحيطة من الكذب والخداع المنتشر بين الناس، والذي يسبّب العديد من المشكلات العاطفيّة والعقلية. يحتاج النهج الواقعيّ إلى الموازنة بين العقل والروح لتحقيق الحكمة، ومن أكثر الطرق التي تساعد على ذلك هي اللجوء للتأمّل المنتظم وإعادة التفكير، بالإضافة إلى محاولة الابتعاد قدر الإمكان عن بناء التوقّعات، والتوقّف عن الغرق في التفكير بما يخصّ الماضي والحاضر بشكل مبالغ فيه.
-
الحياة الاجتماعية: إحاطة النفس بالأصدقاء وبناء حياة اجتماعية، لها أثر إيجابيّ كبير في تخفيف أعراض الوهم التي قد يُصاب بها الشخص، كما أن التحدّث إلى صديق مقرّب ووصف الأفكار السلبية التي يشعر بها الشخص من شأنه أن يجعل ذلك الصديق يقوم بدحر هذه الأفكار السلبية واستبدالها بالحقائق وبراهينها الملموسة، ممّا يحسّن من نظرة الشخص المتوهّم بشكل منطقي، بالإضافة إلى أنّ الحياة الاجتماعية والخروج من المنزل يساعد على تقليل الخوف الموجود لدى المتوهم، ويبعده عن التواجد وحيداً في المنزل، ويعزّز شعوره بالراحة.
تشخيص الوهم
تشخيص الوهم هو عملية تحديد وجود الاضطراب النفسي لدى الشخص المصاب بالوهم، وتحديد نوعه وشدته وأسبابه وعلاجه. تشخيص الوهم يتطلب مراجعة الطبيب النفسي أو الطبيب المختص، والذي يقوم بإجراء عدة خطوات، منها:
-
التقييم السريري: يقوم الطبيب بإجراء مقابلة شخصية مع المريض، والاستماع إلى شكواه وأعراضه وتاريخه المرضي والعائلي والاجتماعي. كما يقوم بفحص حالته النفسية والعقلية، وملاحظة سلوكه ولغة جسده وتفاعله مع الآخرين. يهدف التقييم السريري إلى تحديد مدى انفصال المريض عن الواقع، ومدى تأثير الوهم على حياته.
-
الفحوصات المخبرية: قد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات المخبرية للمريض، مثل فحص الدم أو فحص البول أو فحص المخدرات، لاستبعاد أي عوامل جسدية أو كيميائية قد تسبب أو تزيد من خطر الإصابة بالوهم، مثل التغيرات في نسبة النواقل العصبية أو التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية أو التعاطي للكحول أو المخدرات.
-
الفحوصات التشخيصية: قد يستخدم الطبيب بعض الفحوصات التشخيصية لتأكيد تشخيص الوهم، مثل:
- اختبار مقياس رانش للاضطرابات ذات صلة بالذهان (RDP): هذا اختبار يتكون من 11 سؤالًا، يقيس درجة حدة وانتشار الأفكار ذات صلة بالذهان لدى المريض، مثل اضطراب المزاج أو اضطراب شخصية حدودية أو اضطراب هُزِّى. كل سؤال يُجاب عليه بنعم أو لا، وكل إجابة نعم تُحسَب نقطة. كلما زاد عدد النقاط كان ذلك دليلًا على احتمالية إصابة المريض بالذهان.
- اختبار مقياس بيرس للاضطرابات ذات صلة بالذهان (PDP): هذا اختبار يتكون من 21 سؤالًا، يقيس درجة حدة وانتشار الأفكار ذات صلة بالذهان لدى المريض، مثل الوهم أو الهلوسة أو الاضطراب العقلي. كل سؤال يُجاب عليه بمقياس من 1 إلى 5، حيث 1 تعني أبدًا و5 تعني دائمًا. كلما زاد مجموع النقاط كان ذلك دليلًا على احتمالية إصابة المريض بالذهان.
- اختبار مقياس براون للاضطرابات ذات صلة بالذهان (BAP): هذا اختبار يتكون من 40 سؤالًا، يقيس درجة حدة وانتشار الأفكار ذات صلة بالذهان لدى المريض، مثل الوهم أو الهلوسة أو الاضطراب العقلي. كل سؤال يُجاب عليه بمقياس من 0 إلى 4، حيث 0 تعني لا و4 تعني نعم. كلما زاد مجموع النقاط كان ذلك دليلًا على احتمالية إصابة المريض بالذهان.
أسباب الوهم
أسباب الوهم هي العوامل التي تؤدي إلى حدوث الاضطراب النفسي الذي يتميز بالاعتقاد بأفكار غير صحيحة أو غير واقعية، والتمسك بها رغم عدم وجود دليل أو مبرر لها. أسباب الوهم قد تكون متعددة ومتنوعة، وقد تشمل:
-
العامل الوراثي: يعتقد الباحثون أن هناك علاقة بين الجينات والإصابة بالوهم، خاصة إذا كان هناك أفراد في العائلة مصابون بالوهم أو بأمراض نفسية أخرى مرتبطة بالذهان، مثل الفصام أو اضطراب المزاج. وقد ينتقل الجين المسؤول عن الوهم من الآباء إلى الأبناء.
-
العامل الحيوي: يشير إلى التغيرات التي تحدث في بعض مناطق الدماغ أو في نسبة بعض المواد الكيميائية في الجسم، والتي تؤثر على عملية المعرفة والتفكير والإدراك لدى المصاب بالوهم. من هذه التغيرات اضطراب نسبة النواقل العصبية في الدماغ، مثل الدوبامين أو السيروتونين، والتي تلعب دورًا في تنظيم المزاج والانفعالات والحافز.
-
العامل البيئي والنفسي: يشير إلى التأثيرات التي تنتج من المحيط الخارجي أو من حالة المصاب نفسه، والتي قد تزيد من خطر الإصابة بالوهم. من هذه التأثيرات:
- شرب الكحول أو تعاطي المخدرات أو بعض الأدوية، والتي قد تسبب تأثيرات جانبية على الدماغ أو على نسبة المواد الكيميائية في الجسم، مما يؤدي إلى حدوث هلاوس أو اضطرابات في التفكير.
- التعرض للتوتر أو الضغط النفسي أو الصدمات الحياتية، والتي قد تؤدي إلى حالة من عدم التكيف مع الظروف المحيطة، أو إلى حالة من انخفاض مستوى التقدير للذات، أو إلى حالة من فقدان المعنى للحياة، مما يجعل المصاب يلجأ إلى خلق عالم خاص به يستطيع فيه التغلب على مشاكله.
- الحرمان العاطفي أو فقدان الحب أو الحنان، والتي قد تؤدي إلى حالة من الوحدة والعزلة والاكتئاب، مما يجعل المصاب يبحث عن مصدر للانتباه أو العناية أو الرضا، وقد يكون ذلك عن طريق التظاهر بالمرض.
أنواع الوهم
أنواع الوهم هي التصنيفات التي تستند إلى طبيعة الأفكار أو الاعتقادات الوهمية التي يعاني منها المصاب بالوهم. وقد تم تحديد عدة أنواع من الوهم، وهي:
- الوهم الاضطهادي: هو النوع الأكثر شيوعًا من الوهم، ويتميز بالاعتقاد بأن المصاب مطارد أو متجسس عليه أو متآمر عليه أو محاولة إيذائه من قبل شخص أو جماعة أو هيئة معينة، دون وجود دليل حقيقي على ذلك. وقد يؤدي هذا النوع من الوهم إلى حالة من الخوف والقلق والغضب والانتقام لدى المصاب .
- الوهم الجسدي: هو النوع الذي يتميز بالاعتقاد بأن المصاب يعاني من مشكلة صحية أو عيب جسدي محدد، دون وجود أدلة طبية تؤكد ذلك. وقد يشمل هذا النوع من الوهم اعتقادات مثل: أن المصاب مصاب بمرض خطير، أو أن جسده يفرز رائحة كريهة، أو أن جزءًا من جسده مشوه أو ناقص .
- الوهم الغروري: هو النوع الذي يتميز بالاعتقاد بأن المصاب يتمتع بصفات أو قدرات أو مكانة خارقة أو استثنائية، دون وجود دليل حقيقي على ذلك. وقد يشمل هذا النوع من الوهم اعتقادات مثل: أن المصاب هو شخصية مشهورة أو مهمة، أو أن لديه مهارات فريدة، أو أن لديه صلة قرابة بشخصية تاريخية .
- الوهم الغيراني: هو النوع الذي يتميز بالاعتقاد بأن شريك المصاب غير مخلص له، وأن لديه علاقة غرامية مع شخص آخر، دون وجود دليل حقيقي على ذلك. وقد يؤدي هذا النوع من الوهم إلى حالة من التحفظ والشك والسيطرة والعدائية لدى المصاب .
- الوهم المثير للشفقة: هو النوع الذي يتميز بالاعتقاد بأن شخصًا آخر (غالبًا ما يكون شخصًا مشهورًا) يحب المصاب، ويرغب في إقامة علاقة معه، دون وجود دليل حقيقي على ذلك. وقد يؤدي هذا النوع من الوهم إلى حالة من الهوس والإعجاب المفرط والمطاردة لدى المصاب .
- الوهم المختلط: هو النوع الذي يتميز بالاعتقاد بأكثر من نوع من الأنواع السابقة من الوهم، دون وجود دليل حقيقي على ذلك. وقد يؤدي هذا النوع من الوهم إلى حالة من التشتت والارتباك والصراع لدى المصاب .
كيفية علاج الوهم
كيفية علاج الوهم هي الطرق والوسائل التي تهدف إلى مساعدة المصاب بالوهم على التخلص من أفكاره الغير صحيحة أو الغير واقعية، والتي تؤثر سلباً على حياته الشخصية والاجتماعية والمهنية. كيفية علاج الوهم قد تشمل:
-
العلاج النفسي: هو العلاج الذي يتم من خلال جلسات مع أخصائي نفسي مؤهل، يستخدم فيها أساليب وتقنيات مختلفة لمناقشة المصاب بالوهم عن أفكاره ومشاعره وسلوكاته، وتحديد مصادر وأسباب الوهم، وتقديم الدعم والتشجيع والإرشاد للمصاب، وتعزيز ثقته بنفسه وقدراته، وتعليمه كيفية التعامل مع الوهم بطرق سليمة وإيجابية. من أنواع العلاج النفسي المستخدمة في علاج الوهم:
- العلاج المعرفي السلوكي: هو العلاج الذي يركز على تحديد وتحليل وتصحيح الأفكار والاعتقادات الغير منطقية أو المشوهة للواقع، التي تؤدي إلى حدوث الوهم، واستبدالها بأفكار أكثر واقعية وإيجابية، كما يركز على تغيير السلوكات التي تنبثق من هذه الأفكار، والتي تزيد من حدة الوهم أو تؤدي إلى مشاكل أخرى. يستخدم في هذا العلاج أساليب مثل: التحدي المعرفي، التجارب السلوكية، التدرب على المهارات الاجتماعية، التدرب على حل المشكلات، التدرب على التخطيط المستقبلي.
- العلاج المستند إلى البراهين: هو العلاج الذي يستخدم في حالات الوهم المقاومة للأدوية أو للعلاجات الأخرى، ويركز فيه على استخدام المنطق والبراهين لإثبات صحة أو خطأ الأفكار أو الاعتقادات الوهمية، دون محاولة نفيها بشكل مباشر أو مستفز. يستخدم في هذا العلاج أساليب مثل: طرح الأسئلة المستكشفة، طرح التحديات المنطقية، طرح التجارب التأكيدية.
- العلاج المُستَنِد إلى التَحَامُل: هو العلاج الذي يستخدم في حالات الوهم الغروري أو المثير للشفقة، ويركز فيه على تحليل وفهم الحاجات والرغبات والأهداف التي تقف وراء الأفكار أو الاعتقادات الوهمية، وتقديم بدائل أكثر واقعية ومناسبة لتلبية هذه الحاجات أو الرغبات أو الأهداف، دون التسبب في مشاكل أو صراعات. يستخدم في هذا العلاج أساليب مثل: تحديد المصالح والقيم، تحديد الخيارات والفرص، تحديد الخطط والخطوات.
-
العلاج بالأدوية: هو العلاج الذي يتم من خلال استخدام بعض الأدوية التي تؤثر على نشاط بعض المواد الكيميائية في الدماغ، والتي تلعب دوراً في حدوث الوهم. من أنواع الأدوية المستخدمة في علاج الوهم:
-
مضادات الذهان: هي الأدوية التي تستخدم لعلاج حالات الذهان، التي تتضمن الوهم والهلوسة والارتباك. تعمل هذه الأدوية على تقليل نشاط بعض المواد الكيميائية في الدماغ، مثل الدوبامين والسيروتونين، والتي تؤثر على عملية التفكير والإدراك. من أنواع مضادات الذهان المستخدمة في علاج الوهم:
- مضادات الذهان التقليدية: هي الأدوية التي تستخدم منذ فترة طويلة لعلاج حالات الذهان، وتعمل على منع مستقبلات الدوبامين في الدماغ. من أمثلة هذه الأدوية: كلوربرومازين، هالوبيريدول، فلوفنازين.
- مضادات الذهان ذات التأثير المُحَسِّن: هي أدوية جديدة ظهرت في سنوات قليلة الماضية، وتعتبر أكثر فعالية وأقل آثار جانبية من مضادات الذهان التقليدية. تعمل هذه الأدوية على منع مستقبلات الدوبامين والسيروتونين معًا في الدماغ. من أمثلة هذه الأدوية: رسبريدون، كلورزابين، كولزابين.
-
المُهَدِّئَات: هي أدوية تستخدم لتخفيف حالات التوتر والقلق والخوف، التي قد تصاحب حالات الوهم. تعمل هذه الأدوية على زيادة نشاط بعض المواد الكيميائية في الدماغ، مثل جاما-أمينوبتيرك أسيد (GABA
-
العلاج النّفسي والاجتماعي
العلاج النفسي والاجتماعي هو العلاج الذي يتم من خلال توفير الدعم والمساعدة والإرشاد للمصاب بالوهم ولأسرته ولمجتمعه، بهدف تحسين جودة حياته وزيادة قدرته على الاندماج والتكيف مع الواقع. من أنواع العلاج النفسي والاجتماعي المستخدمة في علاج الوهم:
- العلاج الأسري: هو العلاج الذي يشمل المصاب بالوهم وأفراد أسرته، ويهدف إلى تقديم المعلومات والتوعية عن طبيعة المرض وأسبابه وأعراضه وطرق علاجه، وإلى تحسين التواصل والتفاهم بين أفراد الأسرة، وإلى تقديم الدعم النفسي والمادي للمصاب، وإلى تدريب أفراد الأسرة على كيفية التعامل مع المصاب بطرق سليمة وإيجابية، وإلى تشجيع المصاب على الالتزام بالعلاج .
- العلاج الجماعي: هو العلاج الذي يشمل مجموعة من المصابين بالوهم، يتحدثون فيه عن مشاكلهم وتجاربهم وشعورهم، بإشراف أخصائي نفسي. يهدف هذا العلاج إلى تقديم فرصة للتفاعل والتبادل مع آخرين يشاركون نفس المشكلة، وإلى تقديم التفهم والقبول والتضامن لبعضهم البعض، وإلى تقديم المشورة والنصائح لبعضهم البعض، وإلى تحسين مهارات التواصل والحلول المشتركة .
- البرامج التأهيلية: هي برامج تستهدف تطوير مهارات المصاب بالوهم في مختلف المجالات، مثل: المهارات الشخصية، المهارات الاجتماعية، المهارات المهنية، المهارات الترفيهية. تهدف هذه البرامج إلى زيادة ثقة المصاب بنفسه وقدراته، وإلى زيادة استقلالية المصاب في حياته، وإلى زيادة فرص المصاب في إيجاد عمل أو هواية أو نشاط يحبه، وإلى زيادة رضا المصاب عن حياته .
العلاج بالأدوية
العلاج بالأدوية هو العلاج الذي يتم من خلال استخدام بعض الأدوية التي تؤثر على نشاط بعض المواد الكيميائية في الدماغ، والتي تلعب دوراً في حدوث الوهم. من أنواع الأدوية المستخدمة في علاج الوهم:
-
مضادات الذهان: هي الأدوية التي تستخدم لعلاج حالات الذهان، التي تتضمن الوهم والهلوسة والارتباك. تعمل هذه الأدوية على تقليل نشاط بعض المواد الكيميائية في الدماغ، مثل الدوبامين والسيروتونين، والتي تؤثر على عملية التفكير والإدراك. من أنواع مضادات الذهان المستخدمة في علاج الوهم:
- مضادات الذهان التقليدية: هي الأدوية التي تستخدم منذ فترة طويلة لعلاج حالات الذهان، وتعمل على منع مستقبلات الدوبامين في الدماغ. من أمثلة هذه الأدوية: كلوربرومازين، هالوبيريدول، فلوفنازين .
- مضادات الذهان ذات التأثير المُحَسِّن: هي أدوية جديدة ظهرت في سنوات قليلة الماضية، وتعتبر أكثر فعالية وأقل آثار جانبية من مضادات الذهان التقليدية. تعمل هذه الأدوية على منع مستقبلات الدوبامين والسيروتونين معًا في الدماغ. من أمثلة هذه الأدوية: رسبريدون، كلورزابين، كولزابين .
-
المُهَدِّئَات: هي أدوية تستخدم لتخفيف حالات التوتر والقلق والخوف، التي قد تصاحب حالات الوهم. تعمل هذه الأدوية على زيادة نشاط بعض المواد الكيميائية في الدماغ، مثل جاما-أمينوبتيرك أسيد (GABA)، والتي تساعد على إحداث حالة من الاسترخاء والهدوء. من أمثلة هذه الأدوية: ديازبام، لورازبام، كلورديازبكسايد .
-
مضادات الاكتئاب: هي أدوية تستخدم لعلاج حالات الاكتئاب، التي قد تصاحب حالات الوهم. تعمل هذه الأدوية على زيادة نشاط بعض المواد الكيميائية في الدماغ، مثل: سيرتولان، فلوكستين، باروكستين .
أدوية مضادات الذهان التقليدية
أدوية مضادات الذهان التقليدية هي الأدوية التي تستخدم منذ فترة طويلة لعلاج حالات الذهان، وتعمل على منع مستقبلات الدوبامين في الدماغ. من أمثلة هذه الأدوية:
- الكلوربرومازين: هو دواء يستخدم لعلاج الفصام والاضطرابات الذهانية الأخرى، والهوس في حالات اضطراب ثنائي القطب، وكذلك المشاكل السلوكية الشديدة عند الأطفال. قد يسبب هذا الدواء آثاراً جانبية مثل: التهاب الكبد، انخفاض ضغط الدم، تسارع ضربات القلب، تشنجات عضلية، حركات لا إرادية، انخفاض عدد كريات الدم البيضاء، اضطرابات في الحيض، ضعف جنسي، تحسس من الضوء.
- الهالوبيريدول: هو دواء يستخدم لعلاج الفصام والاضطرابات الذهانية الأخرى، والتيك، والتوريت، والهوس في حالات اضطراب ثنائي القطب. قد يسبب هذا الدواء آثاراً جانبية مثل: تشنجات عضلية، حركات لا إرادية، خلل في حركة العين، انخفاض عدد كريات الدم البيضاء، انخفاض ضغط الدم، تسارع ضربات القلب، اضطرابات في الحيض، ضعف جنسي.
- الفلوفنازين: هو دواء يستخدم لعلاج الفصام والاضطرابات الذهانية الأخرى. قد يسبب هذا الدواء آثاراً جانبية مثل: تشنجات عضلية، حركات لا إرادية، خلل في حركة العين، انخفاض عدد كريات الدم البيضاء، انخفاض ضغط الدم، تسارع ضربات القلب، اضطرابات في الحيض، ضعف جنسي.
أدوية مضادات الذهان الغير التقليدية
أدوية مضادات الذهان الغير التقليدية هي الأدوية التي تستخدم في العقود الأخيرة لعلاج حالات الذهان، وتعمل على منع مستقبلات الدوبامين والسيروتونين في الدماغ. من أمثلة هذه الأدوية:
- الأريبيبرازول: هو دواء يستخدم لعلاج الفصام في الأشخاص من عمر 13 عامًا، وكذلك في علاج الهوس في مصابي ثنائي القطب من عمر 10 عامًا فما فوق. يعتبر هذا الدواء مختلفًا عن باقي مضادات الذهان، حيث إنه لا يحصر مستقبلات الدوبامين، بل يعزز نشاطها في بعض المناطق من الدماغ. قد يسبب هذا الدواء آثارًا جانبية مثل: صداع، قلق، اكتئاب، زيادة الوزن، اضطرابات في الحركة، ارتفاع مستوى السكر في الدم.
- الكلوزابين: هو دواء يستخدم لعلاج حالات الفصام المقاومة للعلاج، أي التي لا تستجيب لغيره من مضادات الذهان. يعتبر هذا الدواء أكثر فعالية من باقي مضادات الذهان، ولكنه يحتاج إلى مراقبة دورية لعدد كريات الدم البيضاء، حيث إنه قد يسبب انخفاضًا خطيرًا فيها. قد يسبب هذا الدواء آثارًا جانبية مثل: زيادة الوزن، اضطرابات في الحركة، نعاس، رعشة، تعرق، ارتفاع مستوى السكر في الدم.
- الأولانزابين: هو دواء يستخدم لعلاج الفصام والهوس في حالات اضطراب ثنائي القطب. قد يسبب هذا الدواء آثارًا جانبية مثل: زيادة الوزن، نعاس، جفاف في الفم، ارتفاع مستوى السكر في الدم.
- الكيتيابين: هو دواء يستخدم لعلاج الفصام والهوس والاكتئاب في حالات اضطراب ثنائي القطب. قد يسبب هذا الدواء آثارًا جانبية مثل: نعاس، جفاف في الفم، صداع، زيادة في شهية الطعام.
أدوية أخرى
أدوية أخرى لعلاج الوهم هي الأدوية التي تستخدم بالإضافة إلى مضادات الذهان الغير التقليدية، وتهدف إلى تحسين الحالة النفسية للمريض وتخفيف بعض الأعراض المصاحبة للوهم. من أمثلة هذه الأدوية:
- مضادات الاكتئاب: هي أدوية تستخدم لعلاج الاكتئاب والقلق وبعض الاضطرابات النفسية الأخرى. قد تساعد هذه الأدوية في تحسين المزاج والشعور بالرضا والثقة بالنفس لدى المريض، وتقليل شدة الوهم والأفكار السلبية. من أمثلة مضادات الاكتئاب: فلوكستين، سيرترالين، فينلافاكسين.
- مهدئات الجهاز العصبي: هي أدوية تستخدم لعلاج القلق والتوتر والأرق وبعض حالات الذهان. قد تساعد هذه الأدوية في تهدئة المريض وتخفيف حالة الخوف والارتباك والشك التي قد تصاحب الوهم. من أمثلة مهدئات الجهاز العصبي: ديازيبام، لورازيبام، كلونازيبام.
- مثبطات التحول المزاجي: هي أدوية تستخدم لعلاج اضطراب ثنائي القطب والهوس والاكتئاب. قد تساعد هذه الأدوية في تحقيق التوازن بين المزاج والانفعالات لدى المريض، وتقليل التقلبات بين حالات النشاط المفرط والكآبة. من أمثلة مثبطات التحول المزاجي: ليثيوم، فالبروات، كاربامازيبين.
مضاعفات مرض الوهم
مضاعفات مرض الوهم هي النتائج السلبية التي قد تنجم عن الإصابة بهذا المرض على صحة وحياة المريض ومن حوله. من أمثلة هذه المضاعفات:
- الاكتئاب: قد يصاب المريض بالوهم بحالة من الحزن واليأس والضيق النفسي، نتيجة للصعوبات التي يواجهها بسبب أوهامه، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة والانسحاب الاجتماعي والانتحار في بعض الحالات.
- العزلة: قد يفقد المريض بالوهم الثقة في الآخرين ويشعر بأنهم يحاربونه أو يخدعونه أو يغارون منه، وقد يتجنب التواصل معهم أو التعاون معهم، وقد يؤدي ذلك إلى تدهور علاقاته الأسرية والصداقية والزوجية.
- العنف: قد يصبح المريض بالوهم عدوانيًا أو متشددًا في تأكيد أوهامه، وقد يحاول الانتقام من من يعتبرهم مسؤولين عن اضطهاده أو خيانته أو إساءته، وقد يصل الأمر إلى حد الإيذاء أو القتل في بعض الحالات.
- الإدمان: قد يلجأ المريض بالوهم إلى استخدام المخدرات أو الكحول كطريقة للتخفيف من ضغط أوهامه، وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم حالته النفسية وظهور مشكلات صحية جديدة.
المراجع / المصادر :
- ما هو علاج الوهم - موضوع
- كيفية علاج الوهم - سطور
- كيف تتخلص من الوهم - موضوع
- كيف تتخلص من الوهم - موضوع
- مرض الوهم: دليلك الشامل لتعرف عليه - ويب طب
- 6 معلومات هامة قد لا تعرفها حول مرض الوهم والتخيلات تعرف عليهم الان
- مرض الوهم؛ طريقة تشخيصه وأسباب الإصابة به وكيفية التخلص منه
- مرض الوهم: دليلك الشامل لتعرف عليه - ويب طب
- كيف أتخلص من مرض الوهم - موضوع
- مضاد الذهان - ويكيبيديا
- الأدوية المُضادَّة للذهان - اضطرابات الصحَّة النفسيَّة - دليل MSD ...
- أنواع مضادات الذهان، واستخداماتها، وهل تسبب الإدمان؟ | الطبي
- ما هي أدوية مضادات الذهان؟ وما هي أنواعها؟
تعليقات
إرسال تعليق