القائمة الرئيسية

الصفحات

 مفهوم الشعر الحر

مفهوم الشعر الحر هو الشعر الذي يتكوّن من شطر واحد، دون عجز، ذو تفعيلة واحدة، سمّي بالحرّ لأنّه تحرر من وحدة القافية والشكل، وللشاعر الحرية في تنويع التفعيلات والطول لكنّه يلتزم في القواعد العروضيّة كامل الالتزام.

، يُمكن أن نقول أنّ الشاعر يستخدم بحر الرجز كتفعيلة أساسية لقصيدته، ولكن لا يلتزم بالقافية المتقاربة أو المتصادفة التي تميّز هذا البحر في الشعر التقليدي. بل يستطيع أن يغير القافية كل عدة أبيات أو حسب ما يتطلبه الموضوع. كما يستطيع أن يختار طول الشطر حسب رغبته، سواء كان ثلاثيًا أو رباعيًا أو خماسيًا أو سداسيًا، شرط أن تكون التفعيلات متشابهة في جميع الأشطر.

  • إنّ الشعر الحر على بحر الرجز يُظهر قدرة الشاعر على التجديد والابتكار في استخدام هذا البحر المألوف والمستخدم منذ عصور قديمة.
  • إنّ بحر الرجز مناسب للشعر الحر لأنّه يسمح بالتنوع في طول التفعيلات والقافية، ويُبرز جمالية الموسيقى الداخلية للقصيدة.
  • إنّ استخدام بحر الرجز في الشعر الحر يُضفي على القصيدة نكهة شعبية وثورية وإصلاحية، فهو بحر المديح والهجاء والغزل والسخرية.

بحور الشعر الحر

بحور الشعر الحر هي المجموعة التي يستخدمها الشعراء الحرّون في نظم قصائدهم، وهي تعتمد على القواعد العروضية للقصيدة العربية، ولكن بدون الالتزام بالقافية الموحدة أو الشكل المعياري للبيت. وقد أجاز واضعو قواعد الشعر الحر للشعراء النظم على نوعين من البحور الستة عشر التي وضعها الخليل بن أحمد والأخفش، وهما:

  • البحور الصافية: وهي التي تتكون من تفعيلة واحدة غير ممزوجة، وهي ستة بحور هي: الطويل، المديد، البسيط، الوافر، الكامل، والهزج. وهذه البحور تسمح للشاعر بالتغيير في عدد التفعيلات في كل شطر، شرط أن تكون التفعيلات متشابهة في جميع الأشطر. مثلاً: في بحر الطويل يُمكن أن يكون شطر من ثلاث تفعيلات أو أربع أو خمس أو ست، لكن جميعها تكون على وزن فَعُولُن مَفَاعِيلُن.
  • البحور المختلطة: وهي التي تتكون من تفعيلتين مختلفتين ممزوجتين، وهي عشرة بحور هي: الرجز، الرمل، السريع، المنسرح، الخفيف، المضارع، المقتضب، المجتث، المتقارب، والمحدث. وهذه البحور تسمح للشاعر بالتغيير في عدد التفعيلات في كل شطر أيضاً، شرط أن تكون التفعيلات متشابهة في جميع الأشطر. مثلاً: في بحر المضارع يُمكن أن يكون شطر من خمس تفعيلات أو ست أو سبع أو ثمان، لكن جميعها تكون على وزن فَاعِلَاتُ مُسْتَفْعِلُ.

، يُمكن أن نقول أنّ هذا البحر هو أكثر بحور الشعر زحافاً واختصاراً، وسُمّي بالرجز؛ لاضطرابه كاضطراب قوائم الناقة عند القيام. وهذا البحر يستخدم كثيراً في الشعر الحديث لأنّه يصلح للأغاني والأهازيج والسخرية. وهذا البحر يستخدم في الشعر الحر دون اشتراط قافية متقاربة أو متصادفة كما في الشعر التقليدي، بل يُمكن للشاعر أن يغير القافية كل عدة أبيات أو حسب ما يتطلبه الموضوع. كما يُمكن للشاعر أن يختار طول الشطر حسب رغبته، سواء كان ثلاثيًا أو رباعيًا أو خماسيًا أو سداسيًا، شرط أن تكون التفعيلات متشابهة في جميع الأشطر. ووزن هذا البحر هو: مُسْتَفْعِلُن مُسْتَفْعِلُن مُسْتَفْعِلُ.

  • إنّ الشعر الحر على بحر الرجز يُظهر قدرة الشاعر على التجديد والابتكار في استخدام هذا البحر المألوف والمستخدم منذ عصور قديمة.
  • إنّ بحر الرجز مناسب للشعر الحر لأنّه يسمح بالتنوع في طول التفعيلات والقافية، ويُبرز جمالية الموسيقى الداخلية للقصيدة.
  • إنّ استخدام بحر الرجز في الشعر الحر يُضفي على القصيدة نكهة شعبية وثورية وإصلاحية، فهو بحر المديح والهجاء والغزل والسخرية.

الرجز في الشعر الحر

في هذه الرسالة سأتناول بعض الأمثلة على الشعر الحر على بحر الرجز من قصائد شعراء معاصرين، وسأحاول تحليلها وتوضيح ما يميزها

  • قالت الشاعرة نازك الملائكة في قصيدتها “الموت والطفل” التي تنتمي إلى ديوانها “شظايا ونار” (1959):

مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُ

أبي لا تذهب إلى الموت أبي

إن الموت يقطّع يديك أبي

ويقطّع قدميك أبي ويقطّع

صوتك أبي ويقطّع عينيك أبي

وأنا أحبّ يديك أبي وأحبّ

قدميك أبي وأحبّ صوتك أبي

  • في هذه القصيدة، استخدمت نازك الملائكة بحر الرجز تامًا، أي كاملاً بست تفعيلات في كل شطر، وهذا يبرز حالة التكامل والانسجام في القصيدة، رغم أن الموضوع هو الموت والانقطاع. كما استخدمت نظام القافية الموحدة في كافة الأشطر، وهذا يؤدي إلى إبراز جمالية الموسيقى الداخلية للقصيدة، وإثارة المشاعر لدى القارئ. ولاحظ كذلك كيف استخدمت التكرار في كثير من الأبيات، لإظهار حالة التضارب بين حب الطفل لأبيه وخوفه من فقدانه

  • قال الشاعر نزار قباني في قصيدته “الجزيرة” التي تنتمي إلى ديوانه “لا تطفئ الشمس” (1960):

أنا الجزيرة التي تحترق في البحر

وتحترق في السماء وتحترق في النار

وتحترق في الدم وتحترق في العروق

وتحترق في العين وتحترق في البكاء

وتحترق في الليل وتحترق في النهار

وتحترق في الشمس وتحترق في القمر

  • في هذه القصيدة، استخدم نزار قباني بحر الرجز منهوكًا، أي مخففًا بثلاث تفعيلات في كل شطر، وهذا يبرز حالة التشظي والانكسار في القصيدة، التي تعبر عن حالة المواطن العربي المنكوب بالهزائم والنكبات. كما استخدم نظام القافية المشابهة في كافة الأشطر، وهذا يؤدي إلى إبراز جمالية الموسيقى الداخلية للقصيدة، وإثارة المشاعر لدى القارئ. ولاحظ كذلك كيف استخدم التكرار في كثير من الأبيات، لإظهار حالة التضارب بين حب الشاعر لوطنه وألمه من معاناته

  • قال الشاعر أحمد مطر في قصيدته “الأغنية” التي تنتمي إلى ديوانه “أغاني المطر” (1970):

أغنيةٌ تغزو قلبي منذ زمانٍ طويلٍ

نماذج من شعر التفعيلة

في هذه الرسالة كما تعلمون، فإن بحر الرجز هو بحر أحادي التفعيلة، يقوم على تكرار تفعيلة مُسْتَفْعِلُنْ في كل شطر، ويمكن أن يختلف عدد التفعيلات في كل شطر بين ثلاث وست، ويمكن أن تطرأ على التفعيلة بعض الزحافات والعلل التي تغير من صورتها

شعر التفعيلة هو شعر حديث يتخلى عن قواعد الشعر القديم في القافية والوزن والبحور، ويتبع مبدأ حرية المبدع في اختيار شكل قصيدته ومضمونها، مع الاهتمام بالجانب الموسيقي والصوري والمعنوي للشعر

إذاً، فشعر التفعيلة على بحر الرجز هو شعر يستخدم تفعيلة مُسْتَفْعِلُنْ أو صورها المختلفة كأساس لبناء قصائده، دون الالتزام بقافية محددة أو عدد محدود من التفعيلات في كل شطر. وهذا يمكن أن يؤدي إلى إبراز جمالية الموسيقى الداخلية للشعر، وإثارة المشاعر لدى القارئ، وإظهار حالة التجديد والابتكار في الشعر.

ولأن بحر الرجز هو بحر سهل وشائع، فإنه يصلح لأغراض شعرية مختلفة، سواء كانت غزلية أو سياسية أو فكاهية أو نقدية أو غير ذلك. وقد استخدمه كثير من الشعراء المعاصرين في قصائدهم الحرة، مستفيدين من مرونته وجاذبيته.

ولإظهار ذلك، سأذكر بعض الأمثلة على شعر التفعيلة على بحر الرجز من قصائد شعراء مختلفين:

  • قال الشاعر الموريتاني محمود قحطان في قصيدته “الأغاني” التي تنتمي إلى ديوانه “أغاني المطر” (1970):
  • في هذه القصيدة، استخدم محمود قحطان بحر الرجز منهوكًا، أي مخففًا بثلاث تفعيلات في كل شطر، وهذا يبرز حالة الانفعال والتأثر في القصيدة، التي تعبر عن حالة الحنين والشوق إلى الأغاني التي تملأ قلبه. كما استخدم نظام القافية الموحدة في كافة الأشطر، وهذا يؤدي إلى إبراز جمالية الموسيقى الداخلية للقصيدة، وإثارة المشاعر لدى القارئ. ولاحظ كذلك كيف استخدم التدرج في تقليل عدد التفعيلات في كل شطر، لإظهار حالة التصاعد والتوتر في نفسه.

  • قال الشاعر السوري نزار قباني في قصيدته “أنتِ” التي تنتمي إلى ديوانه “أوراق الورد” (1966):

  • في هذه القصيدة، استخدم نزار قباني بحر الرجز تامًا، أي كاملاً بست تفعيلات في كل شطر، وهذا يبرز حالة التكامل والانسجام في القصيدة، التي تعبر عن حالة الغزل والوله في المحبوبة. كما استخدم نظام القافية الموحدة في كافة الأشطر، وهذا يؤدي إلى إبراز جمالية الموسيقى الداخلية للقصيدة، وإثارة المشاعر لدى القارئ. ولاحظ كذلك كيف استخدم التكرار في كثير من الأبيات، لإظهار حالة التغزل والإغراء في المحبوبة.

  • قال الشاعر المصري صلاح جاهين في قصيدته “البطانية” التي تنتمي إلى ديوانه “ديوان جاهين” (1961):

  • في هذه القصيدة، استخدم صلاح جاهين بحر الرجز منهوكًا، أي مخففًا بثلاث تفعيلات في كل شطر، وهذا

تعليقات