القائمة الرئيسية

الصفحات

مرض الزهري

مرض الزهري هو عدوى بكتيرية تنتشر عادة عن طريق الاتصال الجنسي، وتسببها البكتيريا الملتوية اللولبية الشاحبة. يمكن أن يحدث المرض في مراحل مختلفة، وتختلف الأعراض والعلاج حسب كل مرحلة. في المرحلة الأولى، تظهر قرحة أو أكثر في مكان دخول البكتيريا إلى الجسم، وهي عادة غير مؤلمة وتشفى من تلقاء نفسها. في المرحلة الثانية، تظهر أعراض مثل طفح جلدي، وانتفاخ في الغدد اللمفية، وحمى، وتساقط شعر. في المرحلة الثالثة، التي قد تحدث بعد سنوات من العدوى، يمكن أن يسبب المرض أضرارا خطيرة للقلب، والدماغ، والأعصاب، والعيون، وغيرها من الأعضاء. كما يمكن أن ينتقل المرض من الأم المصابة إلى جنينها، مسببا ما يسمى بالزهري الخلقي.

العلاج المثالي لمرض الزهري هو استخدام البنسلين، والذي يقضي على البكتيريا المسببة للعدوى. عادة ما تكفي جرعة واحدة من البنسلين لعلاج المرض في المرحلة الأولى أو الثانية. أما في المرحلة الثالثة، فقد يحتاج المصاب إلى جرعات متعددة من البنسلين لمدة طويلة. إذا كان هناك حساسية للبنسلين، فقد يستخدم بديلاً التتراسيكلين أو دوكسيسيكلين. يجب على المصاب بالزهري إجراء فحص دوري لمتابعة تطور المرض وفعالية العلاج.

إذا تم اكتشاف المرض مبكراً وتم علاجه بشكل صحيح، فإن نسبة الشفاء منه تكون عالية. ولكن إذا تأخر العلاج أو لم يكن كافياً، فإن المصاب قد يعاني من مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى التشوه أو الإعاقة أو حتى الموت. لذلك، من المهم التوعية بأعراض وأسباب وطرق انتقال مرض الزهري، والوقاية منه باتباع سلوكيات جنسية آمنة، والفحص الدوري للكشف عن العدوى، والعلاج الفوري في حالة الإصابة.

أعراض مرض الزهري

  • المرحلة الأولى: تظهر قرحة أو أكثر في مكان دخول البكتيريا إلى الجسم، عادة على الأعضاء التناسلية أو المستقيم أو الفم. القرحة غير مؤلمة وتشفى من تلقاء نفسها في غضون 3-6 أسابيع. قد لا يلاحظ الكثير من المصابين هذه القرحة لأنها قد تكون مخفية أو صغيرة.
  • المرحلة الثانية: تظهر بعد 2-10 أسابيع من شفاء القرحة الأولى، وتتميز بطفح جلدي زهري اللون على جذع الجسم ويمتد إلى كفي اليدين وأخمص القدمين. قد تظهر أيضا قرحات في الفم أو الأنف أو الأعضاء التناسلية أو المستقيم. كما قد يصاحب هذه المرحلة حمى وصداع وتورم في الغدد اللمفية وتساقط شعر وآلام عضلية. قد تختفي هذه الأعراض دون علاج في غضون بضعة أسابيع أو شهور، وقد تتكرر على فترات متباعدة.
  • المرحلة الثالثة: تظهر بعد سنوات من الإصابة بالزهري إذا لم يتم علاجه. في هذه المرحلة، يمكن أن يسبب المرض تلفا خطيرا في القلب والأوعية الدموية والدماغ والأعصاب والكبد والعظام والمفاصل. قد تشمل هذه التلفات التشوهات والإعاقات والشلل والخَرَف والعمى والجُنُون والانسدادات الدماغية والانوريزمات والوفاة.
  • الزهري الخِلْقِي: هو المرض الذي ينتقل من الأم المصابة إلى جنينها خلال فترة الحمل أو عند الولادة. قد يسبب هذا المرض مشاكل خطيرة للجنين مثل التشوهات والإجهاض والولادة المبكرة والولادة الميتة والوفاة بعد الولادة. قد لا يظهر على بعض الأطفال المصابين بالزهري أي أعراض في البداية، لكن مع مرور الوقت قد يصابون بطفح جلدي أو اصفرار في الجلد أو انتفاخ في الكبد أو الطحال أو التهاب في العين أو الأذن أو الدم أو العظام أو الرئتين. كما قد يصابون بمشاكل في النمو والتطور والسمع والبصر والأسنان والأنف.

أعراض الزهري الدرجة الأولى

أعراض الزهري الدرجة الأولى هي أول مظاهر المرض التي تحدث بعد 10 إلى 90 يوما من الإصابة بالعدوى البكتيرية. تتمثل هذه الأعراض في ظهور قرحة أو أكثر في موقع دخول البكتيريا إلى الجسم، مثل الأعضاء التناسلية أو المستقيم أو الفم. القرحة عادة غير مؤلمة وتشفى من تلقاء نفسها في غضون 3 إلى 6 أسابيع. قد لا يلاحظ بعض المصابين هذه القرحة لأنها قد تكون صغيرة أو مخفية. ولكن حتى لو شفيت القرحة، فإن المرض لا يزال موجودا في الجسم ويحتاج إلى علاج. إذا لم يتم علاج الزهري في هذه المرحلة، فإنه ينتقل إلى المرحلة الثانية والتي تكون أكثر خطورة.

أعراض الزهري الدرجة الثانية

أعراض الزهري الدرجة الثانية هي المظاهر الثانية للمرض التي تحدث بعد 2 إلى 10 أسابيع من شفاء القرحة الأولى. تتمثل هذه الأعراض في ظهور طفح جلدي زهري اللون على جذع الجسم ويمتد إلى كفي اليدين وأخمص القدمين. قد تظهر أيضا قرحات في الفم أو الأنف أو الأعضاء التناسلية أو المستقيم. كما قد يصاحب هذه المرحلة حمى وصداع وتورم في الغدد اللمفية وتساقط شعر وآلام عضلية. قد تختفي هذه الأعراض دون علاج في غضون بضعة أسابيع أو شهور، وقد تتكرر على فترات متباعدة. إذا لم يتم علاج الزهري في هذه المرحلة، فإنه ينتقل إلى المرحلة الثالثة والتي تكون أكثر خطورة وتسبب تلفا دائما في الأعضاء الحيوية.

أعراض الزهري الدرجة الثالثة

أعراض الزهري الدرجة الثالثة هي المظاهر النهائية للمرض التي تحدث بعد سنوات من الإصابة بالعدوى إذا لم يتم علاجها. تتمثل هذه الأعراض في حدوث تلف خطير في القلب والأوعية الدموية والدماغ والأعصاب والكبد والعظام والمفاصل. قد تشمل هذه التلفات التشوهات والإعاقات والشلل والخَرَف والعمى والجُنُون والانسدادات الدماغية والانوريزمات والوفاة. هذه المرحلة هي الأخطر من جميع مراحل المرض وتحتاج إلى علاج طويل الأمد ومكثف. قد لا يكون العلاج فعالا في إصلاح التلف الذي حدث بالفعل، لكنه قد يمنع حدوث تلف إضافي.

أسباب مرض الزهري

مرض الزهري هو عدوى بكتيرية تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي مع شخص مصاب. البكتيريا المسببة للمرض تسمى اللولبية الشاحبة (باللاتينية: Treponema pallidum). تدخل هذه البكتيريا إلى الجسم من خلال الأغشية المخاطية أو الجروح أو القروح في الأعضاء التناسلية أو المستقيم أو الفم. كما يمكن أن تنتقل العدوى من الأم المصابة إلى جنينها خلال الحمل أو عند الولادة، مسببة ما يسمى الزهري الخلقي.

الفئات المعرضة لخطر الإصابة بالزهري هي:

  • الأشخاص الذين يمارسون الجنس غير الآمن أو مع شركاء متعددين
  • الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)
  • الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال (MSM)
  • الأشخاص الذين سبق لهم إصابة بأمراض جنسية أخرى

تشخيص مرض الزهري

تشخيص مرض الزهري يتم عن طريق الفحوصات السريرية والمخبرية. الفحوصات السريرية تشمل فحص الأعراض والتاريخ الجنسي والطبي للمريض، وكذلك فحص القروح أو الطفح الجلدي إن وجد. الفحوصات المخبرية تشمل :

  • فحص الدم: يمكن أن يكشف عن وجود أجسام مضادة للبكتيريا المسببة للزهري في مصل الدم. هناك نوعان من فحوصات الدم: غير خاصة (non-treponemal) وخاصة (treponemal). الفحوصات غير الخاصة تقيس مستوى مادة تسمى رِيْبِيْد بلازْمَا رِيَجِنْ (RPR) أو فِيْديَال (VDRL) في الدم، والتي تزداد في حالة وجود عدوى. هذه الفحوصات تستخدم لتأكيد التشخيص ولتقييم فعالية العلاج. الفحوصات الخاصة تقيس مستوى أجسام مضادة خاصة بالبكتيريا المسببة للزهري، مثل فِلُورِسِنْت ترِبُونِيْمَال أَنْتِبُودِي أَبْسُورْبْشَن (FTA-ABS) أو ترِبُونِيْمَا بالِيدُم بارْتِكُل أَجْلُوتِنَاشَن (TPPA). هذه الفحوصات تستخدم لتأكيد التشخيص في حالة كانت نتائج الفحوصات غير الخاصة إيجابية.
  • فحص المجهر: يمكن أن يكشف عن وجود بكتيريا الزهري في عينة من سائل القرحة أو من سائل النخاع الشوكي. يتم أخذ عينة من سائل القرحة بإدخال قطعة قطنية أو سلك معقم في القرحة وفركها بلطف. يتم أخذ عينة من سائل النخاع الشوكي بإدخال إبرة في منطقة أسفل الظهر وسحب كمية صغيرة من السائل. يتم فحص هذه العينات تحت المجهر لرؤية شكل وحركة بكتيريا الزهري.

علاج مرض الزهري

علاج مرض الزهري يعتمد على مرحلة المرض وحالة المريض. العلاج الأساسي هو البنسلين، وهو مضاد حيوي يقتل البكتيريا المسببة للزهري . يعطى البنسلين عن طريق الحقن في العضلة أو الوريد، حسب الحالة . عدد الجرعات ومدة العلاج تختلف باختلاف مرحلة المرض، كما في الآتي:

  • الزهري المبكر (الأولي أو الثانوي): يكفي جرعة واحدة من البنسلين للقضاء على العدوى .
  • الزهري المتأخر (الثالث أو الخامل): يحتاج إلى ثلاث جرعات من البنسلين بفواصل أسبوعية .
  • الزهري العصبي (الذي يصيب الدماغ أو الأعصاب): يحتاج إلى جرعات متكررة من البنسلين عن طريق الوريد لمدة 10-14 يوما .
  • الزهري الخلقي (الذي يصيب الأطفال): يحتاج إلى جرعة واحدة من البنسلين في حال كان عمره أقل من شهر، وإلى ثلاث جرعات بفواصل أسبوعية في حال كان عمره أكثر من شهر .

في حال كان المريض حساساً للبنسلين، يمكن استخدام مضادات حيوية أخرى مثل الدوكسيسايكلين أو الأزثرومايسين أو السفتراكسون، بعد استشارة الطبيب .

من المهم متابعة العلاج حتى نهايته وإجراء فحوصات دورية للتأكد من شفاء المرض. كما يجب تجنب ممارسة الجنس خلال فترة العلاج وإلى أن تشفى جميع قروح المرض. كما يجب إخطار جميع شركاء المصاب بالزهري وإجبارهم على إجراء فحص وعلاج إذا لزم الأمر .

سبل الوقاية من مرض الزهري

سبل الوقاية من مرض الزهري تتمثل في اتباع ممارسات جنسية آمنة وصحية، ومنها:

  • الامتناع عن الجنس أو الحد من عدد الشركاء الجنسيين
  • استخدام الواقي الذكري أو الواقي الأنثوي في كل مرة تمارس فيها الجنس المهبلي أو الشرجي أو الفموي
  • استخدام حاجز من المطاط أو غشاء فموي عند ممارسة الجنس الفموي على المهبل أو المستقيم
  • تجنب مشاركة أدوات الحقن أو الإبر مع أشخاص آخرين
  • إجراء فحص دوري للأمراض المنقولة جنسياً، خاصة إذا كان لديك شركاء جنسيين متعددين أو إذا كان شريكك يخونك
  • طلب فحص للزهري من شريكك قبل ممارسة الجنس معه، والامتناع عن الجنس إذا كان مصاباً بالزهري أو لم يتلقى العلاج بشكل كامل
  • الحصول على العلاج في حالة إصابتك بالزهري أو تعرضك لخطر الإصابة به، واتباع تعليمات الطبيب بدقة

تعليقات