القائمة الرئيسية

الصفحات

الموت الدماغي

الموت الدماغي هو حالة تتميز بفقدان كامل ولا رجعة فيه لوظائف الدماغ، بما في ذلك جذع الدماغ، وهو المسؤول عن التنفس والنبض والاستجابة للمحفزات. يعتبر الموت الدماغي موتًا قانونيًا، ولا يمكن الشفاء منه أو إعادة تنشيط الدماغ. لا يوجد علاج للموت الدماغي، والأجهزة التي تحافظ على حياة الجسم لا تؤثر على حالة الدماغ.

يحدث الموت الدماغي نتيجة لانقطاع إمدادات الدم إلى الدماغ بشكل دائم، مما يؤدي إلى نفوق خلايا الدماغ وتلفها. من أسباب الموت الدماغي: السكتة القلبية، السكتة الدماغية، التجلط، إصابة في الرأس، نزيف في المخ، التهاب في المخ أو ورم في المخ.

لتشخيص الموت الدماغي، يجري الطبيب فحصًا بدنيًا للتأكد من عدم وجود أي استجابة في جذع الدماغ، مثل رمش العين أو حركة العين أو رد فعل للألم. كما يجري اختبار التنفس للتحقق من قدرة المريض على التنفس دون جهاز تنفس صناعي. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم اختبار تخطيط كهرباء الدماغ لقياس نشاط موجات الدماغ، والذي يكون معدومًا في حالة الموت الدماغي.

الشخص المتوفى دماغيًا قد يكون مرشحًا للتبرع بالأعضاء، إذا كان مسجلاً في جهة مختصة أو أبلغ عن رغبته في ذلك. يستخدم الأطباء أجهزة وأدوية للحفاظ على حالة الأعضاء حتى يتم استئصالها وزرعها في مستقبلين. بعدها، يتوقف جهاز التنفس ويُعلن عن وفاته.

كيف يتمّ تشخيص الموت الدماغي

تشخيص الموت الدماغي هو عملية طبية دقيقة تهدف إلى التأكد من فقدان كل وظائف الدماغ بشكل لا رجعة فيه. يتضمن تشخيص الموت الدماغي ثلاثة خطوات رئيسية:

  1. الفحص البدني: يقوم الطبيب بفحص مستوى الوعي والاستجابة للمحفزات عند المريض، ويتحقق من عدم وجود أي رد فعل في جذع الدماغ، مثل رمش العين، أو حركة العين، أو رد فعل للألم.
  2. اختبار التنفس: يقوم الطبيب بإزالة جهاز التنفس الصناعي لفترة قصيرة، ويتابع ما إذا كان المريض قادرًا على التنفس بشكل ذاتي أم لا. إذا لم يتنفس المريض، فهذا يدل على توقف الدماغ عن إرسال إشارات للتنفس.
  3. اختبارات أخرى: يقوم الطبيب بإجراء اختبارات إضافية لقياس نشاط الدماغ، مثل تخطيط كهرباء الدماغ، الذي يرصد موجات الدماغ والذي يكون صفرًا في حالة الموت الدماغي. كما يستخدم الطبيب اختبارات أخرى مثل اختبار الأتروبين، الذي يزيد من معدل ضربات القلب، والذي لا يؤثر في الموتى دماغيًا.

لا بد من إجراء هذه الاختبارات من قِبَل طبيبَيْن مختصََّيْن في فترات مختلفة، وفقًا للبروتوكولات والقوانين المحلية. إذا تأكد من عدم وجود أية وظائف دماغية، فإن المريض يُعََّلََّن عنه موته دماغًا، ولا يُعََّاد إلى جهاز التنفس.

علاج الموت الدماغي

علاج الموت الدماغي هو موضوع محير ومثير للجدل، لأنه يتعلق بالحدود بين الحياة والموت، وبالقضايا الأخلاقية والقانونية والدينية المرتبطة به. في الحقيقة، لا يوجد علاج للموت الدماغي، لأنه حالة نهائية ولا رجعة فيها. الأشخاص الذين يموتون دماغيًا لا يستطيعون التعافي أو إعادة تنشيط الدماغ. الأجهزة والأدوية التي تحافظ على حياة الجسم لا تؤثر على حالة الدماغ.

لذلك، فإن الهدف من علاج الموت الدماغي ليس إنقاذ المريض، بل إحترام رغباته وكرامته، وإعطاء فرصة لأسرته لوداعه، وإتاحة إمكانية التبرع بالأعضاء إذا كان ذلك ممكنًا. يتضمن علاج الموت الدماغي ما يلي:

  • إبلاغ أسرة المريض بحالته بشكل صادق ومحترم، وشرح معنى الموت الدماغي وعدم وجود أمل في الشفاء.
  • تقديم الدعم النفسي والروحي لأسرة المريض، والإجابة على أسئلتهم ومخاوفهم، والسماح لهم بزيارة المريض.
  • استشارة أسرة المريض عن رغبة المريض في التبرع بالأعضاء، وإبلاغهم بالإجراءات والفوائد والآثار المحتملة لذلك.
  • إذا كان التبرع بالأعضاء مطروحًا، فإن الأطباء يستخدمون أجهزة وأدوية للحفاظ على حالة الأعضاء حتى يتم استئصالها وزرعها في مستقبلين.
  • إذا كان التبرع بالأعضاء غير مطروح، فإن الأطباء يوقفون جهاز التنفس وغيره من التدخلات الطبية، ويُعلن عن وفاة المريض.

تعليقات