ما هو قصور الدورة الدموية المخية
قصور الدورة الدموية المخية هو حالة تحدث عندما ينخفض تدفق الدم إلى المخ عن الحد اللازم لتلبية احتياجاته من الأكسجين والغذاء، مما يؤدي إلى تلف خلايا المخ وتدهور وظائفه. قصور الدورة الدموية المخية يمكن أن يكون ناتجاً عن انسداد أو تضيق في الأوعية الدموية التي تغذي المخ، أو عن انخفاض في ضغط الدم أو نقص في كمية الدم في الجسم. قصور الدورة الدموية المخية يسبب مجموعة من الأعراض التي تعتمد على المنطقة المتأثرة من المخ، وتشمل: ضعف أو شلل في جانب واحد أو كلا جانبي الجسم، فقدان الإحساس أو التنميل، صعوبة في الكلام أو الفهم، ارتباك أو انخفاض في مستوى الوعي، دوار أو فقدان التوازن، صداع شديد، ازدواجية أو ضبابية في الرؤية. قصور الدورة الدموية المخية يعتبر حالة طارئة تحتاج إلى تشخيص وعلاج سريع لتقليل خطر حدوث تلف دائم في المخ أو حتى الموت.
أعراض قصور الدورة الدموية المخية
أعراض قصور الدورة الدموية المخية هي علامات تنذر بحدوث اضطراب خطير في وظائف المخ نتيجة لنقص التروية الدموية له. تختلف هذه الأعراض باختلاف المنطقة المصابة من المخ وشدة الانسداد أو النزيف في الأوعية الدموية. بعض هذه الأعراض قد تكون مؤقتة وتزول بعد بضع دقائق أو ساعات، وتسمى بالنوبات الإقفارية العابرة، وهي تشير إلى خطر حدوث سكتة دماغية في المستقبل. أما بعضها الآخر قد يكون دائماً ويسبب إعاقة مستديمة، وتسمى بالسكتات الدماغية، وهي تحتاج إلى علاج طبي عاجل. من أبرز أعراض قصور الدورة الدموية المخية ما يلي:
- ضعف أو شلل في جانب واحد أو كلا جانبي الجسم، خاصة في الوجه أو الذراع أو الساق.
- فقدان الإحساس أو التنميل في جانب واحد أو كلا جانبي الجسم، خاصة في الوجه أو الذراع أو الساق.
- صعوبة في الكلام أو فهم ما يقوله الآخرون، أو ظهور كلام غير مفهوم أو غير منطقي.
- ارتباك أو انخفاض في مستوى الوعي، أو فقدان الذاكرة للأحداث الحديثة.
- دوار أو فقدان التوازن أو التنسيق، أو صعوبة في المشي أو التحرك.
- صداع شديد مفاجئ، قد يصحبه غثيان أو قيء أو حساسية للضوء.
- ازدواجية أو ضبابية في الرؤية، أو فقدان الرؤية في عين واحدة أو كلا العينين.
إذا ظهرت هذه الأعراض على شخص ما، يجب استدعاء خدمات الطوارئ فوراً، لأن كل دقيقة تفرق في إنقاذ حياته والحد من التلف في المخ. كما يجب على المصاب عدم تناول أي دواء دون استشارة طبية، لأن بعض الأدوية قد تزيد من خطر النزيف في المخ. كذلك يجب على المصاب عدم تحريك رأسه أو رقبته بشكل مفاجئ، لأن ذلك قد يزيد من حجم التخثر أو يسبب انفصاله وانتشاره إلى منطقة أخرى من المخ.
أسباب قصور الدورة الدموية المخية
أسباب قصور الدورة الدموية المخية هي العوامل التي تؤدي إلى انخفاض أو انقطاع تدفق الدم إلى المخ، مما يحرمه من الأكسجين والغذاء الضروريين لبقائه وعمله. تنوعت هذه الأسباب بين ما هو مرتبط بالأوعية الدموية نفسها، وما هو مرتبط بالقلب أو الدم أو الجسم بشكل عام. من أبرز أسباب قصور الدورة الدموية المخية ما يلي:
- التصلب العصيدي: وهو حالة تحدث عندما تتراكم الدهون والكوليسترول والكالسيوم وغيرها من المواد على جدران الشرايين، مما يؤدي إلى تضيقها وتصلبها وتقليل مرونتها. هذا يحد من تدفق الدم إلى المخ، ويزيد من خطر تكون جلطات دموية أو انفصال جزء من الترسبات وانتقاله إلى شريان أصغر في المخ وانسداده.
- جلطة دماغية: وهي حالة تحدث عندما ينسد شريان في المخ بسبب جلطة دموية تكونت في نفس المكان أو انتقلت من مكان آخر في الجسم، مثل القلب أو الرقبة. هذا يؤدي إلى قطع التروية عن جزء من المخ، وتلف خلاياه بشكل سريع.
- نزف دماغي: وهو حالة تحدث عندما ينفجر شريان في المخ أو حوله، بسبب ضغط دم مرتفع أو تشوه وعائي أو إصابة رضية. هذا يؤدي إلى تسرب الدم في المخ أو بين طبقاته، مما يضغط على خلايا المخ ويحرمها من التروية.
- انخفاض ضغط الدم: وهو حالة تحدث عندما يكون ضغط الدم في الجسم منخفضًا جدًا، بسبب فقدان كمية كبيرة من الدم أو سائل الجسم، أو نقص في حجم الدورة الدموية، أو اضطراب في نظام التحكم في ضغط الدم. هذا يؤدي إلى عدم كفاية توريد الدم للأعضاء الحيوية، بما في ذلك المخ.
- فقر الدم: وهو حالة تحدث عندما يكون عدد خلايا ال
تشخيص قصور الدورة الدموية المخية
تشخيص قصور الدورة الدموية المخية هو عملية تحديد سبب وموقع وشدة الاضطراب الذي يؤثر على تدفق الدم إلى المخ. يتطلب تشخيص قصور الدورة الدموية المخية سرعة ودقة في التعامل مع المريض، لأن كل دقيقة تفرق في منع حدوث تلف دائم في المخ أو حتى الموت. يتضمن تشخيص قصور الدورة الدموية المخية خطوات متعددة، منها:
- التقييم السريري: وهو عبارة عن مجموعة من الأسئلة والفحوصات التي يقوم بها الطبيب لتقييم حالة المريض وأعراضه وتاريخه الطبي والعائلي. هذا التقييم يساعد على تحديد احتمالية إصابة المريض بقصور في الدورة الدموية المخية، ونوعه، والمنطقة المتأثرة من المخ، والعوامل المسببة أو المساهمة له.
- فحوصات الدم: وهي عبارة عن أخذ عينات من دم المريض وإجراء تحاليل مخبرية لها لقياس مستوى بعض المؤشرات التي تؤثر على تجلط أو تروية الدم. هذه التحاليل تشمل: فحص تعداد الدم، فحص نسبة السكر في الدم، فحص نسبة الكولسترول في الدم، فحص نسبة إنزيمات القلب في الدم، فحص زمن التجلط أو التبرع بالدم.
- صور التشخيص: وهي عبارة عن استخدام أجهزة متطورة لإظهار صور ثنائية أو ثلاثية الأبعاد للأوعية الدموية والأنسجة في المخ. هذه الصور تساعد على رؤية أي انسداد أو نزيف أو تشوه أو تلف في المخ. من أبرز هذه الأجهزة: جهاز التصوير بالأشعة (X-ray)، جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، جهاز التصوير المقطعي المحوسب (CT)، جهاز التصوير بالأشعة فوق الصوتية (Ultrasound)، جهاز التصوير بالانبعاثات من بروترونات مشحونة (PET).
- إجراءات التدخل: وهي عبارة عن استخدام قسطرات أو مجسات أو مغانط أو دبابات لإزالة أو حل أو تثبيت أي انسداد أو نزيف أو تشوه في الأوعية الدموية في المخ. هذه الإجراءات تتطلب مهارة وخبرة عالية من قبل طبيب مختص في جراحة الأوعية الدموية أو الأعصاب. من أبرز هذه الإجراءات: تمديد الشريان بالبالون (Angioplasty)، وضع دعامة في الشريان (Stent)، إزالة التخثر بالقسطرة (Thrombectomy)، إزالة النزيف بالقسطرة (Embolization)، تصليح التشوه بالقسطرة (Coiling)، تثبيت التشوه بالمغناطيس (Clipping).
علاج قصور الدورة الدموية المخية
علاج قصور الدورة الدموية المخية هو عملية تهدف إلى استعادة تدفق الدم إلى المخ، والحد من التلف في خلاياه، وتحسين وظائفه، ومنع حدوث مضاعفات أو نوبات جديدة. علاج قصور الدورة الدموية المخية يتوقف على سبب ونوع ومكان وشدة الاضطراب الذي يؤثر على المخ، ويتضمن خيارات متعددة، منها:
- العلاج الدوائي: وهو عبارة عن استخدام أدوية مختلفة لتحسين تدفق الدم إلى المخ، والحد من خطر التخثر أو النزيف في الأوعية الدموية، والتخفيف من الأعراض المصاحبة. من أهم هذه الأدوية ما يلي: مضادات التجلط، مثل: الهيبارين أو الورفارين أو الكلوبيدوغريل، التي تمنع تكون أو تحرك التخثرات في الأوعية الدموية. مذيبات التخثر، مثل: المنشط النسيجي للبلازمين (tPA)، التي تساعد على حل التخثرات الموجودة في الأوعية الدموية. مضادات الصفائح الدموية، مثل: الأسبرين أو الكلوبيدوريل أو التيكلوبيدين، التي تمنع تجمع خلايا الصفائح في الأوعية الدموية. مضادات ارتفاع ضغط الدم، مثل: مثبطات إنزيم تحويل الأنجيوتنسين (ACE) أو مضادات قناة الكالسيوم أو بيتا بلوكرز، التي تساعد على خفض ضغط الدم في المستوى المطلوب. مضادات ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، مثل: ستاتينز أو فيبرات أو ناهضات امتصاص كولسترول المرارة (BAS)، التي تساعد على خفض نسبة الكولسترول في الدم والحد من تصلب وانسداد الشرايين. مضادات ارتفاع نسبة سكر في الدم، مثل: الميتفورمين أو سولفانيل يورياس أو ثازولدينديودز (TZDs)، التي تساعد على خفض نسبة سكر في الدم والحد من خطر حدوث اضطرابات في التروية. مضادات التشنجات، مثل: فالبروات أو كاربامازبين أو لامورتجين، التي تساعد على منع حدوث نشاط كهربائي غير طبيعي في المخ. مسكنات الألم، مثل: باراسيتامول أو إبربرفِين أو كوديين، التي تساعد على تخفيف الصداع أو الألم الناتج عن قصور الدورة الدموية المخية.
- العلاج التداخلي: وهو عبارة عن استخدام أجهزة وتقنيات خاصة لتوسيع أو فتح أو إزالة الانسداد في الأوعية الدموية، وذلك بواسطة قسطرة أو بالون أو دعامة أو ملقط أو مغناطيس. هذا العلاج يتطلب مهارة وخبرة عالية من قبل الطبيب، ويجب إجراؤه في غضون ساعات قليلة من حدوث قصور الدورة الدموية المخية، لزيادة فرص نجاحه وتقليل خطر حدوث مضاعفات.
- العلاج الجراحي: وهو عبارة عن إجراء عملية جراحية لإصلاح أو استئصال أو تحويل أو تغيير شكل أو مكان أحد الأوعية الدموية في المخ، أو لإزالة التشوهات أو الأورام أو الأكياس التي تضغط على المخ أو تسبب نزيفاً فيه. هذا العلاج يتطلب تخدير كامل وفتح جمجمة المريض، ويجب إجراؤه في حالات محدودة ومبررة طبياً، لأنه يحمل خطر عالي من حدوث مضاعفات.
- العلاج التأهيلي: وهو عبارة عن برنامج متكامل من التمارين والأنشطة والتدخلات التي تهدف إلى استعادة قدر ممكن من وظائف المخ المتضررة، وتحسين جودة حياة المريض. هذا العلاج يشمل فريق متعدد التخصصات من الأطباء والممرضين والمعالجين والمستشارين والأسرة، ويستمر لفترات طويلة بعد حدوث قصور الدورة الدموية المخية. هذا العلاج يساعد على تقوية العضلات وتحسين التنسيق والتوازن، وتحسين الكلام والفهم والذاكرة، وتحسين المزاج والثقة بالنفس، وتقديم الدعم
الوقاية من قصور الدورة الدموية المخية
الوقاية من قصور الدورة الدموية المخية هي عملية تهدف إلى تجنب أو تقليل عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية حدوث اضطراب في وظائف المخ نتيجة لنقص التروية الدموية له. الوقاية من قصور الدورة الدموية المخية تتضمن إجراءات وتغييرات في نمط الحياة والعادات الصحية، وتتطلب التزاماً ومتابعة من قبل المريض والطبيب. من أهم هذه الإجراءات والتغييرات ما يلي:
- مراقبة ضغط الدم: وهو عبارة عن قياس ضغط الدم بشكل منتظم، والسعي للحفاظ على مستوى طبيعي له، وذلك بواسطة استخدام أدوية مضادة لارتفاع ضغط الدم، والابتعاد عن الملح والدهون والكافيين والكحول، وممارسة التمارين الرياضية، والتخلص من الوزن الزائد، والتعامل مع التوتر والإجهاد.
- مراقبة نسبة الكولسترول في الدم: وهو عبارة عن قياس نسبة الكولسترول في الدم بشكل منتظم، والسعي للحفاظ على مستوى طبيعي له، وذلك بواسطة استخدام أدوية مضادة لارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، واتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الألياف والفواكه والخضروات، والابتعاد عن الدهون المشبعة والمهدرجة، وممارسة التمارين الرياضية، والتخلص من الوزن الزائد.
- مراقبة نسبة سكر في الدم: وهو عبارة عن قياس نسبة سكر في الدم بشكل منتظم، والسعي للحفاظ على مستوى طبيعي له، وذلك بواسطة استخدام أدوية مضادة لارتفاع نسبة سكر في الدم، واتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الألياف والبروتينات، والابتعاد عن السكريات والنشويات، وممارسة التمارين الرياضية، والتخلص من الوزن الزائد.
- التخلص من التدخين: وهو عبارة عن التوقف عن استخدام التبغ بأشكاله المختلفة، سواء كان دخان أو مضغ أو شفط أو رش. التخلص من التدخين يساعد على تحسين صحة الأوعية الدموية، والحد من خطر حدوث تصلب أو انسداد أو التهاب فيها، والحد من خطر حدوث سرطان في الرئتين أو الفم أو الحنجرة.
- الابتعاد عن الكحول: وهو عبارة عن تقليل أو تجنب شرب الكحول بأشكاله المختلفة، سواء كان خمر أو بيرة أو مشروبات روحية. الابتعاد عن الكحول يساعد على تحسين صحة الأوعية الدموية، والحد من خطر حدوث ارتفاع ضغط الدم أو نزيف في المخ، والحد من خطر حدوث تلف في الكبد أو البنكرياس.
- ممارسة التمارين الرياضية: وهي عبارة عن القيام بأنشطة بدنية متنوعة ومنتظمة، مثل: المشي أو الجري أو السباحة أو ركوب الدراجة. ممارسة التمارين الرياضية تساعد على تحسين صحة الأوعية الدموية، وزيادة تدفق الدم إلى المخ، وتقوية عضلات القلب، وخفض ضغط الدم والكولسترول والسكر في الدم، والتخلص من الوزن الزائد، وتحسين المزاج والثقة بالنفس.
- اتباع نظام غذائي صحي: وهو عبارة عن تناول أطعمة مغذية ومتوازنة، تحتوي على كميات كافية من البروتينات والكربوهيدرات والدهون والفيتامينات والمعادن. اتباع نظام غذائي صحي يساعد على تحسين صحة الأوعية الدموية، وتزويد المخ بالأكسجين والغذاء اللازم له، وخفض ضغط الدم والكولسترول والسكر في الدم، والتخلص من
تعليقات
إرسال تعليق