السعال الديكي
السعال الديكي هو مرض شديد العدوى يصيب الجهاز التنفسي ويتسبب في نوبات حادة من السعال المصحوب بصوت شهيق عالي النبرة. ينتقل المرض عن طريق الرذاذ الحامل للجراثيم الذي ينتشر في الهواء عندما يسعل أو يعطس المصاب
أسباب السعال الديكي هي بكتيريا تُسمى بورديتيلية السعال الديكي (Bordetella pertussis) التي تلتصق بالخلايا المبطنة للمجاري التنفسية وتفرز سموماً تؤثر على حركة الشعيرات المخاطية (cilia) التي تساعد على تنظيف الهواء من المخاط والجراثيم. هذا يؤدي إلى تراكم المخاط والالتهاب في المجاري التنفسية وتحفيز رد فعل سعال قوي لإخراجه
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالسعال الديكي هم الأطفال دون سن خمس سنوات، خاصة الرضع دون سن ستة أشهر، وذلك لأن جهاز المناعة لديهم لم يكتمل بعد ولأنهم لم يحصلوا على التطعيمات اللازمة للوقاية من المرض. كما أن المراهقين والبالغين ممن ضعفت مناعتهم أو انتهى مفعول التحصين الذي تلقوه في مرحلة الطفولة قد يصابون بالسعال الديكي، ولكن بشكل أقل شدة
أفضل طريقة للحد من خطر الإصابة بالسعال الديكي هي أخذ اللقاحات المخصصة له، والتي تحتوي على مستضدات مُقتَطَعَة (acellular) من بكتيريا بورديتيلية السعال الديكي، وغالباً ما تُجَمَّع مع لقاحات أخرى ضد مرض التَِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّتانُس (tetanus) والدَّفْتَيرْيَا (diphtheria). يُوصى بأخذ خمس جرعات من هذه اللقاحات في عمر شهور 2، 4، 6، 15-18، و4-6 سنوات. كما يُوصى بأخذ جرعة مُعزَزَة (booster) في عمر 11-12 سنة، وأخرى كل 10 سنوات للبالغين.
أعراض السعال الديكي
أعراض السعال الديكي هي مجموعة من العلامات والإشارات التي تدل على وجود التهاب في الجهاز التنفسي بسبب بكتيريا بورديتيلية السعال الديكي. هذه الأعراض تختلف باختلاف مراحل المرض وشدته وفئة العمر للمصاب. عموما، تتطور أعراض السعال الديكي على ثلاث مراحل رئيسية هي:
- المرحلة الأولى أو المرحلة القطرية: تبدأ هذه المرحلة بعد فترة حضانة تتراوح بين 7 إلى 10 أيام من التعرض للبكتيريا. في هذه المرحلة، تظهر أعراض تشبه نزلات البرد، مثل سيلان أو انسداد الأنف، عطس، حمى خفيفة، وسعال جاف. هذه المرحلة تستمر لمدة أسبوع إلى أسبوعين، وقد يكون المصاب معدياً جداً في هذه الفترة
- المرحلة الثانية أو المرحلة الانتقالية: تبدأ هذه المرحلة بعد انتهاء المرحلة الأولى، وتستمر لمدة 2 إلى 6 أسابيع. في هذه المرحلة، يزداد شدة السعال ويصبح مصحوباً بصوت شهيق عالي النبرة يشبه صوت “صياح الديك”. قد يثير السعال القيء أو يؤدي إلى احمرار أو ازرقاق الوجه. كما قد يؤثر السعال على التنفس ويسبب صعوبة في التغذية أو النوم. هذه المرحلة هي الأخطر على صحة المصاب، خاصة الأطفال والرضع
- المرحلة الثالثة أو المرحلة التعافية: تبدأ هذه المرحلة بعد انتهاء المرحلة الثانية، وتستمر لمدة أسابيع إلى شهور. في هذه المرحلة، يتحسن حال المصاب تدريجياً ويقل حدة وتكرار نوبات السعال. قد يستمر السعال لفترات طويلة بعد شفاء المصاب من العدوى، خاصة عند التعرض لمؤثرات خارجية مثل التغيرات المناخية أو التهابات أخرى
إذا كنت تشك في إصابتك أو إصابة طفلك بالسعال الديكي، فإنني أنصحك بزيارة طبيبك فوراً لإجراء التشخيص والفحوصات اللازمة والحصول على العلاج المناسب. كما أنصحك بأخذ لقاحات الوقاية من هذا المرض إذا كان ذلك ممكنا.
مضاعفات السعال الديكي
مضاعفات السعال الديكي هي الآثار السلبية التي قد تحدث نتيجة الإصابة بالعدوى البكتيرية المسببة للمرض. قد تختلف شدة ونوع المضاعفات باختلاف عمر وحالة المصاب. بشكل عام، تشمل المضاعفات المحتملة ما يلي:
- كدمات أو تشققات في الضلوع بسبب السعال الشديد والمتكرر.
- فتوق بطنية أو نزيف في المعدة أو المريء بسبب القيء المصاحب للسعال.
- تمزق في الأوعية الدموية في جلد العينين أو بياضهما مما يؤدي إلى ظهور نقط دموية حمراء.
- التهاب في الأذنين أو الجيوب الأنفية أو الرئتين بسبب انتشار العدوى إلى هذه الأجزاء من الجهاز التنفسي.
- اختلاجات أو تشنجات عصبية بسبب نقص الأكسجين في المخ أثناء نوبات السعال.
- تلف في المخ أو ضمور فيه بسبب التأثير المستمر للسموم التي تفرزها البكتيريا على خلايا المخ.
الرضع والأطفال دون سن خمس سنوات هم الأكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات الخطيرة والحياتية، وقد تشمل هذه المضاعفات ما يلي:
- التهاب رئوي حاد يؤدي إلى صعوبة في التنفس وارتفاع في درجة حرارة الجسم وزرقة في شفاه وأظافر المصاب.
- توقف التنفس أو انخفاض مستوى التنفس لفترات قصيرة أثناء نوبات السعال مما يزيد من خطر حدوث اختلاجات أو تلف في المخ.
- فشل كلوي أو قلبي نتيجة فقدان كبير للسوائل والأملاح من خلال القيء والتعرق.
- انخفاض حاد في مستوى كرات الدم البيضاء (leukocytosis) مما يضعف من جهاز المناعة ويزيد من خطر حدوث عدوى ثانوية.
إذا كان لديك أي شك في إصابتك أو إصابة طفلك بالسعال الديكي، فأنصحك بزيارة طبيبك فوراً لإجراء التشخيص والعلاج المناسب. كما أنصحك بأخذ لقاحات الوقاية من هذا المرض إذا كان ذلك ممكنا.
تشخيص السعال الديكي
تشخيص السعال الديكي هو عملية تحديد وجود العدوى البكتيرية المسببة للمرض بناءً على الأعراض والفحوصات المخبرية. يمكن أن يكون تشخيص السعال الديكي صعباً في المراحل الأولى من المرض لأن الأعراض تشبه تلك التي تصاحب نزلات البرد أو الإنفلونزا أو النزلة الشعبية. لذلك، من المهم مراجعة الطبيب في أقرب وقت ممكن إذا كان هناك شك في الإصابة بالسعال الديكي أو التعرض لشخص مصاب به
لتأكيد التشخيص، قد يطلب الطبيب إجراء بعض الاختبارات الطبية، والتي قد تتضمن ما يلي:
- مزرعة واختبار الفم والحلق: يقوم الطبيب بأخذ عينة من المنطقة التي تلتقي فيها الأنف بالحلق (البلعوم الأنفي) عن طريق المسح أو الشفط، ثم يتم فحصها في المختبر للكشف عن وجود بكتيريا بورديتيللا بيرتوسيس (Bordetella pertussis)، وهي المسؤولة عن السعال الديكي. هذا هو أكثر اختبار دقة وحساسية لتشخيص المرض، خاصة في المرحلة الأولى منه
- اختبارات الدم: يتم سحب عينة دم من أحد الأوردة في ذراع المريض وإرسالها إلى المختبر لفحص تعداد خلايا الدم، وخاصة خلايا الدم البيضاء التي تزداد عدداً عند حدوث عدوى. كما يمكن فحص مستوى مضادات بورديتيللا بيرتوسيس في دم المريض، والتي تظهر في مراحل متأخرة من المرض. هذه الاختبارات ليست خاصة بالسعال الديكي، ولكنها قد تساعد في دعم التشخيص.
- أشعة سينية على الصدر: يتم إجراء هذه الفحص للكشف عن وجود أي التهابات أو سوائل في الرئة، والتي قد تحدث كمضاعفات للسعال الديكي أو عدوى أخرى في الجهاز التنفسي. هذه الفحص لا يستطيع تشخيص السعال الديكي بشكل مباشر، ولكنه قد يساعد في تقييم حالة المريض والحاجة إلى علاج إضافي.
إذا كان التشخيص إيجابيًا، فإن المرضى يحتاجون إلى تلقي علاج بالمضادات الحيوية لقتل البكتيريا ومنع انتشارها. كما يحتاجون إلى اتباع بعض التدابير الوقائية للحد من خطر الإصابة بالمضاعفات أو نقل العدوى إلى الآخرين. ومن هذه التدابير: الراحة الكافية، شرب السوائل، تنظيف الهواء، تغطية الفم عند السعال، والابتعاد عن المهيجات
أما أفضل طريقة للوقاية من السعال الديكي، فهي الحصول على التطعيمات المخصصة له، والتي تحتوي على مستضدات مُقتَطَعَة من بكتيريا بورديتيللا بيرتوسيس، وغالباً ما تُجَمَّع مع تطعيمات أخرى ضد مرض التَِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّتانُس والدَّفْتَيرْيَا. يُوصى بأخذ خمس جرعات من هذه التطعيمات في عمر شهور 2، 4، 6، 15-18، و4-6 سنوات. كما يُوصى بأخذ جرعة مُعزَزَة في عمر 11-12 سنة، وأخرى كل 10 سنوات للبالغين.
إذا كان لديك أي استفسارات أخرى حول السعال الديكي أو تشخيصه أو علاجه أو وقايته، فلا تتردد في طرحها. سأكون سعيدًا بالإجابة عليها.
علاج السعال الديكي
علاج السعال الديكي هو عملية استخدام المضادات الحيوية والرعاية الطبية للقضاء على البكتيريا المسببة للمرض وتخفيف الأعراض والمضاعفات. يعتمد نوع وجرعة المضاد الحيوي على عمر وحالة المريض ومدة الإصابة. كما يعتمد نوع ومكان الرعاية الطبية على شدة المرض وخطورة الأعراض. يمكن بيان طرق علاج السعال الديكي على النحو التالي:
- المضادات الحيوية: تستخدم لقتل البكتيريا بورديتيللا بيرتوسيس (Bordetella pertussis) التي تسبب السعال الديكي. يجب أن يبدأ العلاج في أقرب وقت ممكن من ظهور الأعراض للحد من شدة ومدة المرض وانتشاره إلى الآخرين. أهم المضادات الحيوية التي تستخدم لهذا الغرض هي الماكروليدات (Macrolides)، مثل الأزيثروميسين (Azithromycin)، والإريثروميسين (Erythromycin)، والكلاريثروميسين (Clarithromycin)، التي تؤخذ عن طريق الفم لمدة 5 إلى 14 يومًا. في بعض الحالات، قد يستخدم ترايمثوبريم-سلفاميثوكسازول (Trimethoprim-Sulfamethoxazole) كبديل عن الماكروليدات في حالة وجود حساسية أو مقاومة أو موانع استخدام
- الرعاية الطبية: تستخدم لتقديم الدعم والإغاثة للمصاب بالسعال الديكي. قد تشمل هذه الرعاية ما يلي:
- إجراءات التنفس: قد يحتاج بعض المصابين إلى مساعدة في التنفس، خاصة في حالة حدوث اختلاجات أو توقف التنفس أو انخفاض مستوى الأكسجين في الدم. هذه المساعدة قد تتضمن استخدام جهاز لإزالة المخاط من المجاري التنفسية، أو استخدام قناع أو أنبوب لإدخال هواء نظيف إلى الرئتين، أو استخدام جهاز لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الجسم
- إجراءات التغذية: قد يحتاج بعض المصابين إلى مساعدة في التغذية، خاصة في حالة حدوث قئ متكرر أو صعوبة في احتفاظ بالطعام أو فقدان شهية. هذه المساعدة قد تتضمن استخدام قطارة أو محقنة لإطعام المصاب بشكل مستمر، أو استخدام أنبوب لإطعام المصاب عبر المعدة أو الأمعاء، أو استخدام سوائل وريدية لتعويض الجسم عن السوائل والأملاح المفقودة
- إجراءات الوقاية: تستخدم لمنع حدوث مضاعفات أو عدوى ثانوية نتيجة السعال الديكي. قد تشمل هذه الإجراءات استخدام مضادات حيوية وقائية للأشخاص المخالطين للمصاب، أو استخدام أدوية لتخفيف الحمى أو الالتهاب أو الألم، أو استخدام لقاحات للحماية من أمراض أخرى مثل التهاب السحايا أو التهاب الكبد
إذا كنت تشك في إصابتك أو إصابة طفلك بالسعال الديكي، فإنني أنصحك بزيارة طبيبك فوراً لإجراء التشخيص والعلاج المناسب. كما أنصحك بأخذ لقاحات الوقاية من هذا المرض إذا كان ذلك ممكنا.
الأدوية
الأدوية هي المعالجات الرئيسية للسعال الديكي، حيث تعمل على قتل البكتيريا المسببة للعدوى وتقليل شدة ومدة الأعراض. ومن أهم الأدوية التي تستخدم لهذا الغرض هي الماكروليدات (Macrolides)، وهي مجموعة من المضادات الحيوية التي تثبط نمو وتكاثر البكتيريا بورديتيللا بيرتوسيس (Bordetella pertussis)، والتي تحتوي على مستضدات مُقتَطَعَة (acellular) منها. ومن أمثلة الماكروليدات التي تستخدم لعلاج السعال الديكي هي:
- أزيثرومايسين (Azithromycin): يُعطى عن طريق الفم لمدة 5 أيام، وهو يُفضّل للرضع دون سن شهر، حيث يقلل من خطر حدوث انسداد في المجرى الخارج من المعدة (pyloric stenosis)، وهو مضاعفة نادرة تحدث عند استخدام بعض المضادات الحيوية
- كلاريثرومايسين (Clarithromycin): يُعطى عن طريق الفم لمدة 7 أيام، وهو يُستخدَم للأطفال فوق سن شهر والبالغين
- إريثرومايسين (Erythromycin): يُعطى عن طريق الفم لمدة 14 يومًا، وهو يُستخدَم للأطفال فوق سن شهر والبالغين
في بعض الحالات، قد يُستخدَم مضاد حيوي آخر يُسمى ترايمثوبريم-سلفاميثوكسازول (Trimethoprim-Sulfamethoxazole) كبديل عن الماكروليدات في حالة وجود حساسية أو مقاومة أو موانع استخدام. هذا المضاد يُعطى عن طريق الفم لمدة 14 يومًا، وهو يُستخدَم للأطفال فوق سن شهر والبالغين
العلاجات المنزلية
العلاجات المنزلية هي بعض الإجراءات والوسائل البسيطة التي يمكن اتباعها في المنزل لتخفيف الأعراض وتسريع الشفاء من السعال الديكي. هذه العلاجات لا تغني عن العلاج الطبي الموصوف من قبل الطبيب، ولكنها تكمله وتدعمه. ومن أهم العلاجات المنزلية للسعال الديكي ما يلي:
- شرب الكثير من السوائل: يساعد شرب الماء والعصائر والحساء والشاي على ترطيب الحلق وتخفيف التهاب المجاري التنفسية وتنظيفها من المخاط. كما يساعد على منع الجفاف والتعويض عن فقدان السوائل بسبب الحمى أو القئ. يجب مراقبة علامات الجفاف عند الأطفال، مثل جفاف الشفتين أو البكاء بلا دموع أو قلة تكرار التبول.
- تناول وجبات خفيفة: يجب تجنب تناول وجبات كبيرة أو دسمة أو حارة، حيث قد تزيد من حدة السعال أو تثير القئ. بدلاً من ذلك، يجب تناول وجبات صغيرة ومتكررة ذات قيمة غذائية عالية، مثل الحليب والزبادي والجبن والخضروات والفواكه. كما يجب مراعاة التغذية المناسبة للأطفال، خاصة الرضع، حيث قد يحتاجون إلى إطعام خاص أو سوائل وريدية.
- استخدام مرطبات الهواء: يساعد استخدام مرطبات الهواء أو الماء المغلي على رطوبة الهواء في المنزل، مما يخفف من جفاف وتهيج المجاري التنفسية. كما يساعد على تخفيض درجة حرارة الغرفة، مما يزيد من راحة المصاب. يجب تنظيف مرطبات الهواء بانتظام لمنع نمو الجراثيم فيها.
- تجنب المهيجات: يجب تجنب التعرض لأي مادة قد تزيد من حدة السعال أو تؤثر على التنفس، مثل دخان التبغ أو الأتربة أو رائحة المنظفات أو بخار الماء. كما يجب ارتداء قناع أو غطاء على الأنف والفم عند خروج المصاب إلى خارج المنزل لحماية نفسه والآخرين من انتشار العدوى.
- استخدام بعض الأعشاب والتوابل: هناك بعض الأعشاب والتوابل التي لها خصائص مضادة للالتهاب ومقشعة ومطهرة، مما يساعد على علاج السعال الديكي. ومن أمثلة هذه الأعشاب والتوابل: الزنجبيل، والثوم، والكركم، والعسل، والليمون، والبصل، والحلبة. يمكن استخدامها على شكل مشروبات أو مضغها أو استنشاقها. يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي من هذه الأعشاب أو التوابل، خاصة في حالة وجود حساسية أو موانع طبية.
تعليقات
إرسال تعليق