القائمة الرئيسية

الصفحات

الرضاعة الطبيعية

الرضاعة الطبيعية هي عملية إطعام الطفل بحليب الأم من الثدي. توفر الرضاعة الطبيعية فوائد صحية للأم والطفل، منها تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم. سنتحدث بإختصار عن العلاقة بين الرضاعة الطبيعية وضغط الدم.

  • تأثير الرضاعة الطبيعية على ضغط الدم للأم: أظهرت دراسة حديثة أن الأمهات اللواتي يرضعن من الثدي لمدة ستة أشهر على الأقل كن أقل عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم خلال فترة 14 عامًا مقارنة بأولئك اللواتي يرضعن رضاعة غير طبيعية. ويرجع ذلك إلى أن حليب الثدي يحتوي على عوامل نمو ومكونات مناعية وخلايا جذعية تساهم في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية للأم.

  • تأثير الرضاعة الطبيعية على ضغط الدم للطفل: أظهرت دراسة أخرى أن الأطفال الذين رضعوا رضاعة طبيعية، حتى لبضعة أيام، يتمتعون بانخفاض في ضغط الدم عند مرحلة الطفولة المبكرة. وقد ينعكس هذا على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في مرحلة لاحقة من الحياة.

  • تأثير أدوية ضغط الدم على الرضاعة: يختلف تأثير أدوية ضغط الدم على حليب الثدي باختلاف نوعها. فبينما ينتقل معظمها إلى حليب الثدي بكميات ضئيلة جدًا ولا يؤثر على صحة الرضيع، فإن بعضها قد يسبب انخفاض ضغط الدم لدى الرضيع أو تقليل إفراز حليب الثدي. لذلك، يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي دواء لارتفاع ضغط الدم أثناء فترة الرضاعة.

مكونات حليب الأم الطبيعي

حليب الأم هو الغذاء الأمثل للطفل الرضيع، فهو يحتوي على مكونات متوازنة ومناسبة لاحتياجاته الغذائية والصحية. سنتحدث بإختصار عن مكونات حليب الأم الطبيعي ودورها في فوائد الرضاعة الطبيعية لضغط الدم.

  • الماء: يشكل الماء حوالي 87% من مكونات حليب الأم، وهو يساهم في ترطيب الطفل وتنظيم درجة حرارة جسمه وتخليصه من السموم. كما يساعد الماء على تخفيف لزوجة حليب الأم وتسهيل هضمه وامتصاصه.

  • الدهون: تشكل الدهون حوالي 3.8% من مكونات حليب الأم، وهي تزود الطفل بالسعرات الحرارية والطاقة التي يحتاجها للنمو. كما تحتوي الدهون على أحماض دهنية أساسية مثل أحماض أوميغا 3 وأوميغا 6، التي تساعد على تطور الدماغ والجهاز العصبي والبصر. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي الدهون على كولسترول، وهو مادة ضرورية لإنتاج هرمونات مثل التستسترون والإستروجين.

  • البروتين: يشكل البروتين حوالي 1% من مكونات حليب الأم، وهو يساهم في بناء وإصلاح خلايا وأنسجة جسم الطفل. كما يحتوي حليب الأم على نوعين من البروتين: مصل البروتين (Whey)، والكازين (Casein). مصل البروتين يشكل حوالي 60% من بروتينات حليب الأم، وهو سهل الهضم والامتصاص، كما يحتوي على خلاصات منزلية (Lactoferrin)، التي تقضي على بعض أنواع البكتيريا، وإنزيم لازور (Lysozyme)، التي تقضى على بعض أنواع أخرى من البكتيريا. أما الكازين فيشكل حول 40% من بروتينات حليب الأم، وهو يساعد على تشبع جسم الطفل لفترة أطول، كما يحافظ على استقرار درجة حرارة جسده.

  • اللاكتوز: يشكل اللاكتوز حول 7% من مكونات حليب الأم، وهو سكر طبیعى يُعدُّ المصدر الرئیسی للطَّــــــــــــــاقة للطفل. كما يساعد اللاكتوز على امتصاص الكالسيوم والحديد والزنك والمغنيسيوم، ويحفز نمو بكتيريا مفيدة في الأمعاء، مثل بكتيريا البيفيدوس (Bifidus)، التي تحمي من الإصابة بالإسهال والتهابات الجهاز الهضمي.

  • الفيتامينات والمعادن: يحتوي حليب الأم على جمیع الفیتامینات والمعادن التی یحتاجها الطفل للنمو بشكل صحی، مثل فيتامين أ وب وج ود وه وك، والكالسيوم والحديد والزنك والنحاس والسيلينيوم. كما يحتوي حليب الأم على فيتامين د بكمية قليلة، لذلك قد يحتاج الطفل إلى مكملات من هذا الفيتامين بعد سن 6 أشهر.

  • المضادات الحیویة: تشكّل المضادات الحیویة أحد أهم مكوّنات حلیب الأم، فهی تساعد على حمایة الطفل من الأمراض المختلفة التی قد تصیبه خلال فترة المقاومة المنخفضة لجسده. من أهم المضادات الحیویة التی یحتوی علیها حلیب الأم هی:

    • الغلوبولینات المناعية (Immunoglobulins): هي بروتینات خاصة تحارب العدوى بمختلف أشكالها، سواء كانت بكتیریة أو فطریة أو فیرسیة أو طفیلیة. من أهم هذه الغلوبولینات هو غلوبولین المناعة أ (Immunoglobulin A)، الذي یدخل إلى جسم الطفل عبر حلیب الأم، ویدافع عن جسده من خلال حجز مختلف المكروبات في طبقة من المخاط التى تغطى سطح المعدة والأمعاء.
    • عامل بایر (Bayer factor): هو عامل یدافع عن جسم الطفل من خلال تثبیط نشاط بكتیریا (E.coli)، التى تسبب إصابة الطفل بإسهال شد

فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل

سنتحدث عن فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل وعلاقتها بفوائد الرضاعة الطبيعية لضغط الدم.

  • إن الرضاعة الطبيعية تقوي الجهاز المناعي للطفل وتحميه من الأمراض المختلفة والمعدية على وجه الخصوص، وذلك لأن حليب الأم يحتوي على عناصر هامة منها اللاكتوفيرين والليزوزومات، بالإضافة إلى الأحماض الدهنية والكربوهيدرات فضلاً عن أهم الفيتامينات والمعادن. كما يحتوي حليب الأم على الأجسام المضادة وعوامل مكافحة الجراثيم التي تنتقل من الأم إلى رضيعها أثناء الرضاعة.
  • إن الرضاعة الطبيعية تساهم في تغذية الطفل بشكل مثالي، حيث يمثل حليب الأم احتياج الطفل الكامل من الطعام والشراب، ولا يحتاج إلى أي طعام أو سائل آخر غير فيتامين د أو أدوية محددة. كما يتميز حليب الأم بقدرته على تغيير مكوناته بحسب حاجة الطفل وما يناسبه، وسهولة هضمه مقارنة بالحليب المُحضّر صناعيًا.
  • إن الرضاعة الطبيعية تساعد على تنمية دماغ الطفل وزيادة ذكائه، حيث وُجد أن الأطفال المرضعين طبيعيا يسجلون نتائج مرتفعة في اختبارات الذكاء والقراءة والحساب، وذلك لأن حليب الأم يحتوي على أحماض دهنية أساسية مثل DHA وARA التي تؤثر على تطور خلايا الدماغ.
  • إن الرضاعة الطبيعية تساهم في تقليل خطر إصابة الطفل بالأمراض المزمنة مثل داء السكري من النوعََ 1 و2، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، والسمنة، وذلك لأن حليب

فوائد الرضاعة الطبيعية لضغط الدم

  • إن الرضاعة الطبيعية تساهم في انخفاض ضغط الدم لدى الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث أظهرت دراسة حديثة أن الأطفال الذين رضعوا رضاعة طبيعية، حتى لبضعة أيام، يتمتعون بانخفاض في ضغط الدم عند عمر 3 سنوات، مقارنة بأولئك الذين لم يرضعوا من الثدي أبدا. وقد يترجم هذا الانخفاض في ضغط الدم إلى تحسن في صحة القلب والأوعية الدموية عند البلوغ، وذلك لأن ضغط الدم المرتفع في مرحلة مبكرة من الحياة يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية في المستقبل.
  • إن الرضاعة الطبيعية تساهم أيضا في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم لدى الأمهات، حيث وجدت دراسات أن الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية لمدة 6 أشهر على الأقل يكن أقل عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 22% مقارنة بالأمهات اللاتي يستخدمن حليب التركيب. ويرجع ذلك إلى أن حليب الأم يحتوي على هرمونات تساعد على تقليل التوتر والالتهابات وزيادة حساسية خلايا جسم الأم لهرمون الإنسولين، مما يؤدي إلى تحسين استقلاب الجلوكوز والدهون والحفاظ على مستوى ضغط دم صحي.

تعليقات