علاج مرض الملاريا

مرض الملاريا

مرض الملاريا هو مرض طفيلي معدي يسببه طفيلي أحادي الخلية من جنس المتصورة (بلازموديوم)، ينتقل عن طريق لدغة أنثى بعوضة الأنوفيليس، ويصيب الكبد وخلايا الدم الحمراء، ويتسبب بأعراض مثل الحمى والقشعريرة وفقر الدم وتضخم الطحال.

علاج مرض الملاريا يعتمد على نوع الطفيلي المسبب للعدوى وشدة الأعراض وحالة المريض، ويستخدم عادة مجموعة من الأدوية المضادة للطفيليات التي تهدف إلى قتل الطفيلي في مختلف مراحل حياته، مثل الكلوروكين والكينين والأرتميزنين والدوكسيسايكلين. كما يجب تقديم الرعاية الطبية اللازمة للمصاب في حال حدوث مضاعفات خطيرة مثل تلف الأنسجة الرخوة في الدماغ أو فشل كُلوي أو ضعف في تخثر الدم.

أعراض مرض الملاريا

أعراض مرض الملاريا هي العلامات التي تظهر على المصاب بالعدوى الطفيلية التي تنتقل عن طريق لدغة بعوضة موبوءة. وتتميز هذه الأعراض بالتناوب بين فترات من الحمى الشديدة والقشعريرة والتعرق، وفترات من الانزعاج والصداع والغثيان والإسهال. كما قد تحدث أعراض شديدة ومعقدة في حال انتشار الطفيلي إلى أعضاء حيوية مثل الدماغ أو الكبد أو الكلى، مما يسبب تلفًا في الأنسجة وفشلًا في الوظائف وخطرًا على حياة المصاب. لذلك، يجب استشارة الطبيب فور ظهور أي من هذه الأعراض، خصوصًا إذا كان المصاب قد سافر إلى منطقة تنتشر فيها الملاريا.

أسباب مرض الملاريا

أسباب مرض الملاريا هي العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالعدوى الطفيلية التي تسبب المرض. وتنتقل هذه العدوى عن طريق لدغة أنثى بعوضة الأنوفيليس (Anopheles)، التي تحمل في غددها اللعابية طفيلي أحادي الخلية من جنس المتصورة (Plasmodium)، والذي ينتقل إلى مجرى دم الإنسان ويصيب خلايا الدم الحمراء والكبد. وتنتشر هذه البعوضة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، حيث تكون درجة الحرارة والرطوبة ملائمة لتكاثرها. كما يمكن أن تنتقل عدوى الملاريا عن طريق التعرض لدم مصاب بها، مثل عن طريق نقل الدم أو استخدام أبر مشتركة أو عبر المشيغلة من الأم إلى الجنين.

هل مرض الملاريا معدٍ؟

مرض الملاريا ليس معديًا بين البشر، أي أنه لا ينتقل عن طريق التلامس أو العطس أو السعال أو العلاقة الجنسية، وإنما ينتقل عن طريق العدوى الطفيلية التي تحملها أنثى بعوضة الأنوفيليس. وتحدث هذه العدوى عندما تلدغ البعوضة شخصًا مصابًا بالملاريا وتستقبل طفيلي المتصورة في غددها اللعابية، ثم تلدغ شخصًا آخر سليمًا وتنقل له الطفيلي. وهذه هي الطريقة الأكثر شيوعًا لانتقال المرض، ولكن هناك حالات نادرة يمكن أن ينتقل فيها المرض من إنسان إلى آخر عبر الدم، مثل عن طريق نقل الدم أو زراعة الأعضاء أو استخدام أبر مشتركة أو انتقال الطفيلي من الأم إلى الجنين.

تشخيص مرض الملاريا

تشخيص مرض الملاريا هو الكشف عن وجود الطفيلي المسبب للمرض في دم المريض. ويتم ذلك عن طريق الفحص الميكروسكوبي للدم، حيث يُمكن رؤية الطفيلي تحت المجهر في مسحة دموية سميكة أو رقيقة. وهذه هي الطريقة الأكثر دقة وشيوعًا لتشخيص الملاريا، لكنها تتطلب خبرة ومهارة من قبل الفاحص. كما يجب إعادة الفحص في حالة الشك أو عدم ظهور الطفيلي في المسحة الأولى. وهناك طرق أخرى لتشخيص الملاريا تعتمد على الفحص المناعي، حيث يُكتشف الآثار المناعية للطفيلي في دم المريض، مثل فحص الأجسام المضادة أو فحص الحمض النووي. وهذه الطرق تستخدم عند عدم توفر الفحص الميكروسكوبي أو عند الحاجة إلى تأكيد التشخيص. كما يمكن إجراء بعض الفحوصات المساعدة مثل فحص نسبة صباغ الدم أو الكريات البيضاء لتقييم حالة المريض.

علاج مرض الملاريا

علاج مرض الملاريا هو القضاء على الطفيلي المسبب للمرض من دم المريض ومنع تطور المرض إلى حالة شديدة أو مزمنة. ويتم ذلك عن طريق إعطاء أدوية مضادة للملاريا عن طريق الفم أو الحقن، بالإضافة إلى السيطرة على الأعراض مثل الحمى والتشنجات والجفاف. وتختلف أنواع الأدوية وجرعاتها ومدة العلاج بحسب نوع الطفيلي وشدة المرض والمنطقة الجغرافية وحالة المريض. من أهم الأدوية المستخدمة في علاج الملاريا ما يلي:

• الكلوروكين أو هيدروكسي كلوروكين: يستخدمان لعلاج الملاريا البسيطة التي تسببها سلالات حساسة لهذه الأدوية، ولكنهما غير فعالين في المناطق التي توجد بها سلالات مقاومة.
• الأرتيميسينين ومشتقاته: هي مجموعة من الأدوية التي تستخدم في علاج الملاريا المقاومة للكلوروكين، وتعطى عادة بشكل مركب مع أدوية أخرى مثل الأرتيميثير والأرتيسونات واللوميفانترين والمفلوكوين.
• الكوينين أو الكوايندين: يستخدمان لعلاج الملاريا الشديدة التي تهدد حياة المريض، وتعطى عادة بشكل حقن وريدي أو عضلي، مع أدوية أخرى مثل الدوكسيسايلكن أو الكلا رثروما يسن.
• فسفات البريماكو ين: يستخدم لعلاج الملاريا التي تسببها سلالات بلازمود يوم فيفاكس أو بلازمود يوم أولفال، وذلك لقتل الطفيل في كبد المريض، حتى لا يحدث انتكاسة للمرض بعد شفائه.