هودجكن ليمفوما
لمفومة هودجكين هي نوع من السرطان الذي يصيب الخلايا اللمفية، وهي خلايا تنتمي إلى الجهاز المناعي وتساعد على مكافحة العدوى. تتميز لمفومة هودجكين بوجود خلايا سرطانية كبيرة تسمى خلايا ريد-ستيرنبرغ، والتي يمكن رؤيتها تحت المجهر. تنتشر لمفومة هودجكين بشكل منظم من مجموعة إلى أخرى من العقد اللمفية، وتظهر علامات وأعراض مثل التورم الغير مؤلم للعقد اللمفية في الرقبة أو الإبط أو المنطقة الأربية، والحمى، والتعرق الليلي، وفقدان الوزن، والحكة، والألم بعد شرب الكحول.
هناك عدة أنواع من لمفومة هودجكين، تختلف حسب سمات وسلوك خلايا ريد-ستيرنبرغ. أكثرها شيوعاً هو لمفومة هودجكين الكلاسيكية، التي تشمل أربعة أنواع فرعية: التصلب العقدي، والخلوية المختلطة، والمستنفدة للخلايا اللمفاوية، والغنية بالخلايا اللمفاوية. نادراً ما يحدث نوع آخر يسمى لمفومة هودجكين المهيمن على الخلايا اللمفية.
الأسباب المحتملة للإصابة بلمفومة هودجكين غير معروفة بالضبط، لكن بعض العوامل قد تزيد من خطر الإصابة بها، مثل التاريخ العائلي، أو التعرض لبعض الفيروسات مثل فيروس إبشتاين-بار، أو اضطرابات المناعة الذاتية.
العلاج للمفومة هودجكين يعتمد على نوع المرض ومرحلته وحالة المريض. قد يشمل العلاج استخدام الإشعاع أو العلاج الكيميائي أو زرع نخاع العظام أو زرع خلايا جذعية. تحسَّنت فرص شفاء المصابين بهذا المرض بشكل كبير في السنوات الأخيرة بفضل التقدُّم في التشخيص والعلاج.
أعراض هودجكن ليمفوما
أعراض مرض هودجكن ليمفوما هي الظواهر التي تنتج عن تأثير الخلايا السرطانية على وظائف الجسم. قد تختلف الأعراض باختلاف موقع الورم وحجمه وانتشاره. بعض الأعراض قد تكون عامة وغير محددة، بينما قد تكون أخرى محلية ومرتبطة بالأعضاء المصابة.
الأعراض العامة لمرض هودجكن ليمفوما تشمل:
- التورم الغير مؤلم للعقد اللمفية في الرقبة أو الإبط أو المنطقة الأربية. هذه هي أكثر الأعراض شيوعاً وتظهر عند حوالي 80% من المصابين. قد يلاحظ المريض أو طبيبه وجود كتل صلبة أو مطاطية تحت الجلد. قد يزداد حجم هذه الكتل بشكل مؤقت بعد شرب الكحول.
- الحمى. قد تكون حمى خفيفة أو عالية، وقد تستمر لفترات طويلة أو تظهر وتختفي بشكل متقطع. قد تصاحب الحمى رعشة أو ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- التعرق الليلي. قد يستيقظ المصاب من نومه بسبب التعرق الشديد، وقد يحتاج إلى تغيير ملابسه أو مفارش سريره. قد يحدث التعرق في أي وقت من النهار أيضاً، لكنه أكثر شيوعاً ليلاً.
- فقدان الوزن دون محاولة ذلك. قد يفقد المصاب 10% أو أكثر من وزنه خلال ستة أشهر دون سبب واضح. قد يؤدي ذلك إلى ضعف عام وانخفاض في شهية الطعام.
- حكة شديدة. قد يشعر المصاب بحكة في جميع أنحاء جسده، خاصة في الساقين والذراعين. قد تؤدي الحكة إلى خدش جلد المصاب وإصابته بالالتهابات.
- الألم بعد شرب الكحول. قد يشعر المصاب بألم في المنطقة التي بها عقد لمفية مصابة بعد شرب كمية صغيرة من الكحول. هذه الألام قد تستغرق دقائق إلى ساعات، ولا تزول إلا بإيقاف شرب الكحول. هذه الأعراض نادرة وتحدث عند حوالي 10% من المصابين.
الأعراض المحلية لمرض هودجكن ليمفوما تشمل:
- آلام البطن. قد يحدث ذلك بسبب تضخم الطحال أو الكبد أو العقد اللمفية في البطن. قد يؤدي ذلك إلى انتفاخ أو شعور بالامتلاء أو ضغط على المعدة أو الأمعاء.
- صعوبات في البلع. قد يحدث ذلك بسبب تضخم العقد اللمفية في الصدر أو الرقبة. قد يؤدي ذلك إلى سعال أو اختناق أو صوت مبحوح أو تغير في الصوت.
- ضيق في التنفس. قد يحدث ذلك بسبب تضخم العقد اللمفية في الصدر أو انتشار المرض إلى الرئتين. قد يؤدي ذلك إلى سعال أو صفير في التنفس أو نزيف من الأنف.
- حكة. قد يحدث ذلك بسبب انتشار المرض إلى الجلد. قد يؤدي ذلك إلى طفح جلدي أو بقع حمراء أو بثور.
- آلام الظهر أو العظام. قد يحدث ذلك بسبب انتشار المرض إلى نخاع العظام. قد يؤدي ذلك إلى كسور أو خشونة في المفاصل.
إذا كان لديك أي من هذه الأعراض، فمن المستحسن مراجعة طبيبك لإجراء فحص وتشخيص دقيق. لا تتجاهل هذه الأعراض أو تفسرها بطرق بديلة، فقد تشير إلى وجود مشكلة خطيرة في جسمك.
أسباب مرض هودجكن ليمفوما
مرض هودجكن ليمفوما هو نوع من السرطان الذي ينشأ في خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن مكافحة العدوى، وهي تسمى الخلايا اللمفاوية. عادة ما يبدأ المرض في العقد اللمفية، وهي مجموعات صغيرة من الخلايا اللمفاوية المنتشرة في جميع أنحاء الجسم. ولكن يمكن أن ينتشر إلى أعضاء أخرى مثل الطحال أو الكبد أو الرئتين أو الجلد.
السبب الدقيق لحدوث مرض هودجكن ليمفوما غير معروف، لكن يعتقد أنه يرتبط بحدوث طفرات في الحمض النووي للخلايا اللمفاوية. يحتوي الحمض النووي على التعليمات التي تحدد كيف تعمل الخلايا وتتكاثر. عندما تحدث طفرة في الحمض النووي، تصبح الخلية غير طبيعية وتتكاثر بشكل سريع وغير منظم. هذه الخلايا غير الطبيعية تشكل خلايا سرطانية كبيرة تسمى خلايا ريد-ستيرنبرغ، والتي تتميز بوجود نواتين أو أكثر في نفس الخلية.
هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض هودجكن ليمفوما، مثل:
- التاريخ العائلي: إذا كان لديك قرابة من درجة أولى (أخ أو أخت أو والد) مصاب بالمرض، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة به.
- التعرض لبعض الفيروسات: إذا كنت مصابًا بفيروس إبشتاين-بار (EBV)، وهو نفس فيروس يسبب داء كثرة الخلايا المتحولة (mononucleosis)، فقد تزداد فرص إصابتك بالمرض. كذلك، إذا كنت مصابًا بفيروس نقص المناعة المكتسب (HIV)، فقد تزداد فرص إصابتك بالمرض.
- اضطرابات المناعة الذاتية: إذا كان جهاز المناعة لديك يهاجم خلايا جسمك بشكل خاطئ، فقد تزداد فرص إصابتك بالمرض. مثال على هذه الاضطرابات هو التهاب المفاصل الروماتوئدي (rheumatoid arthritis).
- عامل عمر: إذا كان عمرك بين 15 و 30 سنة، أو فوق 55 سنة، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
- عامل جنس: إذا كنت ذكرًا، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض من الإناث.
تشخيص مرض هودجكن ليمفوما
تشخيص مرض هودجكن ليمفوما هو عملية تحديد نوع ومرحلة وانتشار السرطان في الجهاز اللمفاوي. يتطلب التشخيص إجراء العديد من الفحوصات والإجراءات التي تبدأ بالفحص البدني وتتبعها اختبارات الدم والتصوير والخزعة. هذه الخطوات تساعد على تأكيد وجود المرض وتحديد خصائصه وسلوكه.
- الفحص البدني: يقوم الطبيب بسؤال المريض عن أعراضه وتاريخه الصحي والعائلي، ويفحصه للكشف عن أي تورم في العقد اللمفية أو الطحال أو الكبد.
- اختبارات الدم: يتم أخذ عينة من دم المريض لفحصها في المختبر لتقييم حالته الصحية العامة والبحث عن أي مؤشرات على السرطان.
- اختبارات التصوير: يتم استخدام طرق التصوير المختلفة للبحث عن أي تورم أو انتشار للسرطان في مناطق أخرى من الجسم. قد تشمل هذه التقنيات التصوير بالأشعة السينية، والتصوير المقطعي المحوسب، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
- خزعة العقدة اللمفية: يقوم الطبيب بأخذ عينة من عقدة لمفية مشبوهة باستخدام إبرة أو جراحة صغيرة، ويرسلها إلى المختبر لفحصها تحت المجهر. هذا هو الإجراء الأكثر دقة لتأكيد تشخيص مرض هودجكن ليمفوما، حيث يُظهِر نوع خلايا السرطان الموجودة. إذا كانت خلايا ريد-ستيرنبرغ موجودة، فهذا يعني أن المرض هودجكن ليمفوما. إذا كان نوع آخر من خلايا السرطان موجود، فهذا يعني أن المرض لمفومة غير هودجكن.
- خزعة نخاع العظام: يقوم الطبيب بأخذ عينة من نخاع العظام باستخدام إبرة من عظام الورك، ويرسلها إلى المختبر لفحصها. هذا الإجراء يساعد على معرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى نخاع العظام أم لا.
بعد إجراء هذه الفحوصات والإجراءات، يستطيع الطبيب تحديد نوع ومرحلة وانتشار مرض هودجكن ليمفوما، وبناء على ذلك يقترح خيارات العلاج المناسبة للمريض.
عوامل الخطر في مرض هودجكن ليمفوما
عوامل الخطر هي الظروف أو العادات أو المورثات التي تجعل شخصًا ما أكثر عرضة للإصابة بمرض معين. ولكن يجب أن نعلم أن وجود عامل خطر لا يعني بالضرورة أن الشخص سيصاب بالمرض، وأن عدم وجوده لا يعني بالضرورة أن الشخص سيكون آمنًا من المرض. بل إن كثيرًا ممن لديهم عوامل الخطر لا يصابون مطلقًا بالمرض، وبالمقابل قد يصاب به أشخاص لا توجد لديهم عوامل خطر معروفة.
تشمل بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض هودجكن ليمفوما ما يلي:
- التاريخ العائلي: إذا كان لديك قرابة من درجة أولى (أخ أو أخت أو والد) مصاب بالمرض، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة به.
- التعرض لبعض الفيروسات: إذا كنت مصابًا بفيروس إبشتاين-بار (EBV)، وهو نفس فيروس يسبب داء كثرة الخلايا المتحولة (mononucleosis)، فقد تزداد فرص إصابتك بالمرض. كذلك، إذا كنت مصابًا بفيروس نقص المناعة المكتسب (HIV)، فقد تزداد فرص إصابتك بالمرض.
- اضطرابات المناعة الذاتية: إذا كان جهاز المناعة لديك يهاجم خلايا جسمك بشكل خاطئ، فقد تزداد فرص إصابتك بالمرض. مثال على هذه الاضطرابات هو التهاب المفاصل الروماتوئدي (rheumatoid arthritis).
- عامل عمر: إذا كان عمرك بين 15 و 30 سنة، أو فوق 55 سنة، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
- عامل جنس: إذا كنت ذكرًا، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض من الإناث.
علاج مرض هودجكن ليمفوما
العلاج المناسب لمرض هودجكن ليمفوما يعتمد على عدة عوامل، مثل نوع ومرحلة وانتشار السرطان، وصحة وعمر وتفضيلات المريض. هناك أربعة أنواع رئيسية من العلاجات التي يمكن استخدامها لهذا المرض، وهي:
- العلاج الكيميائي: هو علاج دوائي يستخدم مواد كيميائية لقتل الخلايا السرطانية أو منعها من التكاثر. يمكن إعطاء الأدوية عن طريق الفم أو حقنها في الوريد أو تحت الجلد. قد يستخدم العلاج الكيميائي بمفرده أو بالتزامن مع العلاجات الأخرى. قد يسبب العلاج الكيميائي بعض الآثار الجانبية، مثل تساقط الشعر، والغثيان، والإسهال، والتقرحات في الفم، والخمول، والعدوى.
- العلاج الإشعاعي: هو علاج يستخدم حزمًا عالية من الطاقة الإشعاعية لتدمير الخلايا السرطانية أو تقليل حجمها. يتم توجيه الأشعة إلى المنطقة التي بها خلايا سرطانية بدقة. قد يستخدم العلاج الإشعاعي بمفرده أو بالتزامن مع العلاجات الأخرى. قد يسبب العلاج الإشعاعي بعض الآثار الجانبية، مثل تهيج أو جفاف أو تغير لون الجلد، والتهاب المرئ، والصداع، والإسهال، والتورم.
- زراعة نخاع العظام: هو علاج يستخدم خلايا نخاع عظام سليمة لإصلاح نخاع عظام مصاب بالسرطان. قبل إجراء زراعة نخاع العظام، يتلقى المريض جرعات عالية من الأشعة أو الأدوية لقتل كافة خلايا نخاع عظامه. ثم يتلقى المريض خلايا نخاع عظام جديدة من متبرِّع مطابق أو من نفسه (إذا كان قد تبرَّع بهذه الخلايا قبل بدء علاجه). قد يسبب زراعة نخاع العظام بعض المضاعفات، مثل رفض المستقبل للخلايا المزروعة، أو هجوم الخلايا المزروعة على أعضاء المستقبل، أو العدوى، أو النزيف.
- العلاج البيولوجي: هو علاج يستخدم مواد طبيعية أو مصنَّعة لتحفيز أو تعزيز قدرة جهاز المناعة على محاربة السرطان. قد يستخدم العلاج البيولوجي بمفرده أو بالتزامن مع العلاجات الأخرى. قد يسبب العلاج البيولوجي بعض الآثار الجانبية، مثل الحمى، والقشعريرة، والصداع، والطفح الجلدي، والإسهال.
هذه هي خيارات العلاج الأكثر شيوعًا لمرض هودجكن ليمفوما. ولكن قد تكون هناك خيارات أخرى تناسب حالة محددة. لذلك، من المهم استشارة طبيب مختص ومناقشة مزايا ومخاطر كل خيار علاج.
الوقاية من مرض هودجكن ليمفوما
مرض هودجكن ليمفوما هو نوع من السرطان الذي يصيب الجهاز اللمفاوي، وهو جزء من الجهاز المناعي المسؤول عن مكافحة العدوى. ولكن للأسف، لا يوجد حتى الآن طريقة مؤكدة للوقاية من هذا المرض، لأن سببه الدقيق غير معروف. ولكن يمكن اتباع بعض التدابير العامة لتحسين صحتك وتقليل خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام. وهذه التدابير تشمل:
- تجنب التدخين أو الإقلاع عنه: فالتدخين يزيد من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك لمفومة هودجكن. إذا كنت تدخن، فحاول الإقلاع عنه بمساعدة طبيبك أو برامج إرشادية أو دعم اجتماعي.
- تجنب التعرض المفرط للشمس: فالشمس تحتوي على أشعة فوق بنفسجية قد تضر بالخلايا وتسبب طفرات في الحمض النووي. إذا كنت تخرج في أوقات ذروة الشمس، فحاول ارتداء ملابس واسعة وغطاء رأس ونظارات شمسية، واستخدام كريم واقٍ من الشمس.
- اتباع نظام غذائي صحي: فتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والألياف والأحماض الدهنية أوميغا-3 قد يساعد على تقوية جهاز المناعة والحفاظ على صحة الخلايا. حاول تجنب الأطعمة المصنَّعة أو المُحَفَّظة أو المُقَلِّية أو المُحَلاَّة بشكل زائد.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: فالتمارين الرياضية تساعد على حرق الدهون والسعرات الحرارية والحفاظ على وزن صحي. كما تساعد على تحسين دوران الدم والأكسجين في الجسم وتخفيف التوتر والقلق. حاول ممارسة التمارين التي تُناسِب قدراتك وإمكاناتك لمدة 30 دقيقة على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع.
- التطعيم ضد بعض الفيروسات: فبعض الفيروسات مثل فيروس إبشتاين-بار (EBV) أو فيروس نقص المناعة المكتسب (HIV) قد تزيد من خطر الإصابة بلمفومة هودجكن. إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بهذه الفيروسات، فحاول الحصول على التطعيمات المناسبة أو اتباع إجراءات الوقاية والسلامة.
- إجراء فحوصات دورية: فالكشف المبكر عن مرض هودجكن ليمفوما قد يزيد من فرص الشفاء منه. إذا كنت تلاحظ أي تورم في العقد اللمفية أو أي أعراض أخرى مثل الحمى أو التعرق الليلي أو فقدان الوزن، فلا تتأخر في زيارة طبيبك وإجراء الفحوصات اللازمة.
تعليقات
إرسال تعليق