مرض السارس
مرض السارس هو اختصار لمتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد الوخيم، وهو عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي وتسبب إلتهاباً في الرئتين وضيق في التنفس. ظهر هذا المرض لأول مرة في الصين عام 2002، وانتشر بسرعة في أكثر من 30 دولة، قبل أن يتم احتواؤه في عام 2004. لم تظهر حالات جديدة منذ ذلك الحين.
يعتقد أن مسبب مرض السارس هو فيروس تاجي (كورونا) جديد، نشأ من تطور فيروس حيواني وانتقل إلى البشر. ينتقل هذا الفيروس عن طريق رذاذ الجهاز التنفسي المحمول بالهواء، أو عن طريق الملامسة المباشرة مع شخص مصاب أو سطح ملوث.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالسارس هم أولئك الذين يعتنون بمصابين به، أو يعملون في مجال الرعاية الصحية. كما أن المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو ضعف في المناعة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة، مثل فشل الجهاز التنفسي أو القلبي أو الكبدي.
الأعراض المبكرة للسارس تشبه أعراض الإنفلونزا، مثل الحمى والقشعريرة وآلام العضلات والصداع. بعد حوالي أسبوع، تظهر أعراض أخرى، مثل سعال جاف وضيق في التنفس وأحياناً إسهال. قد تحتاج بعض الحالات إلى استخدام جهاز تنفس صناعي لمساعدتهم على التنفس.
لا يوجد علاج محدد للسارس، ولكن يمكن استخدام بعض الأدوية لتخفيف الأعراض والحد من خطر المضاعفات. كما يجب عزل المصابين به من باقي الأشخاص لمنع انتشار العدوى. يعمل الباحثون على تطوير لقاحات للوقاية من هذا المرض، ولكن لم يتم اختبارها على البشر بعد.
الطريقة الأفضل للحد من خطر الإصابة بالسارس هي اتباع إجراءات الوقاية والسلامة، مثل غسل اليدين بانتظام وتجنب المخالطة المباشرة مع المصابين به. كما ينصح بارتداء كمامة وقفازات عند التعامل مع المصابين أو السوائل الجسدية الخاصة بهم. إذا كنت تعاني من أعراض تنفسية أو حمى بعد السفر إلى منطقة موبوءة بالسارس، فعليك استشارة الطبيب على الفور.
أعراض مرض السارس
أعراض مرض السارس هي مجموعة من العلامات والتغيرات التي تحدث في الجسم نتيجة الإصابة بفيروس السارس. تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر، ومن حالة لأخرى، ولكن بشكل عام تتضمن ما يلي:
- حمى عالية تزيد عن 38 درجة مئوية ، تستمر لأكثر من 24 ساعة.
- قشعريرة أو ارتعاش ، تنتج عن ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- آلام في العضلات أو المفاصل ، تنتج عن التهاب الأنسجة الناتج عن العدوى.
- صداع شديد أو متوسط ، ينتج عن ضغط الفيروس على الأعصاب أو التهاب الأغشية المحيطة بالدماغ.
- سعال جاف أو مزمن ، ينتج عن إلتهاب القصبات الهوائية أو الرئتين.
- ضيق في التنفس أو ضيق في الصدر ، ينتج عن تضيق المجاري التنفسية أو تراكم السوائل في الرئتين.
- إسهال أو قيء ، ينتج عن إلتهاب المعدة أو الأمعاء.
هذه هي بعض من أعراض مرض السارس، ولكن قد تظهر أعراض أخرى غير مذكورة هنا. إذا كنت تشعر بأي من هذه الأعراض، خاصة إذا كان لديك تاريخ من السفر إلى منطقة موبوءة بالسارس، فعليك استشارة طبيبك فوراً.
أسباب مرض السارس
أسباب مرض السارس هي مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بفيروس السارس وتفعيله في الجسم. تشمل هذه العوامل ما يلي:
- الفيروس نفسه ، وهو فيروس تاجي (كورونا) جديد ، يطلق عليه اسم SARS-CoV ، وهو ينتمي إلى عائلة من الفيروسات التي تسبب أمراض تنفسية مختلفة ، مثل نزلات البرد والتهاب الشعب الهوائية والتهاب الرئة. يعتقد أن هذا الفيروس نشأ من تطور فيروس حيواني وانتقل إلى البشر.
- المصدر الحيواني للفيروس ، وهو لا يزال غير مؤكد ، لكن بعض الدراسات تشير إلى أن الخفافيش قد تكون المضيف الأصلي للفيروس ، وأن حيوانات أخرى مثل الحيوانات المدارية أو المنغول قد تكون المصدر المباشر لانتقال الفيروس إلى البشر.
- الانتقال البشري للفيروس ، وهو يحدث عن طريق الاتصال المباشر مع شخص مصاب بالسارس أو الاتصال غير المباشر مع سطح ملوث بإفرازاته. كما يمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق الهواء عندما يعطس أو يسعل المصاب. يظهر المرض عادة بعد فترة حضانة تتراوح بين 2 إلى 10 أيام.
- العوامل المؤهبة للإصابة بالسارس ، وهي تشمل التاريخ الصحي للشخص ، مثل وجود أمراض مزمنة أو ضعف في المناعة ، والتاريخ السفري للشخص ، مثل زيارة منطقة موبوءة بالسارس ، والتعرض المهني للشخص ، مثل العمل في مجال الرعاية الصحية أو التعامل مع حيوانات حية.
تشخيص مرض السارس
تشخيص مرض السارس هو عملية تحديد وجود العدوى بفيروس السارس عن طريق إجراء مجموعة من الاختبارات المخبرية والإشعاعية. يعتمد التشخيص على النتائج التالية:
- فحص الدم: يمكن أن يكشف عن انخفاض في عدد كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية، وانخفاض في مستويات الصوديوم والبوتاسيوم في الدم.
- أشعة الصدر: يمكن أن تظهر تغيرات غير متجانسة في الرئتين، مثل التهابات متفرقة أو تراكم سوائل.
- اختبار الأجسام المضادة: يمكن أن يكشف عن وجود أجسام مضادة خاصة ضد فيروس السارس في دم المريض.
- اختبار RT-PCR: يمكن أن يكشف عن وجود المادة الوراثية لفيروس السارس في عينات من المخاط أو البلغم أو البراز. هذا الاختبار يكون إيجابيًا في العشرة أيام الأولى من ظهور الحمى.
علاج مرض السارس
علاج مرض السارس هو عملية محاولة السيطرة على العدوى بفيروس السارس وتخفيف الأعراض والمضاعفات المصاحبة لها. لا يوجد علاج محدد أو لقاح موثق لمرض السارس حتى الآن، ولكن البحث مستمر في هذا المجال. يتم علاج مرض السارس بالطرق التالية:
- العزلة الصحية: يتم نقل المصابين بالسارس إلى وحدات خاصة في المستشفيات، ويتم فصلهم عن باقي المرضى والزوار والعاملين في الرعاية الصحية، لمنع انتشار العدوى. كما يتم ارتداء كمامات وقفازات وأقنعة وأزياء واقية من قبل الأشخاص الذين يتعاملون مع المصابين.
- العلاجات الداعمة: تهدف هذه العلاجات إلى تحسين وظائف الجهاز التنفسي والقلبي والكبدي للمصابين، وتشمل إعطاء سوائل وأكسجين وأدوية لخفض الحرارة وتخفيف الآلام. قد يحتاج بعض المصابين إلى استخدام جهاز تنفس صناعي لمساعدتهم على التنفس.
- الأدوية المضادة للفيروسات: تستخدم بعض الأدوية التي تثبط نشاط فيروسات كورونا، مثل ريبافيرين أو ريمديسيفير، لمحاولة قتل فيروس السارس أو منع تكاثره. لكن فعالية هذه الأدوية غير مؤكدة بشكل كاف، وقد تكون لها آثار جانبية خطيرة.
- الأجسام المضادة أو البلازما المناعية: تستخدم هذه الطريقة لإعطاء المصاب بالسارس أجسام مضادة خاصة ضد فيروس السارس، تم إنتاجها من قبل شخص متعاف من المرض، أو من قبل حيوانات مُحَصَّنة. هذه الأجسام المضادة تستطيع التعرف على فيروس السارس والتصاق به وتحييده. هذه الطريقة قد تكون فعالة في بعض الحالات، لكنها تحتاج إلى مزيد من التجارب.
الوقاية من مرض السارس
الوقاية من مرض السارس هي عملية تجنب الإصابة بفيروس السارس أو منع انتشاره إلى الآخرين. تشمل طرق الوقاية ما يلي:
- التطعيم: يعمل الباحثون على تطوير عدة أنواع من اللقاحات للوقاية من السارس، ولكن لم يتم اختبار أي منها على البشر بعد. إذا ظهر لقاح فعال في المستقبل، فسيكون من المستحسن تلقيه لزيادة المناعة ضد الفيروس.
- النظافة الشخصية: يجب غسل الأيدي بالماء والصابون بانتظام أو استخدام مطهر يحتوي على كحول بنسبة 60 في المائة على الأقل. يجب تجنب لمس العينين أو الأنف أو الفم بالأيدي غير المغسولة. يجب استخدام منديل ورقي أو كوعك عند العطس أو السعال، والتخلص من المناديل المستخدمة بشكل صحيح.
- الابتعاد عن المصابين: يجب تجنب الاتصال المباشر أو غير المباشر مع أي شخص مصاب بالسارس أو يظهر أعراض تنفسية. يجب ارتداء كمامة وقفازات وأزياء واقية عند التعامل مع المصابين أو إفرازاتهم. يجب التبليغ عن حالات الإصابة المشتبه بها إلى السلطات الصحية.
- الحد من السفر: يجب تجنب السفر إلى المناطق الموبوءة بالسارس أو التي تشهد تفشيًا له. إذا كان السفر ضروريًا، فيجب اتباع إرشادات الصحة والأمان في المطارات والطائرات والفنادق. يجب التحقق من حالتك الصحية قبل وأثناء وبعد السفر، وإذا ظهرت أي أعراض، فيجب استشارة طبيب على الفور.
تعليقات
إرسال تعليق