شرح قصيدة أراك عصي الدمع
- قصيدة أراك عصي الدمع هي قصيدة شعرية للشاعر العباسي أبو فراس الحمداني (320-357 هـ)، وهي من القصائد المعروفة بالروميات، التي نظمها حين أسره الروم في معركة بالأناضول سنة 351 هـ.
- تتألف القصيدة من 16 بيتاً، وهي موزونة على بحر الطويل، وتتميز بالجمال اللغوي والبلاغي والفني، وتعبر عن مشاعر الشاعر المتناقضة بين الحب والكبر والفخر والشجاعة والوفاء والغدر.
- تبدأ القصيدة بخطاب الشاعر لنفسه، مستغرباً من صبره على الهوى وعدم انسكاب دموعه، ثم يعترف بشوقه ولوعته للحبيبة، لكنه يخفي سره عن الناس، ويبكي في الليل حين تذكرها. ثم يصف حاله من نار الشوق التي تحرق جوانحه، ومن صعوبة الوصول إلى المحبوبة أو الموت دونها. ثم يلوم المحبوبة على غدرها به وتضييع مودته، ويرى أن بعض الغدر أفضل من بعض الوفاء. ثم يروي قصة أسره عند الروم، وكيف حارب قومه في هواها، وكيف استخفت به المحبوبة وسألته من هو. ثم يختم قصيدته بالفخر بقومه وشجاعته، ويرى أن الموت خير من الذل.
معاني المفردات في قصيدة أراك عصي الدمع
- في هذا الجزء، سنشرح بعض المفردات الصعبة أو المبهمة في قصيدة أراك عصي الدمع، وسنذكر مصادرها من القواميس والمراجع اللغوية.
البيت الأول
- عصي: شديد البأس، قليل الدمع، لا يخضع للهوى
- شيمتك: خلقك، سجيتك، طبيعتك
- الهوى: الحب، الميل، الشهوة
البيت الثاني
- لوعة: حرقة الشوق، ألم الفراق
- لا يذاع له سر: لا ينشر سره، لا يظهر حاله
البيت الثالث
- أضواني: ضمني، أضعفني، أذلني
- بسطت: مددت، فرشت
- خلائقه: طباعه، صفاته
- الكبر: الغرور، التعظيم، المنزهة
البيت الرابع
- تضيء: تشتعل، تنير
- جوانحي: أضلعي، صدري
- الصبابة: الشوق، الحنين
- الفكر: التأمل، التدبر
البيت الخامس
- معللتي: عذرتي، حجتي
- الوصل: الملاقاة، الاتحاد
- ظمآناً: عطشاناً
- القطر: المطر، الماء
البيت السادس
- حفظتُ وضيعتِ: حافظتُ وأضعتِ، أو حفظتُ وأضاعتِ. هناك خلاف في تفسير هذا التقديم والتأخير بين المفسرين والنقاد. بعضهم يرون أن المخاطب هو سيف الدولة وأن المعنى هو: حافظتُ على مودتك وأضعتَ أنت مودتي بإهمالك لأسري. وبعضهم يرون أن المخاطب هو المحبوبة وأن المعنى هو: حافظتُ على مودتك وأضعتِ أنت مودتي بغدرك بي. وبعضهم يرون أن التقديم والتأخير لغوي فقط لا دلالة له على التفضيل أو التأنيث. [3][4][5]
- المودة: الحب، الصداقة، القربة
- الوفاء: الصدق، الثبات، الإيمان
- العذر: السماح، الغفران، البراءة
الصور الفنية في قصيدة أراك عصي الدمع
- في هذا الجزء، سنتناول بعض الصور الفنية التي استخدمها الشاعر أبو فراس الحمداني في قصيدته أراك عصي الدمع، والتي تظهر مهارته وبلاغته في التعبير عن مشاعره ومعاناته بالأسر.
التشبيه
-
التشبيه هو محسن بديعي يقوم على مقارنة شيء بآخر له صفة مشتركة، ويستخدم لإضفاء الجمال والحيوية والتوضيح على الكلام
-
في قصيدة أراك عصي الدمع، استخدم الشاعر التشبيه في عدة أماكن، منها:
- تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي: شبّه الشاعر شوقه وحزنه بالنار التي تحرق جوانحه، لإظهار مدى شدة معاناته
- إذا مِتّ ظَمْآنًا فَلا نَزَل القَطْرُ: شبّه الشاعر نفسه بالظمآن الذي يموت من العطش، وشبّه المطر بالوصل الذي لا يأتي، لإظهار مدى يأسه من رؤية المحبوبة
- ولولا حُبكِ الماءُ والخَمْرُ: شبّه الشاعر حب المحبوبة بالخمر التي تسكر، وشبّه حب قومه بالماء الذي يروي، لإظهار مدى تأثير المحبوبة على قلبه
التصوير
-
التصوير هو محسن بديعي يقوم على رسم صورة حسية أو خيالية بالكلام، لإثارة المشاعر والأحاسيس والخيال عند المستمع أو القارئ
-
في قصيدة أراك عصي الدمع، استخدم الشاعر التصوير في عدة أماكن، منها:
- إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى وأذللتُ دمعًا من خلائقِهِ الكبرُ: صور الشاعر حالته في الليل، حيث يستسلم للحزن والشوق، ويرخي يده للهوى، ويرضخ دمعه للبكاء رغم كبريائه
- أرَى دارًا لست من أهلِها قِفْرٌ: صور الشاعر حالته في دار المحبوبة، حيث يشعر بالغربة والفقد، ويرى الديار خالية من الماء والغذاء
- فَقَلْتُ كَمَا شَاءَتْ وَشَاءَ لَهَا الهَوَى قَتِيلُكِ قَالَتْ أَيُّهُمْ فَهُمْ كُثُرُ: صور الشاعر حواره مع المحبوبة، حيث تسأله عن هويته وهي تعلمه، ويجيبها بأنه قتيلها، وترد عليه بالاستهزاء والتنكر، وتقول أي قتيل من القتلى
من هو أبو فراس الحمداني
- أبو فراس الحمداني هو شاعر وقائد عسكري عربي من القرن العاشر الميلادي، وهو ابن عم سيف الدولة الحمداني، أمير الدولة الحمدانية التي شملت أجزاء من شمالي سوريا والعراق وكانت عاصمتها حلب
- ولد في الموصل في العراق سنة 932 ميلادية، وقتل والده وهو في سن صغيرة، فعاش يتيماً تحت رعاية ابن عمه سيف الدولة، الذي أولاه عناية خاصة وأخذه معه في غزواته ضد الروم (البيزنطيين) والفاطميين
- تعلم الأدب والفروسية والشعر، وأصبح فارساً شجاعاً وشاعراً متمكناً، وتولى مقاطعة منبج في شمال سوريا، وأظهر مهارة في الحكم والقتال
- وقع أسيراً للروم مرتين في حياته، الأولى سنة 959 ميلادية، حيث نجا بفراره من سجنه في خرشنة على ضفاف الفرات، والثانية سنة 962 ميلادية، حيث حُمل إلى القسطنطينية، وظل في الأسر نحو أربع سنوات، قبل أن يفتديه سيف الدولة بأموال كثيرة
- في فترة أسره، نظم قصائده الشهيرة التي عُرفت بالروميات، والتي تعبر عن مشاعره من حزن وشوق وحنين إلى الوطن والأحباب، وتظهر بلاغته وإبداعه في استخدام المحسنات البديعية
- بعد تحريره من الأسر، عاد إلى حلب، ثم انتقل إلى حمص، حيث اغتيل في معركة ضد قائد فاطمي يُدعى قاسم بن جبريل سنة 968 ميلادية
تعليقات
إرسال تعليق