القائمة الرئيسية

الصفحات

ما هو إسهال برينيرد

إسهال برينيرد هو حالة مرضية تتميز بالإسهال المائي الشديد والمزمن، الذي يستمر لأكثر من أربعة أسابيع دون سبب معروف. وقد سُمي هذا المرض نسبة إلى مدينة برينيرد في ولاية مينيسوتا الأمريكية، حيث حدث أول تفشٍ له عام 1983. ومنذ ذلك الحين، تم تسجيل عشرة حالات تفشٍ أخرى في الولايات المتحدة ونيوزيلندا. وقد ارتبطت بعض هذه الحالات بتناول الحليب الخام أو الماء غير المعالج، لكن لم يتم التعرف على أي عامل مسبب للمرض من البكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات أو السموم. وقد يصاحب الإسهال برينيرد أعراض أخرى مثل الغازات والتشنجات البطنية والإرهاق وفقدان الوزن. وللأسف، لا يوجد علاج محدد لهذا المرض، وقد يستغرق شفاء المصابين شهورًا أو سنوات. وقد يستفيد بعض المرضى من استخدام بعض الأدوية التي تقلل من حركة الأمعاء، مثل الأفيونات

تشخيص إسهال برينيرد

تشخيص إسهال برينيرد هو عملية صعبة ومعقدة، لأن سبب هذا المرض لم يتم تحديده بعد. ولذلك، يجب على الطبيب استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة للإسهال المزمن، مثل العدوى البكتيرية أو الفيروسية أو الطفيلية، أو مرض التهاب الأمعاء، أو عدم تحمل اللاكتوز، أو التسمم الغذائي. ويتضمن التشخيص إجراء بعض الفحوصات السريرية والمخبرية، مثل:

  • اختبار الدم: لقياس مستوى الكهارل ووظائف الكلى والكبد، وللكشف عن أي علامات للالتهاب أو فقر الدم.
  • اختبار البراز: لفحص وجود أي بكتيريا أو طفيليات أو دم في البراز، ولقياس مستوى الدهون في البراز.
  • اختبار التنفس بالهيدروجين: لتحديد ما إذا كان المريض يعاني من عدم تحمل اللاكتوز أو غيره من السكريات.
  • التنظير السيني المرن أو تنظير القولون: لرؤية داخل القولون وأخذ خزعة من نسيجه لفحصه تحت المجهر.
  • التنظير الداخلي العلوي: لرؤية داخل المعدة والأمعاء الدقيقة وأخذ خزعة من نسيجها لفحصه تحت المجهر.

إذا كانت جميع هذه الفحوصات سلبية، وإذا استمر الإسهال لأكثر من أربعة أسابيع دون سبب معروف، فقد يُشخَّص المرض على أنه إسهال برينيرد. ولكن يجب على الطبيب متابعة حالة المريض بانتظام، وإجراء فحوصات إضافية إذا ظهرت أعراض جديدة أو تغيرت حالة المرض

انتشار إسهال برينيرد

انتشار إسهال برينيرد هو محدود ونادر، حيث تم تسجيل حوالي عشرة حالات تفشي لهذا المرض منذ عام 1983، تسعة منها في الولايات المتحدة وواحدة في نيوزيلندا. وقد كانت أكبر حالة تفشي في مدينة برينيرد نفسها، حيث أصيب 122 شخصا بالإسهال المزمن عام 1983. وقد ارتبطت معظم حالات التفشي بتناول الحليب الخام أو الماء غير المعالج، لكن لم يتم التعرف على أي عامل مسبب للمرض من الكائنات الحية الدقيقة أو السموم. ولم تكن هناك أي حالات ثانوية مبلغ عنها في أي من الحالات، مما يشير إلى أن المرض لا ينتقل من شخص لآخر. وقد يكون الماء المغلي قادرا على إبطال نشاط عامل مسبب للمرض. وعلى الرغم من عدم وجود علاج محدد لإسهال برينيرد، إلا أن المرض يميل إلى الانحسار بمرور الوقت، على الرغم من أن هذه الفترة قد تستغرق شهورا أو سنوات.

انتقال إسهال برينيرد

انتقال إسهال برينيرد هو موضوع غامض ومثير للجدل، لأن طريقة انتشار هذا المرض لم تتضح بعد. وهناك عدة نظريات مختلفة حول كيفية انتقال المرض من شخص لآخر، أو من مصدر لآخر. ومن بين هذه النظريات:

  • نظرية العدوى: تقول هذه النظرية إن المرض يسببه عامل مسبب للعدوى، سواء كان بكتيريا أو فيروس أو طفيلي، وأنه ينتقل عن طريق تناول الحليب الخام أو الماء غير المعالج، أو عن طريق الاتصال المباشر أو غير المباشر مع المصابين. وتدعم هذه النظرية حقيقة أن معظم حالات التفشي ارتبطت بتناول الحليب الخام أو الماء غير المعالج ، وأن بعض المصابين كانوا من نفس الأسرة أو الجيران أو الزملاء. ولكن هذه النظرية تواجه صعوبة في تفسير عدم وجود حالات ثانوية مبلغ عنها في أي من الحالات، وعدم التعرف على أي عامل مسبب للمرض من الكائنات الحية الدقيقة أو السموم.
  • نظرية التحسس: تقول هذه النظرية إن المرض يسببه رد فعل تحسسي لمادة ما، سواء كانت طبيعية أو صناعية، وأنه يحدث عندما يتعرض المصابون لهذه المادة بشكل متكرر. وتدعم هذه النظرية حقيقة أن بعض المصابين كانوا يستخدمون نفس المستحضرات التجميلية أو الأدوية أو المكملات الغذائية، وأن بعض المصابين شفيوا بعد تغيير نظامهم الغذائي أو مكان إقامتهم. ولكن هذه النظرية تواجه صعوبة في تفسير عدم وجود حالات جديدة في نفس المجتمعات التي حدث فيها التفشي، وعدم التحديد بشكل دقيق للمادة المسببة للتحسس.
  • نظرية الوراثة: تقول هذه النظرية إن المرض يسببه خلل وراثي في جزء من جهاز المناعة، يجعل المصابين أكثر عروِّضَة لإصابة بالإسهال. وتدعم هذه النظرية حقيقة أن بعض المصابين كانوا من نفس العرق أو الأصل الجغرافي، وأن بعض المصابين كانوا يعانون من أمراض أخرى تتعلق بجهاز المناعة. ولكن هذه النظرية تواجه صعوبة في تفسير عدم وجود حالات في أفراد من نفس العائلة، وعدم التحديد بشكل دقيق للجين المسؤول عن الخلل.

وبالتالي، فإن انتقال إسهال برينيرد هو لغز لم يحل بعد، ويحتاج إلى المزيد من البحث والدراسة لفهم طبيعته وآليته. وحتى ذلك الحين، يجب على المصابين اتباع تعليمات طبيبهم والحفاظ على نظافتهم وصحتهم.

علاج إسهال برينيرد

علاج إسهال برينيرد هو تحدي كبير للطبيب والمريض، لأنه لا يوجد علاج محدد أو فعال لهذا المرض. ويعتمد العلاج على تخفيف الأعراض ومنع الجفاف والتغذية السليمة. ويشمل العلاج ما يلي:

  • تعويض السوائل والكهارل: يجب على المريض شرب كمية كافية من الماء والمشروبات التي تحتوي على الصوديوم والبوتاسيوم والسكر، مثل عصير الفواكه أو محلول الإماهة الفموي. وفي حالات الجفاف الشديد، قد يحتاج المريض إلى إعطاء السوائل عن طريق الوريد.
  • تنظيم النظام الغذائي: يجب على المريض تجنب تناول الأطعمة التي تزيد من الإسهال، مثل الألبان والدهون والألياف والتوابل. ويفضل اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على بروتينات وكربوهيدرات وفيتامينات. كما يمكن استخدام بعض المكملات الغذائية أو البروبايوتك لتحسين صحة الأمعاء.
  • استخدام بعض الأدوية: قد يستفيد بعض المرضى من استخدام أدوية تقلل من حركة الأمعاء، مثل المضادات الأفيونية (loperamide, diphenoxylate, paregoric)، التي تساعد في التحكم في الإسهال. ولكن هذه الأدوية قد تسبب آثارا جانبية مثل الإمساك أو التسمم. ولا تفيد المضادات الحيوية أو مضادات الالتهاب في علاج إسهال برينيرد.
  • معالجة حالات كامنة: إذا كان سبب إصابة المريض بإسهال برينيرد هو حالة طبية أخرى، مثل التهاب الأمعاء أو عدم تحمل اللاكتوز أو اضطراب في المناعة، فسيحاول الطبيب التحكم في هذه الحالة بالأدوية أو التغذية أو التدخلات الجراحية.

تعليقات