القائمة الرئيسية

الصفحات

من هو غسان كنفاني

غسان كنفاني هو روائي وقاص وصحفي فلسطيني، ولد في عكا عام 1936، واضطر للهجرة مع عائلته إلى لبنان ثم سوريا بعد النكبة عام 1948. انخرط في الحركة القومية العربية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأصبح ناطقاً رسمياً باسمها. اشتهر بأعماله الأدبية التي تعكس معاناة الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل التحرير، مثل رواية “رجال في الشمس” وقصة “عائد إلى حيفا”. استشهد في بيروت عام 1972 بعد تفجير سيارته من قبل الموساد الإسرائيلي يمكن القول أن غسان كنفاني هو أحد أبرز المؤثرين في الأدب العربي المعاصر، وأنه ترك إرثاً ثقافياً وسياسياً هاماً للأجيال اللاحقة. كما يمكن الإشارة إلى علاقته بالكاتبة السورية غادة السمان، التي كانت تحبه وتعجب بأسلوبه وتتبادل معه المراسلات، والتي نعته بعد استشهاده بأنه “الحب الأخير في حياتها”

من هي غادة السمان

غادة السمان هي كاتبة وأديبة سورية، ولدت في دمشق عام 1942، وتنحدر من أسرة برجوازية ومثقفة. تخرجت من الجامعة السورية في الأدب الإنجليزي، وحصلت على الماجستير والدكتوراه في مسرح اللامعقول والأدب المقارن. عملت في التدريس والصحافة والنشر، وأسست مجلة “لحظات حرية” التي تعبر عن آرائها الشخصية والسياسية. ألفت عدة مجموعات قصصية وروايات تتناول موضوعات اجتماعية ونفسية وإنسانية، مثل “عيناك قدري” و"لا بحر في بيروت" و"رحيل المرافئ القديمة". كانت على صلة حب وصداقة بالكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، الذي اعتبرته “الحب الأخير في حياتها”، والذي نعته بعد استشهاده بقصائد شعرية مؤثرة ، يمكن القول أن غادة السمان هي أحدى رائدات الأدب العربي المعاصر، وأنها تمثل صوتاً نسوياً مستقلاً وجريئاً في المشهد الثقافي العربي. كما يمكن الإشارة إلى تأثير غسان كنفاني على أسلوبها وفكرها، وإلى تضامنها مع قضية فلسطين وكفاح شعبها

قصة غسان كنفاني وغادة السمان

قصة غسان كنفاني وغادة السمان هي قصة حب أدبية وإنسانية بين روائيين عربيين معروفين، تميزت بالعمق والصدق والتضحية، ولكنها انتهت بمأساة استشهاد غسان على يد الموساد الإسرائيلي في تفجير في بيروت عام 1972

تعرف غادة السمان على غسان كنفاني في جامعة دمشق عام 1960، حيث كانا يدرسان الأدب العربي، ولكنهما لم يتواصلا كثيراً في ذلك الوقتبعد سنوات، التقيا مجدداً في بيروت، حيث كان غسان يعمل في مجلة الحرية، وغادة تحصل على الماجستير في مسرح اللامعقول من الجامعة الأمريكية

بدأت قصة حبهما بعد أن أرسل لها غسان رسالة تهنئة بمناسبة نشر مجموعتها القصصية “ليل الغرباء” عام 1966، وأعجب بها أسلوبه وفكرهازداد التواصل بينهما عبر رسائل البريد، حيث كان غسان يكتب لها بشغف وحنان وإخلاص، ويعبر عن مشاعره العميقة والصادقة لها، ويطلب منها أن تكتب له أكثر

كان غسان كنفاني يحب غادة السمان بكل قوة وشجاعة، وكان يحترم شخصيتها وإبداعها وطموحها، وكان يشجعها على الكتابة والتطور. كما كان يحب قضية فلسطين التي كان يناضل من أجلها، وكان يشاركها رؤيته وآماله في تحرير أرضه

كانت غادة السمان تحب غسان كنفاني أيضاً، لكن بطريقة مختلفة. كانت تحب عقله وثقافته وروحه، لكن لم تستطع أن تستجيب لحبه بالقدر نفسه. كانت تخاف من التزامات الزواج والأسرة، وكانت تفضل حرية التجول والارتحال. كما كانت تخاف من خطورة عمله في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكانت تشعر بالغيرة من انشغاله بهذه القضية

ظلت قصة حبهما مستمرة لست سنوات، خلالها تبادلا الزيارات والاتصالات والرسائل، وخططا للزواج، لكنهما لم يتمكنا من تحقيق هذا الحلم. ففي 8 يوليو 1972، اغتال الموساد الإسرائيلي غسان كنفاني وشقيقته لمياء في تفجير سيارته في بيروت

بعد موت غسان كنفاني، نشرت غادة السمان رسائله إليها في كتاب بعنوان “رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان”، قائلة إنها تنفذ وصيته بأن يكون هذا البوح نموذجاً للحب التعبيريكما نشرت قصائد شعرية نعت فيها غسان كنفاني، وأظهرت فيها حزنها وأسفها على فقدانه، يمكن القول أن هذه القصة هي شاهد على حب عظيم وجميل بين اثنين من أبرز أدباء العرب في القرن العشرين، وأنها تعكس التزامهما بالقضية الفلسطينية والثورة العربية، وأنها تحمل في طياتها دروساً في الإخلاص والتضحية والإبداع

تعليقات