أقسام البلاغة في اللغة العربية
أقسام البلاغة في اللغة العربية هي علم البيان وعلم المعاني وعلم البديع، وهي تهتم بدراسة كيفية استخدام الكلام لإيصال المعنى المقصود بأفضل وأجمل صورة ممكنة
- علم البيان: هو العلم الذي يبحث في الطرق المختلفة التي تصلح في الاستخدام لإيراد المعنى الواحد، ويشمل أنواعًا من الأساليب البلاغية مثل التشبيه والمجاز والكناية
- علم المعاني: هو العلم الذي يتناول الطرق التي يتبعها المتكلم في سبيل إيصال المعنى، ويشمل أقسامًا مثل الخبر والإنشاء والتقديم والتأخير والحذف والذكر والتعريف والتنكير والقصر والفصل والوصل
- علم البديع: هو العلم الذي تعرف به طرق تحسين الكلام مع رعايته لمطابقة مقتضى الحال ووضوح الدلالة بعيدًا عن التعقيد في المعنى، ويشمل قسمَين أساسيَّين: المحسنات اللفظية مثل الجناس والسجع والتصريع، والمحسنات المعنوية مثل التورية والطباق والمقابلة
أقسامُ عِلْمِ البَلاَغَةِ
هُوَ عِلْمٌ يُهَدِّفُ إِلى إِظْهَارِ جَمَالِ كَلاَمِ المُتَكَلِّمِ بِطَرِيقَةٍ تُؤَثِّرُ فِي نَفْسِ المُستَمِعِ، وَتُؤْدِّي إِلى تَحْقِيقِ مَقْصُودِهِ بِأَفْضَلِ صُورٍ، فَهُوَ يُشْتَغَلُ بِدِرَاسَةِ أُسْلاُبِهِ فِي اخْتِيَارِ كَلاَمِهِ، وَتَرْكِيبِهِ، وَإيراده.
وَهُوَ يُنْقَسِمُ إلى ثلاّثة أقسام رئيسية هى:
- عِلْمُ المَعانى: يُدْرُسُ خصائص تراكیب كلاّم المتكلّم فى الإفادة والاستحسان.
- عِلْمُ البَيانِ: يُدْرُسُ الطَّرِيقَةَ الَّتِي يُعْبِرُ بِهَا المُتَكَلِّمُ عَنْ مَعْنًى وَاحِدٍ بِأَسَالِيبٍ مُخْتَلِفَةٍ.
- عِلْمُ البَدِيعِ: يُدْرُسُ الطَّرِقَ الَّتِي تُحْسِنُ الكَلامَ مِنْ حَيْثِ اللَّفْظِ والمعنى.
وهذه بعض الأمثلة على تطبيقات هذه الأقسام في الكلام:
- من علم المعاني: قوله تعالى "والصافات صفا"، فهنا قدم المبتدأ على الخبر لإظهار اختصاص الصف بالصافات.
- من علم البيان: قوله تعالى "وجاء ربك والملك صفا صفا"، فهنا استخدم التشبيه لإظهار عظمة قدوم ربنا والملائكة.
- من علم البديع: قوله تعالى "والشمس تجري لمستقر لها"، فهنا استخدم المجاز المرسل لإيراد معنى التدور بلفظ التجري.
عِلْمُ المَعاني
هُوَ أَحَدُ أَقْسَامِ عِلْمِ البَلاَغَةِ الَّذِي يُهْتَمُّ بِدِرَاسَةِ الْمَعْنَى وَكَيْفِيَّةِ إِيصَالِهِ إِلَى الْمُتَلَقِّي بِأُسْلاُبٍ مُتَنَاسِبٍ مَعْ مُقْتَضَى الْحَالِ وَالْمَوْقِفِ، وَهُوَ يُعْتَبَرُ أَوْسَعُ أَقْسامِ البلاّغة نطاقًا وأشملها انتشارًا، فهو يشمل جميع أنواع الكلام سواء كان خبرًا أو إنشاءً، ويشمل جميع المستويات اللغوية سواء كانت صوتية أو حرفية أو كلمية أو جملية.
وقد تناول علم المعاني مجالات عديدة منها:
- دراسة خصائص تراكيب الكلام في الإفادة والاستحسان والإقناع.
- دراسة الطرق التي يستخدمها المتكلم لإظهار مقصده من خلال اختيار الألفاظ والتركيبات والأساليب.
- دراسة التفاعل بين المتكلم والمستمع والظروف المحيطة بالحديث.
- دراسة التأثيرات النفسية والجمالية والفكرية للكلام على المستمع.
- دراسة التناسب بين المعنى واللفظ في مختلف المستويات اللغوية.
- دراسة التغيرات التي تطرأ على المعنى بسبب التغير في الزمان أو المكان أو الثقافة.
- دراسة التناظر والتضاد والتشابه والاختلاف بين المعاني.
- دراسة التجارب والأساليب الجديدة في إنتاج المعاني.
ولهذا فإن علم المعاني يُعدّ علمًا حيًّا يتجدد باستمرار بحسب تطور الحضارة والثقافة، وهو يؤدي دورًا هامًّا في فهم الكلام وتحليله وإنتاجه بشكل صحيح وجذاب.
الخبر
هُوَ أَحَدُ أَقْسَامِ عِلْمِ المَعانيِّ، وَهُوَ الْكَلامُ الَّذِي يُحْتَمِلُ الصِّدْقَ أَوْ الْكَذِبَ، وَيُشِيرُ إِلَى مُطَابِقَةِ الْوَاقِعِ أَوْ عَدَمِهِ، وَهُوَ يُعْبِرُ عَنْ حُكْمٍ أَوْ واقعةٍ أَوْ خبرٍ أو حالٍ أو صفةٍ أو زمانٍ أو مكانٍ أو شرطٍ أو نتيجةٍ.
ويكون الخبر في الجمل الاسمية والفعلية، ويقسم إلى ثلاثة أقسام:
- الخبر الابتدائي: هو الخبر الذي يأتي بعد المبتدأ في جملة اسمية، ويكون مطابقًا له في العدد والجنس والإعراب، مثل: زيدٌ قائمٌ.
- الخبر الطلبي: هو الخبر الذي يأتي بعد فعل مضارع مؤكد بالنون أو التاء، ويكون مطابقًا له في العدد والجنس والإعراب، مثل: يقول زيدٌ إنه قائمٌ.
- الخبر الإنكاري: هو الخبر الذي يأتي بعد حرف نفي كلا أو ما، ويكون مطابقًا له في العدد والجنس والإعراب، مثل: لا زيدٌ قائمٌ.
ولهذا فإن الخبر يؤدي دورًا هامًّا في تحديد المعنى المراد من المتكلم، وفي تحقيق التأثير المطلوب على المستمع، وفي تجنب التضارب والتشابه في المعاني.
الإنشاء
هُوَ أَحَدُ أَقْسَامِ عِلْمِ المَعانيِّ، وَهُوَ الْكَلامُ الَّذِي لا يُحْتَمِلُ الصِّدْقَ أَوْ الْكَذِبَ، وَلا يُشِيرُ إِلَى مُطَابِقَةِ الْوَاقِعِ أَوْ عَدَمِهِ، وَهُوَ يُعْبِرُ عَنْ طَلَبٍ أَوْ تَمْنِيٍ أَوْ نِدَاءٍ أَوْ تَعْجُبٍ أَوْ مُدْحٍ أَوْ ذِمٍّ أَوْ قسمٍ.
ويكون الإنشاء في الجمل الفعلية والجمل المفردة، ويقسم إلى قسمين:
- الإنشاء الطلبي: هو الإنشاء الذي يستدعي شيئًا أو طلبًا معينًا من المستمع، ويكون بأساليب مختلفة مثل:
– الاستفهام: هو سؤال المتكلم للمستمع عن شيء يريد معرفته أو تأكيده أو نفيه، مثل: هل تحب القراءة؟
– الأمر: هو طلب المتكلم من المستمع فعل شيء يرضاه أو يفيده، مثل: اقرأ كتابًا كل يوم.
– النهي: هو طلب المتكلم من المستمع ترك شيء يكرهه أو يضره، مثل: لا تضيع وقتك في التفاهات.
– التمني: هو رغبة المتكلم في حصول شيء يحبه أو دفع شيء يكرهه، مثل: ليتني ذاهب إلى السفر.
– النداء: هو استدراج انتباه المستمع بذكر اسمه أو صفته أو لقبه، مثل: يا زيد، اسمع مني.
- الإنشاء غير الطلبي: هو الإنشاء الذي لا يستدعي طلبًا معينًا من المستمع، ولا يحتاج إلى جواب منه، ويكون بأساليب مختلفة مثل:
– المدح: هو إطراء المتكلم على شخص أو شيء بذكر صفاته الحسنة والجميلة، مثل: زيد رجل شجاع وأمين.
– الذم: هو انتقاد المتكلم لشخص أو شيء بذكر صفاته القبيحة والسيئة، مثل: عمرو كذاب وخائن.
– القسم: هو تأكيد المتكلم على حقيقة شيء بذكر شاهد عليه من الأسماء العظيمة أو الأشياء المهيبة، مثل: والله ما أحب إلا الخير.
– التعجب: هو إبداء المتكلم لمشاعره تجاه شيء غريب أو عجيب أو مدهش، مثل: ما أعظم خلق الله!
ولهذا فإن الإنشاء يؤدي دورًا هامًّا في تنويع الكلام وتحريك المشاعر والأحاسيس، وفي تحقيق التواصل والتفاعل بين المتكلم والمستمع، وفي تجسيد الأغراض والمقاصد المختلفة.
التقديم والتأخير
هُمَا أَحَدُ أَقْسَامِ عِلْمِ المَعانيِّ، وَهُمَا تَغْيِيرُ تَرْتِيبِ الْكَلامِ عَنْ مَا هُوَ مُعْتَادٌ لِأَسْبَابٍ نَحْوِيَّةٍ أَوْ شَعْرِيَّةٍ أَوْ بَلاغِيَّةٍ، وَهُمَا يُؤثِّران في معنى الكلام وجماله وقوته.
ويكون التقديم والتأخير في الجمل الاسمية والفعلية، ويقسمان إلى قسمين:
- التقديم والتأخير لأسباب نحوية: هو تغيير ترتيب الكلام بحسب قواعد النحو والإعراب، مثل:
– التقديم والتأخير في الجملة الاسمية: يكون بتقديم المبتدأ على الخبر أو العكس، أو بتقديم خبر الكان وأخواتها على اسمها أو العكس، أو بتقديم خبر إن وأخواتها على اسمها أو العكس.
– التقديم والتأخير في الجملة الفعلية: يكون بتقديم الفاعل على الفعل أو العكس، أو بتقديم المفعول به على الفاعل أو العكس، أو بتقديم المفعول له على المفعول به أو العكس.
- التقديم والتأخير لأسباب شعرية أو بلاغية: هو تغيير ترتيب الكلام لإظهار مزية ما في المعنى أو في التركيب، مثل:
– التقديم لإظهار التشديد أو التخصيص أو التفضيل أو التشويق، مثل قوله تعالى "إن ربك هو يخلق ما يشاء".
– التأخير لإظهار التحقير أو التضعيف أو التنزيل أو التأنيث، مثل قوله تعالى "إن فرعون علا في الأرض".
ولهذا فإن التقديم والتأخير يؤديان دورًا هامًّا في تغيير المعنى والدلالة والجزالة والإبداع في الكلام، وفي تحقيق المطابقة بين المعنى واللفظ.
الحذف والذكر
هُمَا أَحَدُ أَقْسَامِ عِلْمِ المَعانيِّ، وَهُمَا تَرْكُ بَعْضِ الْكَلامِ أَوْ ذِكْرُهُ بِحَسَبِ مَا يُنَاسِبُ الْمَعْنَى وَالْمُقْصُودِ، وَهُمَا يُؤثِّران في إيجاز الكلام وجماله وقوته.
ويكون الحذف والذكر في الجمل الاسمية والفعلية، ويقسمان إلى قسمين:
- الحذف والذكر لأسباب نحوية: هو ترك بعض الكلام أو ذكره بحسب قواعد النحو والإعراب، مثل:
– الحذف والذكر في الجملة الاسمية: يكون بحذف المبتدأ أو الخبر أو كلاهما، أو بذكرهما، مثل: (زيد) قائمٌ، (قائمٌ) زيد، (قائمٌ)، (زيد).
– الحذف والذكر في الجملة الفعلية: يكون بحذف الفاعل أو المفعول به أو كلاهما، أو بذكرهما، مثل: (زيد) قرأ (القرآن)، قرأ (زيد) (القرآن)، قرأ (القرآن)، قرأ (زيد).
- الحذف والذكر لأسباب شعرية أو بلاغية: هو ترك بعض الكلام أو ذكره لإظهار مزية ما في المعنى أو في التركيب، مثل:
– الحذف لإظهار التجنب أو التخفيف أو التشديد أو التورية، مثل قوله تعالى "ولا تقول لهما أف".
– الذكر لإظهار التشديد أو التخصيص أو التفضيل أو التشبيه، مثل قوله تعالى "إن ربي هو ربي".
ولهذا فإن الحذف والذكر يؤديان دورًا هامًّا في تغيير المعنى والدلالة والجزالة والإبداع في الكلام، وفي تحقيق المطابقة بين المعنى واللفظ.
التعريف والتنكير
هُمَا أَحَدُ أَقْسَامِ عِلْمِ المَعانيِّ، وَهُمَا تَحْدِيدُ مَعْنَى الاسمِ بِإِضَافَةِ شَيْءٍ إِلَيْهِ أَوْ حَذْفِ شَيْءٍ مِنْهُ، وَهُمَا يُؤثِّران في إظهار خصوصية الاسم أو عمومه.
ويكون التعريف والتنكير في الجمل الاسمية والفعلية، ويقسمان إلى قسمين:
- التعريف والتنكير لأسباب نحوية: هو تحديد معنى الاسم بإضافة أداة تعريف كال أو حذفها، أو بإضافة لام التعريف للجامد أو حذفها، أو بإضافة تاء التأنيث للمؤنث أو حذفها، مثل:
– الاسم المعرفة بال: هو الاسم الذي يسبقه أداة التعريف ال، وهو يدل على شخص أو شيء محدد ومعروف، مثل: القرآن كتاب الله.
– الاسم المنكر بال: هو الاسم الذي لا يسبقه أداة التعريف ال، وهو يدل على شخص أو شيء غير محدد وغير معروف، مثل: قرآن جديد لا يصح.
– الاسم المعرفة بالجامد: هو الاسم الجامد الذي يسبقه لام التعريف ل، وهو يدل على شخص أو شيء محدد ومشهور، مثل: لزيد ابن عمرو.
– الاسم المنكر بالجامد: هو الاسم الجامد الذي لا يسبقه لام التعريف ل، وهو يدل على شخص أو شيء غير محدد وغير مشهور، مثل: زيد ابن عمرو.
– الاسم المعرفة بالتأنيث: هو الاسم المؤنث الذي يسبقه تاء التأنيث ت، وهو يدل على شخص أو شيء محدد من جنس نسائي، مثل: تزينة ابنة عائشة.
– الاسم المنكر بالتأنيث: هو الاسم المؤنث الذي لا يسبقه تاء التأنيث ت، وهو يدل على شخص أو شيء غير محدد من جنس نسائي، مثل: زينة ابنة عائشة.
- التعريف والتنكير لأسباب شعرية أو بلاغية: هو تحديد معنى الاسم بإضافة شيء آخر إليه أو حذفه، مثل:
– التعريف بالإضافة: هو تحديد معنى الاسم بإضافة اسم آخر إليه يدل على نسبته أو صفته أو لقبه، مثل: زيد بن حارثة، زيد الخير، زيد الأمين.
– التنكير بالحذف: هو تحديد معنى الاسم بحذف اسم آخر منه يدل على نسبته أو صفته أو لقبه، مثل: زيد، حارثة، الخير.
ولهذا فإن التعريف والتنكير يؤديان دورًا هامًّا في تحديد المعنى والدلالة والجزالة والإبداع في الكلام، وفي تحقيق المطابقة بين المعنى واللفظ.
القصر
هُوَ أَحَدُ أَقْسَامِ عِلْمِ المَعانيِّ، وَهُوَ تَخْصِيصُ مَعْنَى الاسمِ بِإِضَافَةِ حرفٍ أَوْ حرفين إِلَيْهِ، وَهُوَ يُؤثِّر في إظهار خصوصية الاسم وتميزه.
ويكون القصر في الجمل الاسمية والفعلية، ويقسم إلى قسمين:
- القصر لأسباب نحوية: هو تخصيص معنى الاسم بإضافة حرف أو حرفين من حروف المعاني إليه، مثل:
– القصر بال: هو تخصيص معنى الاسم بإضافة حرف الجر ب إليه، وهو يدل على معانٍ مختلفة مثل التبعية أو التملك أو التشبيه أو التعليل أو المكان أو الزمان، مثل: زيد بالقرآن، زيد بالكتاب، زيد بالأسد، زيد بالحاجة، زيد بالبيت، زيد بالغد.
– القصر لل: هو تخصيص معنى الاسم بإضافة حرف الجر ل إليه، وهو يدل على معانٍ مختلفة مثل التبعية أو التملك أو التشبيه أو التعليل أو المكان أو الزمان، مثل: زيد للقرآن، زيد للكتاب، زيد للأسد، زيد للحاجة، زيد للبيت، زيد للغد.
– القصر فال: هو تخصيص معنى الاسم بإضافة حروف الجر ف وال إليه، وهو يدل على المقارنة أو التفضيل أو التشبيه أو التحديد، مثل: زيد فالقرآن، زيد فالكتاب، زيد فالأسد، زيد فالحاجة.
- القصر لأسباب شعرية أو بلاغية: هو تخصيص معنى الاسم بإضافة حرف أو حرفين من حروف المعاني إلى اسم آخر يتبعه في التركيب، مثل:
– القصر بال: هو تخصيص معنى الاسم بإضافة حرف الجر ب إلى اسم آخر يتبعه في التركيب، وهو يدل على المشاركة أو التشابه أو التحديد أو التورية، مثل: قاتلاً بالسَّیْفِ قاتلاً.
– القصر لل: هو تخصيص معنى الاسم بإضافة حرف الجر ل إلى اسم آخر يتبعه في التركيب، وهو يدل على المشاركة أو التشابه أو التحديد أو التورية، مثل: قاتلاً للسَّیْفِ قاتلاً.
– القصر فال: هو تخصيص معنى الاسم بإضافة حروف الجر ف وال إلى اسم آخر يتبعه في التركيب، وهو يدل على المقارنة أو التفضيل أو التشبيه أو التحديد، مثل: قاتلاً فالسَّیْفِ قاتلاً.
ولهذا فإن القصر يؤدي دورًا هامًّا في تحديد المعنى والدلالة والجزالة والإبداع في الكلام، وفي تحقيق المطابقة بين المعنى واللفظ.
الفصل والوصل
هُمَا أَحَدُ أَقْسَامِ عِلْمِ المَعانيِّ، وَهُمَا تَفْرِيقُ مَعْنَى الاسمِ بِإِضَافَةِ حرفٍ أَوْ حرفين إِلَيْهِ أَوْ جمعه بذلك، وهما يؤثران في إظهار تفرق الاسم أو تجمعه.
ويكون الفصل والوصل في الجمل الاسمية والفعلية، ويقسمان إلى قسمين:
- الفصل والوصل لأسباب نحوية: هو تفريق معنى الاسم بإضافة حرف أو حرفين من حروف المعاني إليه، أو جمعه بذلك، مثل:
– الفصل بال: هو تفريق معنى الاسم بإضافة حرف الجر ب إليه، وهو يدل على التبعية أو التشبيه أو التحديد أو التورية، مثل: زيد بالقرآن، زيد بالأسد، زيد بالحاجة.
– الوصل بال: هو جمع معنى الاسم بإضافة حرف الجر ب إلى اسم آخر يتبعه في التركيب، وهو يدل على المشاركة أو التشابه أو التحديد أو التورية، مثل: قاتلاً بالسَّیْفِ قاتلاً.
– الفصل لل: هو تفريق معنى الاسم بإضافة حرف الجر ل إليه، وهو يدل على التبعية أو التشبيه أو التحديد أو التورية، مثل: زيد للقرآن، زيد للأسد، زيد للحاجة.
– الوصل لل: هو جمع معنى الاسم بإضافة حرف الجر ل إلى اسم آخر يتبعه في التركيب، وهو يدل على المشاركة أو التشابه أو التحديد أو التورية، مثل: قاتلاً للسَّیْفِ قاتلاً.
– الفصل فال: هو تفريق معنى الاسم بإضافة حروف الجر ف وال إليه، وهو يدل على المقارنة أو التفضيل أو التشبيه أو التحديد، مثل: زيد فالقرآن، زيد فالأسد، زيد فالحاجة.
– الوصل فال: هو جمع معنى الاسم بإضافة حروف الجر ف وال إلى اسم آخر يتبعه في التركيب، وهو يدل على المقارنة أو التفضيل أو التشبيه أو التحديد، مثل: قاتلاً فالسَّیْفِ قاتلاً.
- الفصل والوصل لأسباب شعرية أو بلاغية: هو تفريق معنى الاسم بإضافة حرف أو حرفين من حروف المعاني إلى اسم آخر يتبعه في التركيب، أو جمعه بذلك، مثل:
– الفصل بال: هو تفريق معنى الاسم بإضافة حرف الجر ب إلى اسم آخر يتبعه في التركيب، وهو يدل على التبعية أو التشبيه أو التحديد أو التورية، مثل: زيد بالقرآن قارئًا.
– الوصل بال: هو جمع معنى الاسم بإضافة حرف الجر ب إلى اسم آخر يتبعه في التركيب، وهو يدل على المشاركة أو التشابه أو التحديد أو التورية، مثل: قاتلاً بالسَّیْفِ قاتلاً.
– الفصل لل: هو تفريق معنى الاسم بإضافة حرف الجر ل إلى اسم آخر يتبعه في التركيب، وهو يدل على التبعية أو التشبيه أو التحديد أو التورية، مثل: زيد للقرآن قارئًا.
– الوصل لل: هو جمع معنى الاسم بإضافة حرف الجر ل إلى اسم آخر يتبعه في التركيب، وهو يدل على المشاركة أو التشابه أو التحديد أو التورية، مثل: قاتلاً للسَّیْفِ قاتلاً.
– الفصل فال: هو تفريق معنى الاسم بإضافة حروف الجر ف وال إلى اسم آخر يتبعه في التركيب، وهو يدل على المقارنة أو التفضيل أو التشبيه أو التحديد، مثل: زيد فالقرآن قارئًا.
– الوصل فال: هو جمع معنى الاسم بإضافة حروف الجر ف وال إلى اسم آخر يتبعه في التركيب، وهو يدل على المقارنة أو التفضيل أو التشبيه أو التحديد، مثل: قاتلاً فالسَّیْفِ قاتلاً.
ولهذا فإن الفصل والوصل يؤديان دورًا هامًّا في تحديد المعنى والدلالة والجزالة والإبداع في الكلام، وفي تحقيق المطابقة بين المعنى واللفظ.
علم البيان
هو علم من علوم اللغة العربية، والبيان يشير إلى طريقة الكشف أو الظهور أو المنطق من وراء الكلمات، فعندما نقول أننا نريد أن نبين حقيقة شيء، أي نريد معرفة الحقيقة، فالبيان هو الكشف الفصيح والواضح للكلمات والمفردات وما ورائها، فهو يتم استخدامه لمعرفة المعاني من وراء التراكيب المختلفة مهما اختلفت الطرق.
وهو أحد علوم البلاغة في اللغة العربية، والبلاغة تعني إظهار المعنى بأبلغ لفظ، حتى تظهر الحقيقة لكل سامع. والبلاغة تشتمل على ثلاثة أقسام رئيسية هي: علم المعاني، وعلم البديع، وعلم البيان.
وعلم البيان يتضمن ثلاثة أركان أساسية هي: التشبيه، والمجاز، والكناية. فالتشبيه هو عقد مماثلة بين شيئين أو أكثر وإرادة اشتراكهما في صفة أو أكثر بإحدى أدوات التشبيه لغرض يريده المتكلم. والمجاز هو نقل اللفظ عن معناه الأصلي، واستعماله في معنى مناسب له، كاستعمال الأسد في الرجل الشجاع. والكناية هو استخدام اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة بمعنى مناسبة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي.
ولهذا فإن علم البيان يؤدي دورًا هامًّا في تحديد المعنى والدلالة والجزالة والإبداع في الكلام، وفي تحقيق المطابقة بين المعنى واللفظ.
ولكي يتقن المتكلم علم البيان، فإنه يحتاج إلى بعض الأدوات التي تساعده على فهم هذا العلم وتطبيقه، من أهم هذه الأدوات:
- حفظ القرآن الكريم، مع فهم معاني مفرداته، واستعمال أسلوبه أثناء التحدث والكلام مع الآخرين.
- حفظ ما يلزم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
- تعلم علم اللغة؛ بما يمكنه من التمييز بين المفردات المستحسنة والقبيحة.
- معرفة علوم النحو والصرف في اللغة العربية.
- الاطلاع على قصص العرب، ومعرفة عاداتهم وأمثالهم.
- الاطلاع على مؤلفات السابقين في مجال علم البيان.
- معرفة الأحكام، والقوانين المتعلقة بالإمامة، والإمارة، والقضاء، وغيرها.
- معرفة علم العروض والقوافي الذي يوزن به الشعر.
التشبيه
هو أحد أركان علم البيان، وهو عقد مماثلة بين شيئين أو أكثر وإرادة اشتراكهما في صفة أو أكثر بإحدى أدوات التشبيه لغرض يريده المتكلم.
والتشبيه يستخدم لإظهار الصفة المراد إثباتها للموصوف، إذا كانت في شيء آخر أظهر، فجعل التشبيه بينهما وسيلة لتوضيح الصفة، ولإثارة الانتباه والتأثير في المستمع.
والتشبيه يقسم إلى قسمين:
- التشبيه المرسل: هو التشبيه الذي يذكر فيه الأداة، مثل: زيد كالأسد في الشجاعة. والأداة هنا هي حرف الجر ك. والأدوات التي تستخدم في التشبيه هي: ك، مثل، أشبه، أضرب، أحسن، أفضل، وغيرها.
- التشبيه المؤكد: هو التشبيه الذي يحذف منه الأداة، مثل: زيد أسد في الشجاعة. والحذف هنا يؤدي إلى تقوية التشبيه وإظهار تمام المماثلة بين المشبه والمشبه به.
ولكل تشبيه أركان تتكون منها جملة التشبيه، وهي أربعة:
- المشبه: هو الاسم الذي يقصد به التشبيه، مثل: زيد في مثال سابق. - المشبه به: هو الاسم الذي يُشَبَّه به المشبه، مثل: الأسد في مثال سابق. - وجه الشبه: هو الصفة المشتركة بين المشبه والمشبه به، مثل: الشجاعة في مثال سابق. - أداة التشبيه: هو الحرف أو الاسم الذي يُعَقَّد به التشبيه، مثل: ك في مثال سابق.
ولا بُدَّ في كل تشبيه من وجود طرفَيْن هما المشبه والمشبه به، أما باقي الأركان فقد تحذف من جملة التشبيه دون إضرار بصحتها. فإذا حذفت أداة التشبيه فإن التشبيه يصير مؤكدًا، وإذا حذف وجه الشبه فإن التشبيه يصير مجملاً.
ولكن لابُدَّ من توافر شروط لصحة التشبيه، من أبرزها:
- أن يكون المشبه والمشبه به مختلفين في الجنس أو النوع، فلا يصح التشبيه بين شيئين من نفس الجنس أو النوع، مثل: زيد كعمرو في الشجاعة.
- أن يكون وجه الشبه موجودًا في المشبه والمشبه به بالتساوي أو بالتفاوت، فلا يصح التشبيه بين شيئين لا يتشاركان في الصفة المرادة، مثل: زيد كالأسد في الطول.
- أن يكون وجه الشبه معروفًا ومشهورًا في المشبه به، فلا يصح التشبيه بين شيئين لا يعرف الناس صفة المشبه به، مثل: زيد كالقرطاس في الحكمة.
المجاز
هو أحد أركان علم البيان، وهو نقل اللفظ عن معناه الأصلي، واستعماله في معنى مناسب له، كاستعمال الأسد في الرجل الشجاع.
والمجاز يستخدم لإظهار المعنى المراد بطريقة جديدة ومبتكرة، ولإثارة الدهشة والإعجاب في المستمع.
والمجاز يقسم إلى قسمين:
- المجاز المرسل: هو المجاز الذي يقام بين شيئين متشابهين في صفة معروفة، ويكون هناك قرينة تمنع من إرادة المعنى الحقيقي، مثل: زيد أسد في الشجاعة. فهنا نقل اللفظ أسد عن معناه الحقيقي وهو حيوان مفترس، واستعمل في معنى مناسب له وهو الشجاعة، والقرينة هنا هي عدم جواز إطلاق اسم الحيوان على الإنسان حقيقة.
- المجاز المحسن: هو المجاز الذي يقام بين شيئين غير متشابهين في صفة معروفة، ولا يكون هناك قرينة تمنع من إرادة المعنى الحقيقي، مثل: زهرة الربى. فهنا نقل اللفظ زهرة عن معناه الحقيقي وهو نبات جميل، واستعمل في معنى غير مناسب له وهو حبة البركة، ولا يوجد قرينة تمنع من إرادة المعنى الحقيقي، فالمجاز هنا بمثابة تحسين للمعنى.
ولكل مجاز أركان تتكون منها جملة المجاز، وهي ثلاثة:
- المجاز: هو الاسم الذي يُستَخْدَم في غير معناه الأصلي، مثل: أسد في مثال سابق. - المحمول عليه: هو المعنى الأصلي للمجاز، مثل: حيوان مفترس في مثال سابق. - المحمول منه: هو المعنى المجاز للمجاز، مثل: شجاع في مثال سابق.
ولكن لابُدَّ من توافر شروط لصحة المجاز، من أبرزها:
- ألا يكون المجاز خلافًا للاصطلاح أو التقدير أو التورية أو التخصيل.
- ألا يكون المجاز خلافًا لأصول الديانات أو قضاء الشرائع.
- ألا يكون المجاز خلافًا للعرف أو الاستعمال أو الحس أو العقل.
- أن يكون المجاز مبنيًا على تشابه أو تقارب أو تضاد أو تناسب بين المجاز والمحمول عليه.
الكناية
هي أحد أركان علم البيان، وهي استخدام اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة بمعنى مناسبة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي.
والكناية تستخدم لإخفاء المعنى المراد بطريقة ذكية ومبهمة، ولإثارة الفضول والتساؤل في المستمع.
والكناية تقسم إلى قسمين:
- الكناية على المجاز: هي الكناية التي تستخدم فيها اللفظ في معنى مجازي، دون وجود قرينة تمنع من إرادة المعنى الحقيقي، مثل: زهرة الربى. فهنا استخدم اللفظ زهرة في معنى مجازي وهو حبة البركة، دون وجود قرينة تمنع من إرادة المعنى الحقيقي وهو نبات جميل.
- الكناية على الحقيقة: هي الكناية التي تستخدم فيها اللفظ في معناه الحقيقي، لكن بوجود قرينة تمنع من إرادة ذلك المعنى، مثل: رأس المال. فهنا استخدم اللفظ رأس في معناه الحقيقي وهو جزء من جسم الإنسان، لكن بوجود قرينة تمنع من إرادة ذلك المعنى وهو اتصاله بالمال.
ولكل كناية أركان تتكون منها جملة الكناية، وهي ثلاثة:
- الكناية: هو الاسم الذي يُستَخْدَم في غير ما وضع له، مثل: زهرة في مثال سابق. - المحمول عليه: هو المعنى المجاز للكناية، مثل: حبة البركة في مثال سابق. - المحمول منه: هو المعنى الحقيقي للكناية، مثل: نبات جميل في مثال سابق.
ولكن لابُدَّ من توافر شروط لصحة الكناية، من أبرزها:
- ألا يكون المحمول عليه خلافًا للاصطلاح أو التقدير أو التورية أو التخصيل.
- ألا يكون المحمول عليه خلافًا لأصول الديانات أو قضاء الشرائع.
- ألا يكون المحمول عليه خلافًا للعرف أو الاستعمال أو الحس أو العقل.
- ألا يتضارب المحمول عليه مع المحمول منه في صفات خلافية.
- ألا يتشابه المحمول عليه مع المحمول منه في صفات مشتركة.
المحسنات المعنوية
هي التي يكون التحسين بها راجعًا إلى المعنى، وإن كان بعضها قد يفيد تحسين اللفظ أيضًا. وهي من أهم فروع علم البديع، وتشمل مجموعة من الأساليب والفنون التي تزيد من جمالية وإبداعية الكلام، وتثير اهتمام وانتباه المستمع أو القارئ. والمحسنات المعنوية كثيرة، ومن أبرزها:
- التورية: وهي أن يذكر المتكلم لفظًا مفردًا له معنيان، أحدهما قريب غير مقصود، والآخر بعيد مقصود، فيتوهم السامع أنه يريد المعنى القريب، وهو إنما يريد المعنى البعيد بقرينة تشير إليه ولا تظهره. مثل قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ} [الأنعام: 60]، فالتورية هنا في كلمة {يَتَوَفَّاكُمْ} التي تحمل معنى القبض على الأرواح في النوم، ومعنى الموت، فالسامع يظن أولًا أن المراد هو القبض على الأرواح في النوم، ولكن المقصود هو الموت.
- الطباق: وهو الجمع بين لفظين متقابلين في المعنى، سواء كانا اسمين أو فعلين أو حروفًا. والطباق نوعان: إيجابي وسلبي. الطباق الإيجابي هو ما لم يختلف فيه الضدان سلبًا وإيجابًا، مثل قوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ} [الحديد: 3]. والطباق السلبي هو ما اختلف فيه الضدان سلبًا وإيجابًا، مثل قوله تعالى: {فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} [المائدة: 44].
- المقابلة: وهي أن يؤتى بمعنيين أو أكثر في الكلام، ثم يؤتى بما يقابل ذلك مع مراعاة الترتيب. مثل قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} [الإنفطار: 13-14]. فالمعنيان في الآية الأولى قد قابلهما معنيان آخران في الآية الثانية على الترتيب.
- حسن التعليل: وهو أن يدعي الشاعر أو الناثر صراحة أو ضمنًا علة غير العلة الحقيقية، على سبيل الاستظراف والتمليح، تناسب ما يقصد إليه. مثل قول حفني ناصف في مدح الخديوي توفيق بعد حادثة زلزال ألم بمصر:
ما زُلْزِلَتْ مِصْرُ مِنْ كَيْدٍ أَلَمَّ بها
لكِنّها رَقَصَتْ مِنْ عَدْلِكم طَرَبا
فعبّر الشاعر بعلة (سبب) غير علة الزلزال الحقيقية، وهو أن الأرض رقصت طربًا وسرورًا من عدل الخديوي.
- مراعاة النظير: وهو الجمع بين أمرين متناسبين في المعنى، بأن يكمل الثاني ما بدأه الأول. مثل قوله تعالى: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} [البقرة: 16]. فما يناسب الأمرين (البيع والشراء) هو الربح والتجارة.
المحسنات اللفظية
هي التي يكون التحسين بها راجعًا إلى اللفظ أصلًا، وإن كان بعضها قد يفيد تحسين المعنى أيضًا. وهي من أهم فروع علم البديع، وتشمل مجموعة من الأساليب والفنون التي تزيد من جمالية وإبداعية الكلام، وتثير اهتمام وانتباه المستمع أو القارئ. والمحسنات اللفظية كثيرة، ومن أبرزها:
- الجناس: وهو تشابه لفظين في النطق، واختلافهما في المعنى. والجناس نوعان: لفظي، ومعنوي. الجناس اللفظي هو ما اتفق فيه اللفظان في أربعة أشياء: نوع الحروف، عددها، هيئاتها الحاصلة من الحركات، والسكنات، وترتيبها مع اختلاف المعنى. مثل قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1]، فالجناس هنا في كلمة {الْفَتْحُ} التي تحمل معنى فتح مكة، ومعنى انتهاء دعوة الإسلام. الجناس المعنوي هو ما اختلف فيه اللفظان في أحد أمور الجناس اللفظي، مثل قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ} [البقرة: 19]، فالجناس هنا في كلمة {صَيِّبٍ} التي تشابه كلمة {طَيِّبٍ} في نوع الحروف وترتيبها، لكن تختلف في عددها.
- السجع: وهو تشابه آخر حرف أو حروف من كلام متقارب في الموضع. والسجع نوعان: سجع حرفي، وسجع معنوي. السجع الحرفي هو ما اتفق فيه آخر حرف أو حروف من كلام متقارب في المخرج أو المكان. مثل قوله تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ الْنُّعَاسُ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ} [الأنفال: 11]، فالسجع هنا في حروف {مُنْهُ} و{بِهِ}. السجع المعنوي هو ما اتفق فيه آخر حرف أو حروف من كلام متقارب في المعنى أو الغرض. مثل قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} [الإنشقاق: 17-18]، فالسجع هنا في كلمة {أَدْرَاكَ} التي تحمل معنى التعجب والتنبيه.
- حسن التقسيم: وهو أن يقسم الشاعر أو الناثر كلامه بحسب ما يتطلبه المعنى، ويتناسب معه. مثل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]، فالتقسيم هنا في كلمة {الْمُتَطَهِّرِينَ} التي تشير إلى من يطهرون أجسادهم وأرواحهم.
- التصحيف: وهو أن يصحف الشاعر أو الناثر على لفظ بدلاً من آخر، لأجل حكمة بلاغية. مثل قوله تعالى: {إِذْ قُلْتُمْ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاثَةِ آلآفٍ مِّنَ الْمَلآئِكةِ مُنزلين (124) بلى إِن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين (125)} [آل عمران: 124-125]، فالتصحيف هنا في كلمة {ألن} التي تستخدم للاستفهام، وهو هنا للاستغراب.
- الازدواج: وهو أن يأتي الشاعر أو الناثر بكلام يحتوي على معانٍ متضادة، سواء كان ذلك في لفظ واحد، أو في جزء من الكلام. مثل قوله تعالى: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح: 26]، فالازدواج هنا في كلمة {حامية} التي تحمل معانٍ متضادة: شدة الغضب، وشدة المحبة.
المراجع / المصادر :
- أقسام البلاغة - موضوع
- أقسام البلاغة في اللغة العربية - سطور
- ما هو علم البيان - موضوع
- اركان ” علم البيان ” وتعريفه | المرسال
- علم البيان - ويكيبيديا
- في المحسنات المعنوية | جواهر البلاغة: في المعاني والبيان والبديع ...
- علم البديع: المحسنات المعنوية | محمود قحطان
- مفهوم المحسنات اللفظية - موضوع
- مفهوم المحسنات اللفظية - سطور
تعليقات
إرسال تعليق