القائمة الرئيسية

الصفحات

هل تحليل الدم الشامل يكشف الإيدز؟

تحليل الدم الشامل هو اختبار يقيس عدد ونوع خلايا الدم في جسم الإنسان. يمكن لهذا الاختبار أن يكشف عن حالات مرضية مختلفة مثل فقر الدم والعدوى وابيضاض الدم. لكن هل يمكن لهذا الاختبار أن يكشف عن الإيدز؟

الإيدز هو مرض ناتج عن فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، والذي يهاجم خلايا المناعة في الجسم ويضعفها. للكشف عن هذا المرض، يجب فحص وجود الفيروس نفسه أو الأجسام المضادة التي تنتجها الجسم لمحاربته.

تحليل الدم الشامل لا يستطيع رصد الفيروس أو الأجسام المضادة بشكل مباشر، لذلك لا يعتبر اختبارًا نهائيًا لتشخيص الإيدز. لكن هذا لا يعني أنه لا يمكنه إظهار أي دلائل على وجود المرض. فقد يوضح تحليل صورة الدم الشاملة انخفاضًا في تعداد كريات الدم الحمراء أو كريات الدم البيضاء أو الصفائح الدموية، وهذا قد يشير إلى حالة من نقص المناعة.

يمكن أن نقول بأن تحليل الدم الشامل قد يساعد في اكتشاف بعض المؤشرات على وجود مرض الإيدز، لكنه لا يستطيع تأكيده بشكل قطعي. لذلك، يجب إجراء اختبارات أخرى متخصصة لفحص وجود فيروس نقص المناعة البشرية أو استجابة المناعة له.

ما فحوصات الدم التي تكشف الإيدز؟

فحوصات الدم التي تكشف الإيدز هي تلك التي تبحث عن وجود فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) أو الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم رداً على الإصابة به. هناك عدة أنواع من هذه الفحوصات، وهي:

  • اختبار الطرق المناعية الإنزيمية (Enzyme linked immunosorbent assay - ELISA)، حيث يتم إجراء هذا الاختبار عادةً باستخدام عينات من الدم، ولكن أيضًا يمكن إجراؤه على عينة من اللعاب. يهدف هذا الاختبار إلى كشف وجود الأجسام المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية في العينة. إذا كانت النتيجة إيجابية، فهذا يعني أن الشخص مصاب بالفيروس.
  • اختبار المستضد/الأجسام المضادة (Antigen/antibody test)، حيث يتم إجراء هذا الاختبار باستخدام عينات من الدم تُسحب من الوريد. يهدف هذا الاختبار إلى كشف وجود بروتينات موجودة على سطح فيروس نقص المناعة البشرية (المستضدات)، بالإضافة إلى الأجسام المضادة لها. هذا الاختبار يمكن أن يكشف عن الإصابة في مرحلة مبكرة، حيث يمكن إجراؤه بعد 18 - 45 يومًا من التعرض للفيروس.
  • اختبار حمل فيروس نقص المناعة (Viral load test)، حيث يتم إجراء هذا الاختبار باستخدام عينات من الدم تُسحب من الوريد. يهدف هذا الاختبار إلى قياس كمية فيروس نقص المناعة في ميليلتر واحد من الدم. هذا الاختبار يستخدم لتقدير مدى تقدم المرض وفعالية العلاج.
  • اختبار التأكيد (Confirmatory test)، حيث يتم إجراء هذا الاختبار للتأكد من صحة نتائج اختبارات أولية إيجابية. أحد أشهر أنواع اختبارات التأكيد هو اختبار لطخة غربية (Western blot test)، حيث يستخدم للكشف عن وجود بروتينات محددة لفيروس نقص المناعة في عينات من الدم.

اختبارات المستضد / الأجسام المضادة

اختبارات المستضد / الأجسام المضادة هي نوع من الفحوصات التي تستخدم للكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، والذي يسبب مرض الإيدز. هذه الفحوصات تعتمد على اكتشاف مواد موجودة في الفيروس أو في جهاز المناعة للشخص المفحوص.

المستضد هو بروتين موجود على سطح فيروس نقص المناعة البشرية، ويسمى بـ p24. هذا البروتين يظهر في الدم قبل ظهور الأجسام المضادة، ويمكن أن يكشف عن الإصابة بالفيروس في مرحلة مبكرة، بعد 18 - 45 يومًا من التعرض للفيروس. اختبار المستضد يتطلب عينة من الدم تُسحب من الوريد، ويُجرى في مختبر طبي.

الأجسام المضادة هي بروتينات تنتجها خلايا المناعة لمحاربة الفيروسات والبكتيريا. هذه البروتينات تستطيع التعرف على المستضدات والارتباط بها وتحييدها. اختبار الأجسام المضادة يهدف إلى كشف وجود هذه البروتينات في الدم، والتي تشير إلى إصابة سابقة أو حالية بفيروس نقص المناعة البشرية. اختبار الأجسام المضادة يمكن إجراؤه باستخدام عينة من الدم أو اللعاب، ويُجرى في مختبر طبي أو باستخدام أجهزة اختبار منزلية.

اختبارات المستضد / الأجسام المضادة تجمع بين اختبار المستضد واختبار الأجسام المضادة في اختبار واحد، لزيادة دقة وسرعة التشخيص. هذه الفحوصات تستطيع كشف وجود بروتينات فيروس نقص المناعة (المستضدات) والأجسام المضادة لها في نفس العينة من الدم. اختبارات المستضد / الأجسام المضادة تُجرى في مختبر طبي، وهي أكثر حساسية من اختبارات المستضد أو الأجسام المضادة بشكل منفصل.

اختبارات الأجسام المضادة

اختبارات الأجسام المضادة هي نوع من الفحوصات التي تستخدم للكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، والذي يسبب مرض الإيدز. هذه الفحوصات تعتمد على اكتشاف بروتينات تنتجها خلايا المناعة لمحاربة الفيروسات والبكتيريا.

الأجسام المضادة هي بروتينات تستطيع التعرف على بروتينات موجودة على سطح فيروس نقص المناعة (المستضدات) والارتباط بها وتحييدها. اختبار الأجسام المضادة يهدف إلى كشف وجود هذه البروتينات في الدم، والتي تشير إلى إصابة سابقة أو حالية بفيروس نقص المناعة البشرية.

اختبار الأجسام المضادة يمكن إجراؤه باستخدام عينة من الدم أو اللعاب، ويُجرى في مختبر طبي أو باستخدام أجهزة اختبار منزلية. هذه الأجهزة تعطي نتائج سريعة، لكنها قد تكون غير دقيقة في بعض الحالات، لذلك يجب التأكد من صحتها باستخدام اختبار آخر في مختبر.

من المهم ملاحظة أن اختبار الأجسام المضادة لا يستطيع كشف عن الإصابة بالفيروس في فترة نافذة (window period)، وهي فترة تمتد من 3 إلى 12 أسبوعًا بعد التعرض للفيروس، حيث لم تظهر بعد الأجسام المضادة في الدم. لذلك، يجب إعادة اختبار الأجسام المضادة بعد 3 أشهر من التعرض للفيروس للحصول على نتائج مؤكدة.

اختبارات الحمض النووي (NAT)

اختبارات الحمض النووي (NAT) هي نوع من الفحوصات التي تستخدم للكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، والذي يسبب مرض الإيدز. هذه الفحوصات تعتمد على اكتشاف المادة الوراثية للفيروس (DNA أو RNA) في الدم.

اختبارات الحمض النووي (NAT) تُعرف أيضاً باسم تحليل RNA، وتقوم بالبحث عن الفيروس نفسه، وليس عن الأجسام المضادة أو المستضدات التي ينتجها جهاز المناعة. هذا يعني أن هذه الاختبارات يمكن أن تكشف عن الإصابة بالفيروس في مرحلة مبكرة جداً، بعد مرور 10 أيام إلى 3 أسابيع من التعرض للفيروس.

اختبارات الحمض النووي (NAT) تتطلب سحب عينة دم من الوريد، وتُجرى في مختبر طبي. هذه الاختبارات تُعتبر دقيقة جداً، لكنها باهظة التكلفة وغير متوفرة بشكل واسع. لذلك، لا تُستخدم هذه الاختبارات كطريقة رئيسية لتشخيص HIV، بل كطريقة إضافية لتأكيد نتائج اختبارات أولية إيجابية، أو لحالات خاصة مثل التبرع بالدم أو الأشخاص المعرضين لخطر عالٍ.

من يجب عليهم إجراء اختبارات الكشف عنا الإيدز؟ ومتى؟

الإيدز هو مرض خطير ينتج عن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، والذي يهاجم خلايا المناعة في الجسم ويضعفها. هذا يجعل المصاب أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض الأخرى. لذلك، من المهم جداً إجراء اختبارات الكشف عن الإيدز لحماية نفسك والآخرين من هذا المرض.

إجراء اختبارات الكشف عن الإيدز يوصى به لأي شخص قد يكون معرضاً لخطر الإصابة بالفيروس، مثل:

  • من يمارسون الجنس دون استخدام وسائل منع الحمل أو وسائل حماية أخرى.
  • من يشاركون في استخدام الحقن أو المستلزمات الطبية مع أشخاص آخرين.
  • من يتبرعون بالدم أو يتلقون نقل دم.
  • من يعانون من أمراض جنسية أخرى.
  • من يخططون للحمل أو يحملون حالياً.
  • من يعانون من أعراض غير مفسرة تشير إلى نقص في المناعة.

أما بالنسبة إلى متى يجب إجراء اختبارات الكشف عن الإيدز، فهذا يعتمد على نوع الاختبار وزمن ظهور الفيروس أو استجابة المناعة له في الدم. بشكل عام، يجب إجراء اختبارات الكشف عن الإيدز في الحالات التالية:

  • بعد التعرض لأي موقف قد يزيد من خطر الإصابة بالفيروس، مثل ممارسة الجنس غير المحمي أو استخدام حقن مشتركة.
  • بعد مرور فترة نافذة (window period)، وهي فترة تمتد من 3 إلى 12 أسبوعًا بعد التعرض للفيروس، حيث لم تظهر بعد الأجسام المضادة في الدم. لذلك، يجب إعادة اختبار الأجسام المضادة بعد 3 أشهر من التعرض للفيروس للحصول على نتائج مؤكدة.
  • قبل بدء أو تغيير أي علاج ضد فيروس نقص المناعة، حيث يجب قياس كمية الفيروس في الدم (viral load) وحالة خلايا المناعة (CD4 count) لتقدير مدى تقدم المرض وفعالية العلاج.

تعليقات