بيئة النقد الأدبي في العصر الأموي
- كان للنقد الأدبي دور رائد في النهضة الفكرية واللغوية والأدبية في هذا العصر.
- اتخذ أشكالاً متنوعة تتوائم مع كل بيئة من بيئاته وطائفة من طوائفه.
- نما وأزهر في ثلاث بيئات رئيسية هي: الحجاز، والعراق، والشام.
- تأثر بالحالة السياسية والاجتماعية والبيئية لكل منطقة.
- دار حول تفضيل شاعر على شاعر، وميزة الشعراء بعضهم على بعض، وضعف المعاني التي يأتي بها الشعراء، وتفضيل بعضها على بعض.
عوامل ازدهار النقد الأدبي في العصر الأموي
- تشجيع الخلفاء والأمراء على الشعراء ومنحهم جوائز قيمة.
- الصراع السياسي وما خلفه من أحزاب متنافسة في المجال الشعري.
- انتشار مجالس النقد التي تضم الخلفاء والأدباء والشعراء.
- تعدد مراكز الشعر وأسواقه في مختلف المناطق.
- ظهور فن النقائض كشكل جديد من الشعر يستلزم المقارنة والحكم.
سمات النقد الأدبي في العصر الأموي
- كان غير منظم وغير نظري، بل كان تطبيقياً وتجريبياً.
- اهتم بالشكل أكثر من المضمون، وباللغة أكثر من المحتوى.
- اتسم بالتحامل أو التحسن على حسب المذهب أو الميل أو المصلحة.
- استخدم أساليب مختلفة مثل: الإثبات والإبطال، الإطلاق والتقييد، الإجادة والإساءة، الإشادة والإنكار.
أشكال النقد الأدبي في العصر الأموي
- النقد المستقل: هو ما كان يُكتب على هامش دواوين الشعراء أو في كتب خاصة به.
- النقد المستدير: هو ما كان يُجرى في المجالس أو المحافل أو المسابقات بين الشعراء أو بينهم وبين رجالات المجتمع.
- النقد المستخف: هو ما كان يُظهر في الشعر نفسه من تقدير أو تنقيص للشعراء أو لأعمالهم.
مدارس النقد الأدبي في العصر الأموي
- مدرسة الحجاز: كانت تتميز بالتسامح والترف والروحانية والتفاعل مع الحياة. كان من نقادها: ابن أبي ربيعة، وكثير عزة، ونصيب الأحوص.
- مدرسة الشام: كانت تتميز بالجدية والثقافة والوطنية والتمسك بالأصول. كان من نقادها: جرير، والفرزدق، والأخطل.
- مدرسة العراق: كانت تتميز بالعلم والفقه والنظرية والتحليل. كان من نقادها: خليل بن أحمد، وسيبويه، وأبو عبيدة.
عوامل ازدهار النقد الأدبي في العصر الأموي
- يعتبر العصر الأموي من أهم العصور في تاريخ الأدب والنقد العربي، ففيه نشأت مدارس نقدية متفردة وتطورت أشكال نقدية متنوعة.
- كان لهذا الازدهار عوامل داخلية وخارجية تحكمت بطبيعة واتجاهات النقد في كل بيئة من بيئاته.
- من العوامل الداخلية: التفاعل مع التراث الجاهلي، فكان الشعراء والنقاد يستمدون منه مصادرهم ومقاييسهم وأساليبهم، ويحاولون تجديده وتطويره بحسب ظروف عصرهم.
- من العوامل الخارجية: الفتوحات الإسلامية، فكانت تؤثر في توسع رقعة الشعر والنقد، وفي تنوع الموضوعات والأغراض، وفي تعرضهما لتأثيرات ثقافية أخرى.
- كذلك من العوامل الخارجية: الحالة السياسية، فكانت تحدد موقف الشعراء والنقاد من السلطة والحكام، وتولد صراعات وأحزاب تنعكس على المجال الشعري والنقدي.
- إضافة إلى ذلك من العوامل الخارجية: الحالة الاجتماعية، فكانت تنظم علاقات الشعراء والنقاد ببعضهم وبالجمهور، وتحدث تغيرات في أذواقهم واتجاهاتهم، وتولد حاجات جديدة للشعر والنقد.
- أخيرًا من العوامل الخارجية: الحالة البيئية، فكانت تؤثر في خصائص كل بيئة من بيئات الشعر والنقد، سواء كانت صحراوية أو حضرية أو ريفية، وتبرز مظاهر ثقافية محلية تميز كل بيئة عن غيرها.
تشجيع الخلفاء والأمراء
- كانت السلطة السياسية في العصر الأموي عاملاً مهماً في دعم وتطوير الشعر والنقد، فكان الخلفاء والأمراء يفتحون أبوابهم للشعراء ويكرمونهم ويجزونهم بالهدايا والجوائز.
- كان هذا التشجيع يحفز الشعراء على تحسين أدائهم وتجويد أشعارهم، ويولد منافسة بينهم في الإبداع والتفوق، ويزيد من شأنهم في المجتمع ويجعلهم قادة رأي وثقافة.
- كان بعض الخلفاء والأمراء يشاركون في المجالس الأدبية والنقدية، ويستمعون إلى الشعر ويحكمون عليه، ويتبادلون مع الشعراء والنقاد الآراء والانتقادات، ويتعاملون معهم كأقران لهم.
- كان بعض الخلفاء والأمراء يتفننون في الشعر بأنفسهم، ويكتبون قصائد في مختلف الموضوعات، ويطلبون من الشعراء أن يردّوا عليهم أو يقابلوهم بقصائد مشابهة، فكان ذلك يولّد نقائض شعرية تستدعي التحليل والحكم.
- كان من أبرز الخلفاء والأمراء المشجِّعين للشعر والنقد في هذا العصر: سليمان بن عبد الملك، الحجاج بن يوسف، عبد الملك بن مروان، وليد بن عبد الملك، وليد بن يزيد.
الصراع السياسي وما خلفه من أحزاب
- كان العصر الأموي عصرًا مضطربًا سياسيًا، فشهد انقلابات وثورات وحروبًا أهلية، ونشأت فيه أحزاب متعددة تتبنى مواقف مختلفة من السلطة والحكم.
- كان من هذه الأحزاب: الحزب الأموي، والحزب الزبيري، والحزب الشيعي، والحزب الخارجي، وكان لكل حزب شعراؤه ونقاده، وكانوا يستخدمون الشعر والنقد كأدوات للدفاع عن مذهبهم أو للهجوم على خصومهم.
- كان هذا الصراع السياسي يؤثر في تنوع الموضوعات والأغراض الشعرية، فظهرت قصائد في الفخر والهجاء والمديح والرثاء والغزل، وكانت تعبر عن مشاعر الشعراء تجاه أحداث عصرهم وتجسد انتماءاتهم وولاءاتهم.
- كان هذا الصراع السياسي يؤثر في تطور المنهج والأسلوب النقدي، فظهرت أساليب جديدة مثل التفضيل والتقارن والتقديم والتأخير، وكانت تستند إلى مقاييس موضوعية أو ذاتية، وكانت تستخدم لإثبات جودة شاعر أو سوء آخر.
- كان من أبرز الشعراء والنقاد المتأثرين بالصراع السياسي في هذا العصر: جرير، والفرزدق، والأخطل، وأبو نواس، وأبو تمام.
مجالس النقد
- كانت مجالس النقد من أهم المحافل التي تشهد على حيوية وتفاعل الشعر والنقد في العصر الأموي، فكانت تجمع بين الشعراء والنقاد والخلفاء والأمراء والأدباء والعلماء.
- كانت مجالس النقد تكون مناسبة لتلاوة الشعر والاستماع إليه، ولتبادل الآراء والانتقادات، ولإجراء المسابقات والمقارنات، ولإظهار المحاسن والمساوئ، ولإثبات التفوق أو التساوي أو التأخر.
- كانت مجالس النقد تكون مفتوحة للجميع، فلا يمنع أحد من المشاركة فيها بشرط أن يكون لديه ما يقوله أو يسمعه، ولا يخشى من المخاطرة أو المجازفة، ولا يغضب من الحجة أو الرد.
- كانت مجالس النقد تكون مصدرًا للثقافة والتعليم، فكانت تنشر المعارف والأفكار، وتحفظ التراث والذاكرة، وتدرب على الفصاحة والبلاغة، وتزيد من المهارات اللغوية والأدبية.
- كانت مجالس النقد تكون محلاً للتسلية والمتعة، فكانت تحمل في طياتها دعابة وفكاهة، وغزل ورومانسية، وفخر وثناء، وهجاء وسخرية، وكانت تستهوي الحضور بجمال الشعر وروعة النقد.
تعدد مراكز الشعر وأسواقه
- كانت الشعر في العصر الأموي ينتشر في مختلف المناطق والمدن، وكان لكل منطقة مركزها الشعري وسوقها الأدبي، وكانت تتميز بخصائصها واتجاهاتها الخاصة.
- كانت مراكز الشعر وأسواقه تلعب دورًا هامًا في نشر الشعر والنقد، فكانت تجذب الشعراء والنقاد من كل حدب وصوب، وتوفر لهم فرصة للتعرف على بعضهم والتواصل معهم، وتحفزهم على التنافس والتجديد.
- كانت مراكز الشعر وأسواقه تؤثر في تطور الشعر والنقد، فكانت تضيف إلى الموروث الشعري موضوعات جديدة وأساليب مختلفة، وتضفي على المنهج النقدي رؤى جديدة ومقاييس مختلفة، وتولد تفاعلاً بين المذاهب والاتجاهات.
- كان من أشهر مراكز الشعر وأسواقه في هذا العصر: سوق المربد في البصرة، سوق عكاظ في الطائف، سوق أبي زياد في الكوفة، سوق أبي زياد في المدينة، سوق أبي زياد في دمشق.
ظهور فن النقائض
- هو فن شعري جديد في العصر الأموي، يتم فيه أن يرد شاعر على شاعر آخر بقصيدة في نفس الموضوع والوزن والقافية، ينقض فيها ما قاله الشاعر الأول ويبرز عيوبه ومساوئه.
- هو فن نشأ بسبب الصراعات والمنافسات بين الشعراء والأحزاب في العصر الأموي، فكان كل شاعر يحاول أن يثبت تفوقه على خصمه ويحط من شأنه ويستحقر شعره.
- هو فن أثّر في ازدهار الحركة النقدية في العصر الأموي، فكان كل شاعر يجتذب حوله فريقًا من المؤيدين والمعجبين بشعره، يحاولون أن يظهروا للناس محاسنه وأسباب تفوقه، ويظهرون مواطن ضعف معارضيه.
- هو فن استخدم فيه أساليب نقدية متقدمة مثل: التحليل والتفسير والتبرير والتجزئة والتجميع، وكان يستند إلى مقاييس نقدية متفاوتة مثل: الإحسان والإساءة، الإطلاق والتقييد، الإجادة والإبداع.
- كان من أبرز الشعراء المبدعين في فن النقائض: جرير، والفرزدق، والأخطل، وبشار بن بُرْد، وأبو نواس.
سمات النقد الأدبي في العصر الأموي
- كان النقد الأدبي في العصر الأموي غير منظم وغير نظري، بل كان تطبيقياً وتجريبياً، فلم يكتب فيه كتب مستقلة تبحث في أصوله وقواعده، بل كان يظهر في المجالس أو المسابقات أو الشعر نفسه.
- كان النقد الأدبي في العصر الأموي يهتم بالشكل أكثر من المضمون، وباللغة أكثر من المحتوى، فكان يركز على مظاهر الفصاحة والبلاغة والإحسان والإساءة، ويغفل عن معاني الشعر وأغراضه وآثاره.
- كان النقد الأدبي في العصر الأموي يتسم بالتحامل أو التحسن على حسب المذهب أو الميل أو المصلحة، فكان يخضع للظروف والمؤثرات التي تحكم بطبيعة واتجاهات الشعراء والنقاد، ولا يستند إلى معايير موضوعية أو عادلة.
- كان النقد الأدبي في العصر الأموي يستخدم أساليب مختلفة مثل: الإثبات والإبطال، الإطلاق والتقييد، الإجادة والإساءة، الإشادة والإنكار، وكانت تستخدم لإظهار جودة شاعر أو سوء آخر، أو لإبراز محاسن شعر أو مساوئ آخر.
أشكال النقد الأدبي في العصر الأموي
- كان النقد الأدبي في العصر الأموي يتخذ أشكالاً متنوعة تتوائم مع كل بيئة من بيئاته وطائفة من طوائفه، وكان يظهر في أماكن مختلفة وبطرق متعددة.
- من أشكال النقد الأدبي في هذا العصر: النقد المستقل، هو ما كان يُكتب على هامش دواوين الشعراء أو في كتب خاصة به، وكان يحتوي على تعليقات وحواشي وتصحيحات وإضافات، وكان يهدف إلى توثيق وتحقيق وتفسير وتقدير الشعر.
- من أشكال النقد الأدبي في هذا العصر: النقد المستدير، هو ما كان يُجرى في المجالس أو المحافل أو المسابقات بين الشعراء أو بينهم وبين رجالات المجتمع، وكان يحتوي على حوارات ومناظرات ومقارنات وحكم، وكان يهدف إلى تلاوة واستماع وتبادل وإثبات الشعر.
- من أشكال النقد الأدبي في هذا العصر: النقد المستخف، هو ما كان يُظهر في الشعر نفسه من تقدير أو تنقيص للشعراء أو لأعمالهم، وكان يحتوي على إشادة أو إنكار أو إجادة أو إساءة، وكان يهدف إلى التأثير والإقناع والإثارة والإبهار بالشعر.
مدارس النقد الأدبي في العصر الأموي
- كانت هناك مدارس نقدية متفردة في العصر الأموي، تتبع كل منها منهجًا واتجاهًا خاصًا بها، وتتميز بخصائص وسمات تبرزها عن غيرها، وتتأثر بالحالة السياسية والاجتماعية والبيئية لكل منطقة.
- من مدارس النقد الأدبي في هذا العصر: مدرسة الحجاز، كانت تتميز بالتسامح والترف والروحانية والتفاعل مع الحياة، وكانت تقبل كل أشكال الشعر والنقد، وكانت تهتم بالجانب الجمالي والإنساني للشعر، وكان من نقادها: ابن أبي ربيعة، وكثير عزة، ونصيب الأحوص.
- من مدارس النقد الأدبي في هذا العصر: مدرسة الشام، كانت تتميز بالجدية والثقافة والوطنية والتمسك بالأصول، وكانت ترفض كل ما يخالف التقاليد والموروثات، وكانت تهتم بالجانب التاريخي والسياسي للشعر، وكان من نقادها: جرير، والفرزدق، والأخطل.
- من مدارس النقد الأدبي في هذا العصر: مدرسة العراق، كانت تتميز بالعلم والفقه والنظرية والتحليل، وكانت تضع قواعد وأصول للشعر والنقد، وكانت تهتم بالجانب اللغوي والفني للشعر، وكان من نقادها: خليل بن أحمد، وسيبويه، وأبو عبيدة.
مدرسة الحجاز
- هي مدرسة نقدية تنشأ في الحجاز، وتتمثل في المدينة ومكة والطائف، وتتأثر بالبيئة الصحراوية والحضرية، وتتفاعل مع التراث الجاهلي والإسلامي، وتتسم بالانفتاح والتنوع والروحانية.
- هي مدرسة نقدية تقبل كل أشكال الشعر والنقد، سواء كان شعرًا قديمًا أو حديثًا، أو نقدًا تطبيقيًا أو نظريًا، ولا تفرض عليها قيودًا أو شروطًا، بل تحكم عليها بحسب مستوى جمالها وإبداعها.
- هي مدرسة نقدية تهتم بالجانب الجمالي والإنساني للشعر، فتنظر إلى الشعر كفن يعبر عن مشاعر وأحاسيس الشاعر، ولا تغفل عن المضمون والمعنى، بل تحاول فهمه وتفسيره بطريقة سهلة وبسيطة.
- هي مدرسة نقدية تستخدم أساليب نقدية مبتكرة ومتطورة، مثل: الإشادة، والإجادة، والإطلاق، والتجزئة، والتجميع، والتفضيل، والتقارن، والتأخير، والتقديم.
- هي مدرسة نقدية تضم نقادًا بارزين في العصر الأموي، منهم: ابن أبي ربيعة، الذي كان يُشاد بشعراء المدينة ويُجاد لهم، وكان يُطلق على شعرهم أوصافًا جميلة. كثير عزة، الذي كان يُجزئ الشعر إلى أجزاء صغيرة، ثم يُجمعها في قصائد جديدة. نصيب الأحوص، الذي كان يُفضل شعراء المدينة على شعراء الكوفة، وكان يُقارن بينهم بأسلوب رصين.
مدرسة الشام
- هي مدرسة نقدية تنشأ في الشام، وتتمثل في دمشق وحمص وحلب والجزيرة، وتتأثر بالبيئة الحضرية والريفية، وتتفاعل مع التراث الروماني والفارسي، وتتسم بالجدية والثقافة والوطنية.
- هي مدرسة نقدية ترفض كل ما يخالف التقاليد والموروثات، سواء كان شعرًا قديمًا أو حديثًا، أو نقدًا تطبيقيًا أو نظريًا، وتفرض عليها قيودًا وشروطًا، وتحكم عليها بحسب مستوى انسجامها واتزانها.
- هي مدرسة نقدية تهتم بالجانب التاريخي والسياسي للشعر، فتنظر إلى الشعر كوثيقة تعبر عن أحداث وظروف عصرها، ولا تغفل عن الشكل واللغة، بل تحاول فهمها وتحليلها بطريقة دقيقة وعلمية.
- هي مدرسة نقدية تستخدم أساليب نقدية تقليدية ومحافظة، مثل: الإبطال، والإساءة، والتقييد، والإنكار، والتبرير، والإثبات، وكانت تستند إلى مقاييس نقدية صارمة مثل: الإحسان والإساءة، الإجادة والإبداع.
- هي مدرسة نقدية تضم نقادًا بارزين في العصر الأموي، منهم: جرير، الذي كان يُبطل شعراء المدينة ويُساء لهم، وكان يُقيِّد شعرهم بأوصاف سلبية. الفرزدق، الذي كان يُنكر شعراء المدينة ويُبرِّر ذلك بأحاديث نبوية. الأخطل، الذي كان يُثبت جودة شعراء الشام ويُجاد لهم، وكان يُستشهد به في المجادلات النقدية.
مدرسة العراق
- هي مدرسة نقدية تنشأ في العراق، وتتمثل في البصرة والكوفة والموصل والمدينة، وتتأثر بالبيئة الحضرية والصحراوية، وتتفاعل مع التراث العربي والإسلامي، وتتسم بالعلم والفقه والنظرية والتحليل.
- هي مدرسة نقدية تضع قواعد وأصول للشعر والنقد، سواء كان شعرًا قديمًا أو حديثًا، أو نقدًا تطبيقيًا أو نظريًا، وتفرض عليها شروطًا ومعاييرًا، وتحكم عليها بحسب مستوى اتقانها واتزانها.
- هي مدرسة نقدية تهتم بالجانب اللغوي والفني للشعر، فتنظر إلى الشعر كفن يستخدم اللغة بطريقة متقنة ومبدعة، ولا تغفل عن المضمون والمعنى، بل تحاول فهمها وتحليلها بطريقة علمية ومنطقية.
- هي مدرسة نقدية تستخدم أساليب نقدية متقدمة ومتطورة، مثل: التحليل، والتفسير، والإجادة، والإبداع، والإطلاق، والتجزئة، والتجميع، والتفضيل، والتقارن، وكانت تستند إلى مقاييس نقدية علمية مثل: الإحسان والإساءة، الإجادة والإبداع.
- هي مدرسة نقدية تضم نقادًا بارزين في العصر الأموي، منهم: خليل بن أحمد، الذي كان يُحلِّل الشعر إلى حروفه وأصواته، وكان يُفسِّر المعاني بأسلوب علمي. سيبويه، الذي كان يُجاد لشعراء الكوفة ويُبدع لهم، وكان يُطلق على شعرهم أوصاف إيجابية. أبو عبيدة، الذي كان يُفضِّل شعراء الكوفة على شعراء المدينة، وكان يُقارن بينهم بأسلوب منطقي.
شواهد نقدية تطبيقية من العصر الأموي
-
هي مواقف وحوارات ومناظرات نقدية شهدها العصر الأموي بين الشعراء والنقاد والخلفاء والأمراء، وكانت تتعلق بتقدير أو تنقيص شعراء أو أشعار، أو بمقارنة أو تفضيل شعراء أو أشعار، أو بإثبات أو إبطال شعراء أو أشعار.
-
هذه بعض الأمثلة على هذه الشواهد:
-
شهادة ابن أبي ربيعة على شعراء المدينة: قال ابن أبي ربيعة، شاعر المدينة وناقدها: “إنَّ شعراء المدينة كانوا يُجادُونَ لِلُّغَةِ، وَكَانَتْ لُغَتُهُمْ فِي الشِّعْرِ كَلُغَةِ الْقُرْآنِ فِي الْكَلامِ”. وهذه شهادة تبرز محاسن شعراء المدينة في استخدام اللغة الفصحى والتمسك بالتراث القرآني.
-
شهادة جرير على شعراء الشام: قال جرير، شاعر الشام وناقده: “إِذَا رَأَيْتُمْ شَاعِرًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَاسْتَحْسِنُوا لَهُ، فَإِنَّهُ لَا يُجِيدُ”. وهذه شهادة تبرز مساوئ شعراء الشام في عدم اتقان الشعر والابتداع فيه.
-
شهادة خليل بن أحمد على شعراء الكوفة: قال خليل بن أحمد، نحوي وفقيه وناقد من الكوفة: “إِذَا رَأَيْتُمْ شَاعِرًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَاسْتَحْسِنُوا لَهُ، فَإِنَّهُ يُجِيدُ”. وهذه شهادة تبرز محاسن شعراء الكوفة في اتقان الشعر والابداع فيه.
-
مجادلة جرير والفرزدق: كان جرير والفرزدق من أبرز المجادلين في فن النقائض، وكان كل منهما يحاول إثبات تفوقه على خصمه وإسقاط شعره. ففي إحدى المجادلات قال جرير:
"ألا إذا رأى جودًا من غير قبيلتي
قال: هذا من حساب جودٍ آخذٌ
وإذا رأى جودًا من قبيلتي
قال: هذا من حساب جودٍ آخذٌ"
ورد عليه الفرزدق:
"ألا إذا رأى جودًا من غير قبيلته
قال: هذا من حساب جودٍ آخذٌ
وإذا رأى جودًا من قبيلته
قال: هذا من حساب جودٍ آخذٌ"
وهنا يظهر كيف استخدم كل منهما نفس الألفاظ والوزن والقافية لنقض معنى الآخر وإظهار عيوبه.
-
مناظرة أبي نواس والأعشى: كان أبو نواس والأعشى من أشهر الشعراء في العصر الأموي، وكان كل منهما يتميز بلون شعري خاص به. ففي إحدى المناظرات قال أبو نواس:
"أَنَا الَّذِي نَظَرَ الْعَمْيُ فِي عَيْنِيَّ
وَأَبْصَرَتْ كُلُّ عَيْنٍ لِي بَصِيرَةً
وَأَنَا الْحُرُّ الَّذِي لَا أُبَالِي إِذَا
سَكِرْتُ بِالشَّمْلِ أَمْ بِالْيَمِينِ أُسِيرُ"
ورد عليه الأعشى:
"أنت الذي نظر العمى في عينيك
وأبصرت كل عين لك عورة
وأنت الحقير الذي لا تبالي إذا
سكرت بالشمل أم باليمين تزير"
وهنا يظهر كيف استخدم كل منهما نفس الوزن والقافية لتفضيل شعره على شعر الآخر وإبراز محاسنه ومساوئه.
-
تعليقات
إرسال تعليق