تسمم الدم
تسمم الدم هو حالة خطيرة تنتج عن وجود بكتيريا أو سمومها في مجرى الدم، والتي قد تنتقل من مصدر عدوى في أي جزء من الجسم، مثل الرئتين أو الجلد أو الكلى. تسمم الدم قد يؤدي إلى حالة تسمى إنتان الدم، وهي استجابة التهابية شديدة في الجسم تسبب تجلطات دموية وفشل الأعضاء
علاج تسمم الدم يعتمد على سرعة التشخيص والبدء بالعلاج المناسب. يتضمن العلاج إعطاء المضادات الحيوية لقتل البكتيريا، وإزالة مصدر العدوى إذا كان ممكناً، وإعطاء سوائل وأدوية لتحسين ضغط الدم ووظائف الأعضاء
بأختصار، تسمم الدم هو عبارة عن:
- حالة عدوى في الدم ناتجة عن بكتيريا أو سمومها.
- قد تسبب إنتان الدم وهو التهاب شديد في الجسم يهدد الحياة.
- يحتاج إلى علاج سريع بالمضادات الحيوية وإزالة مصدر العدوى.
أعراض تسمم الدم
أعراض تسمم الدم هي مجموعة من العلامات التي تدل على وجود عدوى خطيرة في مجرى الدم، والتي قد تنشأ من أي جزء مصاب بالعدوى في الجسم. أعراض تسمم الدم تتطور بسرعة وتتفاوت حسب شدة الحالة ونوع المسبب. بشكل عام، يمكن تلخيص أعراض تسمم الدم فيما يلي:
- اضطراب في درجة الحرارة: قد ترتفع أو تنخفض درجة حرارة الجسم، حيث تنخفض درجة حرارة الجسم في الحالات الأكثر خطورة.
- تسارع في نبضات القلب: قد يصل معدل ضربات القلب إلى أكثر من 90 نبضة في الدقيقة.
- تسارع النفس: قد يصل معدل التنفس إلى أكثر من 20 مرة في الدقيقة، أو يكون التنفس ضحل وصعب.
- اضطراب في الوعي والحالة الذهنية: قد يشعر المصاب بالارتباك، أو الخوف، أو التشويش، أو صعوبة التفكير، أو فقدان الوعي.
- انخفاض تشبع الأكسجين: قد يظهر ازرقاق في الشفاه أو الأظافر أو الأطراف، بسبب نقص الأكسجين في الدم.
- قلة البول: قد يحدث انخفاض في كمية البول المنتج، أو عدم إخراج بول على الإطلاق، بسبب تأثير التسمم على وظائف الكلى.
- ازرقاق الجلد: قد يظهر لون أزرق أو رمادي في بعض مناطق الجلد، خصوصاً في المناطق المحيطة بالجروح أو المصابة بالعدوى.
- أعراض أخرى لتسمم الدم: قد تشمل التعرّق، أو التقيؤ، أو الإسهال، أو آلام المفاصل والعضلات، أو ظهور بقع حمراء على الجلد.
أسباب تسمم الدم
أسباب تسمم الدم هي مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى وجود عدوى بكتيرية في مجرى الدم، والتي قد تنتقل من مصدر عدوى في أي جزء من الجسم، مثل الرئتين أو الجلد أو الكلى. أسباب تسمم الدم تتفاوت حسب نوع المسبب وطريقة انتقاله إلى الدم. بشكل عام، يمكن تلخيص أسباب تسمم الدم فيما يلي:
- الإصابة بالعدوى في البطن: قد تحدث نتيجة التهاب الزائدة الدودية، أو التهاب المرارة، أو التهاب البنكرياس، أو التهابات أخرى في الأمعاء أو الكبد.
- الإصابة بلدغة من إحدى الحشرات: قد تحدث نتيجة لدغة بعض الحشرات المحمولة للأمراض، مثل البعوض أو القراد، والتي قد تنقل بكتيريا معينة إلى مجرى الدم.
- العدوى الناتجة عن استخدام أدوات غسيل الكلى أو القسطرة التي تستخدم في العلاج الكيميائي: قد تحدث نتيجة استخدام أدوات غير معقمة أو ملوثة بالبكتيريا، والتي قد تخترق جلد المريض وتصل إلى مجرى الدم.
- تعرض الجروح المفتوحة إلى التلوث: قد تحدث نتيجة إصابة المريض بجروح ناجمة عن حادث أو عملية جراحية، والتي قد تصبح مصابة بالعدوى إذا لم يتم تنظيفها وضمادها بشكل صحيح.
- العدوى بالمسالك البولية أو الكلى: قد تحدث نتيجة انتشار عدوى في المثانة أو حالب واحد أو كلاهما إلى مجرى البول، والتي قد تصل إلى مجرى البول.
- الإصابة بالالتهاب الرئوي: قد تحدث نتيجة انتشار عدوى في رئة واحدة أو كلاهما إلى مجرى التنفس، والتي قد تصل إلى مجرى البول.
الأكثر عرضة لخطر تسمم الدم
الأكثر عرضة لخطر تسمم الدم هي مجموعة من الفئات التي تتمتع بصفات أو ظروف تجعلها أكثر حساسية للإصابة بعدوى بكتيرية في مجرى الدم، أو أكثر صعوبة في مقاومتها. الأكثر عرضة لخطر تسمم الدم تتفاوت حسب عوامل مختلفة، مثل العمر أو الحالة الصحية أو التاريخ المرضي. بشكل عام، يمكن تلخيص الأكثر عرضة لخطر تسمم الدم فيما يلي:
- الأطفال الرضع والأشخاص كبار السن: يعاني هذان الفئتان من نقص في جهاز المناعة، وبالتالي من ضعف في القدرة على محاربة العدوى. كما أنهما قد يكونان مصابين بأمراض أخرى تزيد من خطورة تسمم الدم، مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو فشل القلب.
- الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة: يشمل هذه الفئة المصابين بأمراض تؤثر على وظائف الأعضاء المهمة، مثل الكلى أو الكبد أو القلب أو الرئتين. كما يشمل المصابين بأمراض تضعف جهاز المناعة، مثل نقص المناعة المكتسب (AIDS) أو سرطانات الدم أو متلازمة كوشينغ (Cushing’s syndrome).
- الأشخاص المستخدمين لأجهزة طبية دائمة: يشمل هذه الفئة المستخدمين لأجهزة غسيل الكلى (dialysis) أو قسطرات وعائية (catheters) أو جهاز التنفس (ventilator) أو جهاز زرع قلب صناعي (artificial heart device). هذه الأجهزة قد تشكل مصدرًا لانتقال البكتيريا إلى مجرى الدم، خصوصًا إذا لم تُستخدَم بشكل صحيح أو نظيف.
- الأشخاص المستخدمين لأدوية منقصة لجهاز المناعة: يشمل هذه الفئة المستخدمين لأدوية تُقلِّل من استجابة جهاز المناعة، سواء كان ذلك لغرض علاجي، مثل حالات التهاب المفاصل الروماتويدي (rheumatoid arthritis) أو التهاب القولون التقرحي (ulcerative colitis)، أو لغرض زرع عضو، مثل زرع كلى أو قلب. هذه الأدوية قد تُزيِّد من خطورة حدوث عدوى بكتيرية في مجرى الدم، وتشمل مثل هذه الأدوية ما يأتي: الستيرويدات (steroids)، أو حاصرات عامل نخر الورم (TNF blockers)، أو السيكلوسبورين (cyclosporine)، أو الميثوتريكسات (methotrexate).
تشخيص تسمم الدم
تشخيص تسمم الدم هو عملية تحديد وجود عدوى بكتيرية في مجرى الدم، ومعرفة مصدرها ونوعها وشدتها. تشخيص تسمم الدم يتطلب استخدام مجموعة من الفحوصات السريرية والمخبرية، والتي تشمل ما يلي:
- الفحص السريري: يقوم الطبيب بالاستماع إلى تاريخ المريض المرضي والشكوى الرئيسية، وبفحص العلامات الحيوية، مثل درجة الحرارة وضغط الدم ونبضات القلب والتنفس. كما يقوم بفحص أجزاء الجسم المختلفة، مثل الجلد والرئتين والقلب والبطن، للكشف عن أي علامات للعدوى أو التهاب.
- زراعة الدم: هي فحص مخبري يستخدم لزراعة عينة من دم المريض في محيط غذائي خاص، لملاحظة نمو أي بكتيريا فيه. هذا الفحص يساعد على تأكيد وجود تسمم الدم، وعلى تحديد نوع البكتيريا المسببة، وعلى اختبار حساسيتها لأنواع مختلفة من المضادات الحيوية. زراعة الدم تستغرق عادة من 24 إلى 48 ساعة لإظهار النتائج.
- فحوصات دم أخرى: هي فحوصات مخبرية تستخدم لقياس بعض المؤشرات التي قد تكون مرتفعة أو منخفضة في حالات تسمم الدم، والتي تشمل ما يلي: لاكتات الدم (blood lactate)، وهو مادة تنتج عند نقص التروية في الأنسجة. عدد خلايا الدم (complete blood count)، والذي قد يظهر ارتفاعًا أو انخفاضًا في خلايا الدم البيضاء، أو انخفاضًا في خلايا الدم الحمراء أو الصفائح الدموية. فحص التهاب (inflammatory markers)، والذي قد يظهر ارتفاعًا في بروتين C التفاعلي (C-reactive protein) أو بروكالسيتونين (procalcitonin) أو سائل دوران نخر المورث (circulating DNAse-staphylococcal nuclease). فحص التخثر (coagulation tests)، والذي قد يظهر اضطرابًا في آلية تخثر الدم. فحص وظائف الكلى (kidney function tests)، والذي قد يظهر انخفاضًا في كفاءة عمل الكلى. فحص وظائف الكبد (liver function tests)، والذي قد يظهر انخفاضًا في كفاءة عمل الكبد.
- زراعات أخرى: هي فحوصات مخبرية تستخدم لزراعة عينات من سوائل أو أنسجة أخرى، قد تكون مصدرًا للعدوى في مجرى الدم، والتي تشمل ما يلي: زراعة البول (urine culture)، والتي تستخدم للكشف عن أي عدوى في المسالك البولية. زراعة السائل النخاعي (cerebrospinal fluid culture)، والتي تستخدم للكشف عن أي عدوى في السحايا. زراعة السائل الصدري (pleural fluid culture)، والتي تستخدم للكشف عن أي عدوى في التجويف الصدري. زراعة السائل البطني (peritoneal fluid culture)، والتي تستخدم للكشف عن أي عدوى في التجويف البطني. زراعة الجروح (wound culture)، والتي تستخدم للكشف عن أي عدوى في الجروح المفتوحة.
علاج تسمم الدم
علاج تسمم الدم هو عملية إنقاذ حياة المريض من خطر الإصابة بفشل الأعضاء أو الصدمة الإنتانية أو الموت. علاج تسمم الدم يتطلب التدخل السريع والفعال، ويعتمد على نوع ومصدر وشدة العدوى في مجرى الدم. علاج تسمم الدم يشمل الآتي:
- استخدام المضادات الحيوية: هي الخطوة الأولى والأهم في علاج تسمم الدم، حيث يتم إعطاء المريض مضادات حيوية واسعة الطيف عن طريق الوريد في غضون ساعة من التشخيص، للقضاء على البكتيريا المسببة للعدوى. بعد ذلك، يتم تحديد نوع البكتيريا وحساسيتها للمضادات الحيوية من خلال زراعة الدم، وبناءً على ذلك يتم تغيير نوع أو جرعة المضادات الحيوية إذا لزم الأمر. مدة استخدام المضادات الحيوية تختلف حسب نوع وشدة العدوى، وقد تستغرق من 7 إلى 14 يومًا.
- التحكم في تدفق الدم إلى الأعضاء: هي خطوة ضرورية للحفاظ على وظائف الأعضاء المهمة، مثل القلب والكلى والكبد والدماغ، وذلك بإعطاء المريض سوائل وريدية لزيادة حجم الدم في الأوعية، وبإستخدام أدوية تساعد على رفع ضغط الدم إذا كان منخفضًا. كما قد يحتاج بعض المرضى إلى استخدام جهاز تنفس اصطناعي لزيادة مستوى الأكسجين في الدم، أو إلى استخدام جهاز غسيل كلوي لإزالة السموم من الجسم.
- القضاء على مصدر العدوى والالتهاب: هي خطوة مهمة للحؤول دون انتشار أو تفاقم العدوى في مجرى الدم، وذلك بإزالة أي جروح أو خراجات أو قسطرات أو أجهزة طبية قد تكون مصابة بالبكتيريا. كما قد يحتاج بعض المرضى إلى استخدام أدوية تقلل من استجابة التهابية زائدة في جسمهم، مثل حاصرات عامل نخر المورث (TNF blockers) أو سائل دوران نخر المورث (circulating DNAse-staphylococcal nuclease).
الوقاية من تسمم الدم
الوقاية من تسمم الدم هي أفضل طريقة لتجنب مضاعفاته الخطيرة والمميتة. الوقاية من تسمم الدم تتضمن اتخاذ بعض الإجراءات البسيطة والمهمة، ومنها:
- الحفاظ على النظافة الشخصية: يجب غسل اليدين بالماء والصابون بشكل جيد ومتكرر، خاصة قبل وبعد تناول الطعام، أو التعامل مع الجروح أو القسطرات أو الأجهزة الطبية، أو التواصل مع المرضى أو الأطفال أو كبار السن. كما يجب تنظيف وتعقيم أي جروح أو خدوش على الجلد، وتغطيتها بضمادات نظيفة.
- الالتزام بالتطعيمات: يجب اتباع جدول التطعيمات الموصى به للأطفال والكبار، للحصول على المناعة ضد بعض الأمراض المعدية التي قد تسبب تسمم الدم، مثل التهاب الكبد B، والتهاب السحايا، والتهاب الرئة، والانفلونزا.
- العلاج المبكر للعدوى: يجب استشارة الطبيب عند ظهور أي علامات للعدوى في أي جزء من الجسم، مثل الحرارة، أو الألم، أو الانتفاخ، أو التورم، أو التفريغ. كما يجب اتباع تعليمات الطبيب بشأن استخدام المضادات الحيوية أو غيرها من الأدوية المناسبة.
- الحذر من التسممات المختلفة: يجب تخزين المواد الكيميائية أو السامة بشكل آمن وبعيدًا عن متناول الأطفال. كما يجب اتباع إرشادات التصرف في حالة التسمم بأول أكسيد الكربون أو لدغات الحشرات أو حروق المواد الكيميائية. كذلك يجب تجنب استخدام المخدرات أو مشاركة إبرها مع غيره.
مضاعفات تسمم الدم
مضاعفات تسمم الدم هي عواقب خطيرة ومحتملة الوفاة تنتج عن انتشار العدوى في مجرى الدم وإحداث اضطراب في وظائف الأعضاء الحيوية. مضاعفات تسمم الدم تشمل الآتي:
- الصدمة الانتانية (septic shock): هي حالة حرجة تحدث عندما ينخفض ضغط الدم بشكل حاد بسبب تسمم الدم، مما يؤدي إلى نقص التروية الدموية للأعضاء وخطر الفشل العضوي المتعدد أو الموت.
- الفشل الكلوي الحاد (acute kidney failure): هي حالة تحدث عندما تتأثر وظيفة الكلى بسبب نقص التروية الدموية أو التهابات الكلى أو تخثرات دموية في الكلى، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج البول وتراكم السوائل والسموم في الجسم.
- النزيف (bleeding): هي حالة تحدث عندما يتأثر عدد ووظيفة الصفائح الدموية بسبب تسمم الدم، مما يؤدي إلى نزيف داخلي أو خارجي من أي جزء من الجسم، مثل المعدة أو المستقيم أو المهبل أو الأنف أو اللثة.
- الجلطات الدموية (blood clots): هي حالة تحدث عندما يتكون خثار دم في أحد الأوردة أو الشرايين بسبب تغيرات في عوامل التخثر بسبب تسمم الدم، مما يؤدي إلى انسداد تروية دم للأعضاء المستهدفة، مثل القلب أو الرئتين أو المخ أو الأطراف.
- الغرغرينا (gangrene): هي حالة تحدث عندما يتلف نسيج حي في جزء من الجسم بسبب نقص التروية الدموية أو التهابات شديدة بسبب تسمم الدم، مما يؤدي إلى موت وتغير لون ورائحة هذا النسيج، وقد يستلزم إزالته جراحيًا أو بتره.
- الإصابات المستديمة (long-term injuries): هي حالات تحدث عند بعض المرضى نتيجة لتأثير تسمم الدم على صحة وظائف وأعضاء مختلفة في جسده، مثل اعتلالات عصبية أو ذهانية أو ذاكرية أو حركية، أو فقدان سِـمع أو بصر أو حاسة شم، أو تشوهات جلدية أو عظمية أو عضلية.
المراجع / المصادر :
- أعراض تسمم الدم - موضوع
- تسمم الدم، انتان الدم - الاسباب والاعراض والعلاج | الطبي
- ما هو تسمم الدم - موضوع
- أعراض تسمم الدم - ويب طب
- أعراض تسمم الدم - موضوع
- تسمم الدم.. الأسباب والأعراض وطرق الوقاية
- أسباب تسمم الدم - موضوع
- أعراض تسمم الدم - ويب طب
- تسمم الدم والغيبوبة: تعرف على العلاقة بينهما - ويب طب
- مدة علاج تسمم الدم: تعرف عليها - ويب طب
- تسمم الدم.. الأسباب والأعراض وطرق الوقاية
- علاج تسمم الدم - سطور
تعليقات
إرسال تعليق