أسباب الحمى الشوكية

الحمى الشوكية

الحمى الشوكية هي التهاب الأغشية التي تحيط بالدماغ والنخاع الشوكي، وتسببها عدة أنواع من الميكروبات، مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات. تنتقل الحمى الشوكية عن طريق رذاذ اللعاب أثناء العطس أو السعال أو التقبيل، وتظهر أعراضها بشكل مفاجئ، مثل الصداع والحمى وتصلب الرقبة والطفح الجلدي. تعتبر الحمى الشوكية حالة خطيرة تستدعي العلاج الفوري، ويمكن الوقاية منها بأخذ اللقاحات المناسبة.

أسباب الحمى الشوكية تختلف باختلاف نوع الميكروب المسبب لها، ومن أهمها:

• الحمى الشوكية البكتيرية: تسببها بكتيريا مثل المكورات السحائية (Streptococcus pneumoniae)، والمستدمية النزلية (Haemophilus influenzae)، والمكورات الرئوية (Neisseria meningitidis)، والإشريكية القولونية (Escherichia coli)، والمتفطرة السُّلية (Mycobacterium tuberculosis)، وغيرها. تعتبر هذه الأنواع من أخطر أنواع الحمى الشوكية، لأنها قد تؤدي إلى تلف في المخ أو الموت.
• الحمى الشوكية الفيروسية: تسببها فيروسات مثل فيروس نقص المناعة (HIV)، وفيروس غرب النيل (West Nile virus)، وفيروس الإنفلونزا (Influenza virus)، وفيروس الحصبة (Measles virus)، وفيروس الهربس (Herpes simplex virus)، وغيرها. تعتبر هذه الأنواع من أشيع أنواع الحمى الشوكية، وعادة ما تكون خفيفة وتزول بدون علاج خلال عدة أسابيع.
• الحمى الشوكية الفطرية: تسببها فطريات مثل كريبتوكوكس (Cryptococcus)، وهستوبلازما (Histoplasma)، وكانديدا (Candida)، وغيرها. تعتبر هذه الأنواع من نادرة أنواع الحمى الشوكية، ولكنها قد تحدث في بعض حالات ضعف المناعة، مثل مرضى الإيدز أو مرضى سرطان أو مرضى سكري.
• الحمى الشوكية الطفيلية: تسببها طفيليات مثل نجيلة التودة (Naegleria fowleri)، وأميبة التهاب المخ (Acanthamoeba)، وغيرها. تعتبر هذه الأنواع من نادرة أنواع الحمى الشوكية، ولكنها قد تحدث عند التعرض لمياه ملوثة بالطفيليات.
• أسباب أخرى: قد تحدث الحمى الشوكية بسبب أسباب غير متعلقة بالعدوى، مثل مرض السرطان، أو مرض الذئبة الحمراء، أو بعض الأدوية، أو إصابة في الرأس أو الدماغ.

أعراض الحمى الشوكية

أعراض الحمى الشوكية هي العلامات التي تظهر على المصاب بالمرض، وتختلف باختلاف نوع الميكروب المسبب لها، ومن أهمها:

• الحمى الشوكية البكتيرية: تظهر أعراضها بشكل مفاجئ وقوي، وتشمل ارتفاع درجة الحرارة، والصداع الشديد، والغثيان والقيء، وتصلب الرقبة، والحساسية للضوء، والارتباك والخمول، والطفح الجلدي النزفي، والتشنجات. قد تؤدي هذه الأعراض إلى تلف في المخ أو الموت إذا لم يتم علاجها بسرعة .
• الحمى الشوكية الفيروسية: تظهر أعراضها بشكل تدريجي وخفيف، وتشمل ارتفاع درجة الحرارة، والصداع، والإعياء، وآلام في العضلات، والحلق، والصدر. قد تزول هذه الأعراض بدون علاج خلال عدة أسابيع .
• الحمى الشوكية الفطرية: تظهر أعراضها بشكل بطيء ومزمن، وتشمل ارتفاع درجة الحرارة، والصداع، وفقدان الوزن، وسعال مستمر، وضيق في التنفس. قد تستمر هذه الأعراض لأشهر أو سنوات .
• الحمى الشوكية الطفيلية: تظهر أعراضها بشكل سريع وحاد، وتشمل ارتفاع درجة الحرارة، والصداع، والغثيان والقيء، وآلام في البطن، وإسهال دموي. قد تؤدي هذه الأعراض إلى فشل كلوي أو كبدي أو قلبي .
• أسباب أخرى: قد تظهر أعراض مشابهة للحمى الشوكية بسبب أسباب غير متعلقة بالعدوى، مثل مرض السرطان، أو مرض الذئبة الحمراء، أو بعض الأدوية، أو إصابة في الرأس أو الدماغ .

تشخيص الحمى الشوكية

تشخيص الحمى الشوكية هو عملية تحديد نوع وسبب الالتهاب الذي يصيب السحايا، ويتم عن طريق إجراء بعض الفحوصات والتحاليل، ومن أهمها:

• فحص الدم: يتم أخذ عينة من الدم وإرسالها إلى المختبر لفحصها بالمجهر أو بالزرع البكتيري أو بالتفاعل السلسلي للبوليميراز (PCR) للكشف عن وجود ميكروبات مسببة للالتهاب، مثل البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات أو الطفيليات.
• فحص السائل الشوكي: يتم أخذ عينة من السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي بإبرة رقيقة تدخل في منطقة أسفل الظهر، وإرسالها إلى المختبر لفحصها بالمجهر أو بالزرع البكتيري أو بالتفاعل السلسلي للبوليميراز (PCR) للكشف عن وجود ميكروبات مسببة للالتهاب، كما يتم قياس ضغط ونسبة ولون وخصائص أخرى للسائل. هذا هو أهم فحص لتشخيص الحمى الشوكية، ولا يجب تأخيره أو تجنبه.
• فحص التصوير: يتم إجراء فحوصات التصوير مثل التصوير بالأشعة المقطعية (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للدماغ والحبل الشوكي للاطمئنان على سلامة هذه الأعضاء، ولاستبعاد وجود أسباب أخرى للأعراض، مثل نزيف أو خراج أو جلطة دماغية.
• فحوصات أخرى: قد يتم إجراء فحوصات أخرى حسب حالة المريض ونوع الميكروب المشتبه به، مثل فحص البول، أو فحص سائل من التهاب في الأذن، أو فحص سائل من التهاب في المفاصل، أو فحص سائل من التهاب في صدر.

علاج الحمى الشوكية

علاج الحمى الشوكية يعتمد على نوع الميكروب المسبب للالتهاب، ويتطلب تدخلاً طبياً سريعاً لمنع حدوث مضاعفات خطيرة، ومن أهم طرق العلاج:

• العلاج بالمضادات الحيوية: يتم إعطاء المضادات الحيوية عن طريق الوريد للمصابين بالحمى الشوكية البكتيرية، ويتم اختيار نوع المضاد بناء على نوع البكتيريا المكتشفة في فحص السائل الشوكي أو الدم، وقد يتم إعطاء أنواع مختلفة من المضادات في البداية حتى تظهر نتائج الفحص. يستمر العلاج بالمضادات الحيوية لمدة تتراوح بين 7 إلى 21 يوماً حسب نوع البكتيريا.
• العلاج بالمضادات الفطرية: يتم إعطاء المضادات الفطرية عن طريق الوريد للمصابين بالحمى الشوكية الفطرية، ويتم اختيار نوع المضاد بناء على نوع الفطر المكتشف في فحص السائل الشوكي أو الدم، وقد يستغرق العلاج عدة أسابيع أو أشهر.
• العلاج بالمضادات الفيروسية: يتم إعطاء المضادات الفيروسية عن طريق الوريد أو عن طريق الفم للمصابين بالحمى الشوكية الفيروسية، وخاصة إذا كان سببها فيروس هربس أو فيروس غرب نيل. قد يزول التهاب السحايا الفيروسي من تلقاء نفسه دون علاج خلال 7 إلى 10 أيام.
• العلاج بالأدوية المضادة للطفيليات: يتم إعطاء هذه الأدوية عن طريق الوريد أو عن طريق الفم للمصابين بالحمى الشوكية الطفيلية، وخاصة إذا كان سببها طفيل مثل التوكسوبلازما أو داء المثقبات.
• العلاج التلطيفي: يتضمن هذا العلاج إعطاء سوائل وأدوية مسكنة للألم وخافضة للحرارة ومضادة للغثيان والقئ، وأدوية مضادة للالتهابات مثل كورتزون، وأدوية مضادة للصرع في حالة حدوث تشنجات.
• العلاج بالأعشاب: قد يستخدم بعض المصابين بالحمى الشوكية بعض الأعشاب المفيدة لتقوية المناعة وتخفيف الأعراض، مثل البابونج وعشبة البتولا البيضاء، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها.