القائمة الرئيسية

الصفحات

داء المثقبيات الأفريقي

داء المثقبيات الأفريقي أو مرض النوم هو مرض طفيلي خطير ينتشر في 36 بلداً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. يسببه طفيلي من جنس المثقبيات، وينقله ذبابة التسي تسي، التي تلدغ البشر والحيوانات وتنقل العدوى. يمكن أن يؤدي المرض إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، مثل الارتباك، والخدر، والهذيان، والغيبوبة، والموت إذا لم يتم علاجه

هناك نوعان من داء المثقبيات الأفريقي: المثقبية البروسية الغامبية، والمثقبية البروسية الروديسية. الأولى تسبب أكثر من 95% من حالات مرض النوم، وتسبب عدوى مزمنة قد تستمر لأشهر أو سنوات قبل ظهور الأعراض. الثانية تسبب عدوى حادة تتطور بسرعة وتظهر الأعراض بعد بضعة أسابيع أو أشهر من الإصابة

لتشخيص المرض، يجب إجراء فحص مخبري للدم أو سائل العقدة اللمفاوية لإيجاد الطفيلي. كما يجب إجراء فحص لسائل النخاع لتحديد ما إذا كان المرض قد انتقل إلى المرحلة الثانية التي تطال الجهاز العصبي

العلاج يعتمد على نوع المثقبية ومرحلة المرض. يستخدم دواء إيفلورنيتين لعلاج المثقبية البروسية الغامبية في المرحلة الثانية، بالإضافة إلى نيفورتيموكس في بعض الحالات. يستخدم دواء سورامين لعلاج المثقبية البروسية الغامبية في المرحلة الأولى، ودواء بنتاميدين لعلاج المثقبية البروسية الروديسية في المرحلة الأولى. يستخدم دواء ميلارسوبرول لعلاج كلا النوعين في المرحلة الثانية

الوقاية من مرض النوم تشمل تجنب التعرض لذبابة التسي تسي، وارتداء ملابس فاتحة وطويلة، واستخدام مُبَيِّدات حشرية على الملابس أو على سطح الجلد. كما تشمل مكافحة انتشار ذبابة التسي تسي بإزالة مصادر التكاثر أو استخدام فخاخ أو رش مُبَيِّدات حشرية

العدوى ودورة داء المثقبيات الأفريقي

دورة داء المثقبيات الأفريقي هي عملية تنقل العدوى بين الذبابة التسي تسي والبشر والحيوانات. تتم هذه العملية بالخطوات التالية:

  • عندما تلدغ ذبابة التسي تسي شخصاً أو حيواناً مصاباً بالمثقبية، تستنشق الطفيلي مع الدم إلى جوفها.
  • في جوف الذبابة، يتحول الطفيلي إلى شكل متحرك يسمى الإبيماستيغوت، وينتقل إلى الغدد اللعابية.
  • عندما تلدغ الذبابة شخصاً أو حيواناً آخر، تفرز الغدد اللعابية الطفيلي مع اللعاب إلى جرح اللدغة.
  • في جسم المضيف، يتحول الطفيلي إلى شكل آخر يسمى التريبوماستيغوت، وينتشر في الدم والأنسجة والأجهزة.
  • في المرحلة المتأخرة من المرض، يتجاوز الطفيلي حاجز الدم والدماغ، ويصل إلى الجهاز العصبي المركزي، مسبباً أعراض عصبية خطيرة.

تشخيص داء المثقبيات الأفريقي

تشخيص داء المثقبيات الأفريقي هو عملية مهمة لتحديد نوع الطفيلي المسبب للمرض ومرحلة التطور التي وصل إليها. يتم التشخيص عن طريق إجراء فحوصات مخبرية لعينات من الدم أو العقد اللمفاوية أو سائل النخاع

في الدم، يمكن رؤية الطفيلي في شكل التريبوماستيغوت، والذي يتحرك بسرعة ويتغير شكله باستمرار. يمكن استخدام تقنيات مختلفة لزيادة فرصة اكتشاف الطفيلي، مثل تركيز الدم بالطرد المركزي أو تحضير لطخات سميكة أو استخدام أجهزة كشف حساسة

في العقد اللمفاوية، يمكن رؤية الطفيلي في شكل الإبيماستيغوت، والذي يتحرك ببطء وله شكل ثابت. يتم سحب سائل العقدة بإبرة رفيعة وفحصه تحت المجهر. إذا كانت العقدة المستهدفة هي عقدة وينتربوتوم، وهي عقدة لمفاوية خلف الأذن، فإن هذا يشير إلى إصابة بالمثقبية البروسية الغامبية

في سائل النخاع، يمكن رؤية الطفيلي في شكل التريبوماستيغوت أو الإبيماستيغوت. يتم سحب سائل النخاع بإبرة من منطقة أسفل الظهر وفحصه تحت المجهر. هذا الفحص مهم لتحديد ما إذا كان المرض قد انتقل إلى المرحلة الثانية التي تطال الجهاز العصبي المركزي. كما يتم قياس عدد خلايا الدم البيضاء وبروتينات سائل النخاع لتأكيد التشخيص

علاج داء المثقبيات الأفريقي

علاج داء المثقبيات الأفريقي هو عملية مهمة لإنقاذ حياة المصابين بالمرض والحد من انتشار العدوى. يعتمد نوع العلاج على نوع الطفيلي ومرحلة المرض

في المرحلة الأولى، التي لا تطال الجهاز العصبي المركزي، يستخدم دواء سورامين لعلاج المثقبية البروسية الغامبية، ودواء بنتاميدين لعلاج المثقبية البروسية الروديسية. يُعطى هذان الدوائان عن طريق الحقن، ولهما آثار جانبية قليلة

في المرحلة الثانية، التي تطال الجهاز العصبي المركزي، يستخدم دواء إيفلورنيتين لعلاج المثقبية البروسية الغامبية، بالإضافة إلى نيفورتيموكس في بعض الحالات. يُعطى هذا الدواء عن طريق الحقن أربع مرات في اليوم لمدة 14 يوماً، وهو فعال في 99% من الحالات. ولكنه يتطلب كادراً مدرباً ومهارات مخبرية لإجراء فحص سائل النخاع

كما يستخدم دواء ميلارسوبرول لعلاج كلا النوعين في المرحلة الثانية. يُعطى هذا الدواء عن طريق الحقن مرتين في اليوم لمدة 10 أيام، وهو فعال في 95% من حالات المثقبية البروسية الغامبية، و90% من حالات المثقبية البروسية الروديسية. ولكنه يحتوي على مشتقات زئبقية سامة، وقد يسبب آثاراً جانبية خطيرة مثل التهابات فيروسية أو بكتيرية أو فطرية أو حساسية أو اضطرابات عصبية أو قلبية

في عام 2019، أضافت منظمة الصحة العالمية دواء جديد إلى قائمة الأدوية الأساسية لعلاج داء المثقبيات الأفريقي. هذا الدواء هو فيكسينيدازول، وهو علاج يُؤخذ عن طريق الفم لعلاج المثقبية البروسية الغامبية في كلتا المرحلتين. هذا الدواء أظهر فعالية عالية وأمان جيد في التجارب السريرية، وهو سهل التطبيق ولا يتطلب فحص سائل النخاع أو كادر مختص

الوقاية من داء المثقبيات الأفريقي

الوقاية من داء المثقبيات الأفريقي هي عملية مهمة للحد من خطر الإصابة بالمرض وانتشار العدوى. تشمل طرق الوقاية ما يلي:

  • تجنب التعرض لذبابة التسي تسي، والتي تنتشر في المناطق الريفية والغابية والنهرية في أفريقيا جنوب الصحراء. يمكن اتخاذ بعض الإجراءات للحماية من لدغات الذبابة، مثل ارتداء ملابس فاتحة وطويلة، واستخدام مُبَيِّدات حشرية على الملابس أو على سطح الجلد، وتجنب السفر في أوقات نشاط الذبابة، وهي الصباح والمساء.
  • مكافحة انتشار ذبابة التسي تسي، والتي تعتمد على مصادر التكاثر المائية أو النباتية. يمكن اتخاذ بعض الإجراءات للقضاء على هذه المصادر، مثل إزالة النباتات المائية أو الأعشاب الضارة، أو استخدام فخاخ أو رش مُبَيِّدات حشرية. كما يمكن استخدام طرق بيولوجية للسيطرة على الذبابة، مثل إطلاق ذكور معقمة أو استخدام أعداء طبيعيين.
  • فحص السكان المعرضين للخطر باختبارات الدم بحثاً عن المثقبية. هذه الخطوة تساعد على اكتشاف المصابين في وقت مبكر قبل ظهور الأعراض، وتقديم العلاج المناسب لهم. كما تساعد على منع انتقال العدوى إلى ذبابة التسي تسي أو إلى أشخاص آخرين.
  • تحسين وضع الصحة العامة والخدمات الصحية في المناطق الموبوءة. هذه الخطوة تساهم في رفع مستوى الوعي والتثقيف بشأن المرض وطرق الوقاية والعلاج. كما تساهم في تحسين قدرات التشخيص والمعالجة والمتابعة للحالات المصابة.

تعليقات