الحمى المالطية
الحمى المالطية هي مرض معدٍ ينتقل من الحيوانات إلى البشر عن طريق تناول الحليب أو الألبان غير المبسترة أو التعرض لدم أو أفرازات الحيوانات المصابة. يسبب هذا المرض التهابًا في الجهاز العصبي والمفاصل والكبد والقلب والمسالك البولية. يمكن أن يستمر المرض لأسابيع أو شهور أو سنوات إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح
الحمى المالطية تتسبب بأعراض متنوعة تشمل الحمى والقشعريرة والصداع والتعب وفقدان الشهية والتعرق الليلي وآلام الظهر والبطن والمفاصل. قد تظهر هذه الأعراض بشكل متقطع أو مستمر. في بعض الحالات، قد تكون الأعراض خفيفة جدًا أو غير موجودة على الإطلاق، مما يجعل التشخيص صعبًا
لتشخيص الحمى المالطية، يجب إجراء فحوصات مخبرية للكشف عن وجود بكتيريا البروسيلا في الدم أو البول أو نخاع العظم أو سائل دماغي شوكي. كما يمكن إجراء اختبارات لقياس مستوى الأجسام المضادة للبروسيلا في مصل الدم
علاج الحمى المالطية يتطلب استخدام مضادات حيوية لفترات طويلة تتراوح بين 6 إلى 12 أسبوعًا. قد يتم استخدام خليط من عدة مضادات حيوية لزيادة فعالية العلاج ومنع حدوث مقاومة للبكتيريا. من المهم اتباع تعليمات الطبيب بشأن جرعة ومدة العلاج لضمان شفاء كامل وتجنب حدوث مضاعفات
للوقاية من الحمى المالطية، يجب تجنب تناول الحليب أو الألبان غير المبسترة أو التعامل مع الحيوانات المصابة دون اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الجروح والأغشية المخاطية من التلوث. كما يجب تطعيم الحيوانات ضد هذا المرض في المناطق التي يكثر فيها انتشاره
أعراض الحمى المالطية
أعراض الحمى المالطية هي مجموعة من العلامات والإحساسات التي تظهر عند الإصابة ببكتيريا البروسيلا. هذه الأعراض تختلف من شخص لآخر حسب نوع وشدة ومدة العدوى. بشكل عام، تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
- الحمى: هي ارتفاع درجة حرارة الجسم فوق المستوى الطبيعي (37 درجة مئوية)، وتكون عادة متقطعة أو متذبذبة، أي ترتفع وتنخفض بشكل دوري. قد تصل درجة الحمى إلى 40 درجة مئوية أو أكثر في بعض الحالات.
- القشعريرة: هي انقباضات عضلية سريعة وغير إرادية في الجسم تسبب شعورًا بالبرودة والرجفان. تحدث القشعريرة عندما يحاول الجسم رفع درجة حرارته لمكافحة العدوى.
- الصداع: هو ألم في الرأس يمكن أن يكون خفيفًا أو شديدًا أو نابضًا أو ثابتًا. قد يصاحبه حساسية للضوء أو الأصوات أو الروائح. يحدث الصداع بسبب التهاب الأغشية المحيطة بالمخ (السحايا) أو انخفاض ضغط الدم أو جفاف الجسم أو التوتر.
- التعب: هو شعور بالإرهاق والضعف والخمول وانخفاض الطاقة. يحدث التعب بسبب نقص الأكسجين في الدم أو انخفاض مستوى السكر في الدم أو انهيار خلايا المناعة أو تأثير المضادات الحيوية على الجسم.
- فقدان الشهية: هو انخفاض أو غياب الرغبة في تناول الطعام. يحدث فقدان الشهية بسبب التهاب المعدة أو التغيرات في حاسة الذوق أو التأثيرات الجانبية للأدوية أو التقيؤ أو الإسهال.
- التعرق الليلي: هو إفراز كمية كبيرة من العرق خلال الليل دون سبب واضح. يحدث التعرق الليلي بسبب تغيرات هرمونية في الجسم أو ردود فعل مناعية ضد البروسيلا أو خفض درجة حرارة الجسم بشكل مفاجئ.
- آلام الظهر والبطن والمفاصل: هي شعور بالألم أو التشنج أو التورم في مناطق مختلفة من الجسم. تحدث هذه الآلام بسبب التهاب الكلى أو الكبد أو الطحال أو القلب أو الأوعية الدموية أو المفاصل أو العضلات.
هذه هي بعض من أعراض الحمى المالطية، ولكن ليست كلها. قد تظهر أعراض أخرى حسب نوع ومكان وشدة العدوى. إذا كنت تشعر بأي من هذه الأعراض أو شك في إصابتك بالحمى المالطية، فعليك استشارة طبيب مختص فورًا لتلقي الفحص والعلاج المناسبين.
أسباب الحمى المالطية
أسباب الحمى المالطية هي مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة ببكتيريا البروسيلا. هذه العوامل تتعلق بطريقة الانتقال ونوع البكتيريا ومدة التعرض وحالة المناعة. بشكل عام، تشمل أسباب الحمى المالطية ما يلي:
- الانتقال عن طريق الفم: هو أكثر طرق الانتقال شيوعًا، ويحدث عند تناول الحليب أو الألبان غير المبسترة أو الملوثة ببكتيريا البروسيلا. كما يمكن أن يحدث عند تناول لحوم الحيوانات المصابة أو التعامل معها دون ارتداء قفازات أو غسل اليدين بشكل جيد.
- الانتقال عن طريق الجلد: هو طريقة أخرى للانتقال، وتحدث عندما تدخل بكتيريا البروسيلا إلى الجسم عبر جروح أو خدوش أو قروح في الجلد. يمكن أن يحدث هذا عند التعرض لدم أو أفرازات أو رضفات الحيوانات المصابة.
- الانتقال عن طريق التنفس: هو طريقة نادرة للانتقال، وتحدث عند استنشاق جزيئات صغيرة من بكتيريا البروسيلا التي تنطلق من رذاذ أو بخار أو غبار يحتوي على المادة المصابة. يمكن أن يحدث هذا في المختبرات أو المزارع أو المسالخ أو المستشفيات.
- الانتقال عن طريق الاتصال الجنسي: هو طريقة نادرة جدًا للانتقال، وتحدث عندما تنتقل بكتيريا البروسيلا من شخص مصاب إلى شخص سليم عبر سائل منوي أو مهبلي. يمكن أن يحدث هذا في حالات نادرة من التهاب المهبل أو التهاب البربخ أو التهاب البرستاتا.
هذه هي بعض من أسباب الحمى المالطية، ولكن ليست كلها. قد تؤدي عوامل أخرى إلى زيادة خطر الإصابة بهذا المرض، مثل نقص المناعة أو سفر إلى مناطق موبوءة أو احتكاك مع حيوانات مصابة. إذا كنت تشعر بأية شكوك حول إصابتك بالحمى المالطية، فعليك استشارة طبيب مختص فورًا لإجراء فحص وعلاج مناسب.
مضاعفات الحمى المالطية
مضاعفات الحمى المالطية هي مجموعة من الحالات المرضية التي قد تنشأ عن عدم علاج العدوى ببكتيريا البروسيلا بشكل كافٍ أو فعال. هذه المضاعفات تؤثر على أجهزة وأعضاء مختلفة في الجسم وتزيد من خطر الوفاة أو الإعاقة. بشكل عام، تشمل مضاعفات الحمى المالطية ما يلي:
- التهاب الدماغ (Encephalitis): هو التهاب في النسيج العصبي للمخ يسبب أعراضًا مثل الصداع والحمى والغثيان والقيء والتشنجات وفقدان الوعي والهلوسة والخرف. يحدث التهاب الدماغ نتيجة انتشار بكتيريا البروسيلا إلى الجهاز العصبي المركزي عبر الدم أو سائل دماغي شوكي. يتطلب التهاب الدماغ علاجًا طارئًا بالمضادات الحيوية والستيرويدات والأدوية المضادة للتشنجات
- التهاب الخصيتين (Orchitis): هو التهاب في أحد أو كلا الخصيتين يسبب ألمًا وانتفاخًا وحرارة في منطقة الصفن. يحدث التهاب الخصيتين نتيجة انتقال بكتيريا البروسيلا إلى الخصية عبر الدم أو المسالك البولية. يتطلب التهاب الخصيتين علاجًا بالمضادات الحيوية والمسكنات والكمادات. قد يؤدي التهاب الخصيتين إلى خلل في إنتاج الهرمونات أو تأثير على الخصوبة
- مشكلات في المفاصل والعظام (Osteoarticular complications): هي مشكلات تؤثر على المفاصل والعظام، مثل التهاب المفاصل (Arthritis) والتهاب غشاء المفصل (Synovitis) والتهاب نقطة ارتكاز (Bursitis) والتهاب عظام (Osteomyelitis) وانحلال عظام (Osteolysis). تحدث هذه المشكلات نتيجة انتقال بكتيريا البروسيلا إلى المفاصل والعظام عبر الدم أو سائل مفصلي. تسبب هذه المشكلات أعراضًا مثل ألم وانتفاخ وحرارة وحركة محدودة في المفصل أو العظم المصاب. تتطلب هذه المشكلات علاجًا بالمضادات الحيوية والسترويدات والأدوية المضادة للالتهابات. قد تستدعي بعض حالات التهاب عظام إجراء جراحة لإزالة جزء من العظم المصاب
- التهاب غشاء القلب (Endocarditis): هو التهاب في غشاء القلب الداخلي (البطانة) أو الصمامات القلبية يسبب أعراضًا مثل الحمى والقشعريرة والتعب وفقدان الوزن ونقصان الشهية ونزيف تحت الأظافر ونغمات قلبية غير طبيعية. يحدث التهاب غشاء القلب نتيجة انتقال بكتيريا البروسيلا إلى القلب عبر الدم. يتطلب التهاب غشاء القلب علاجًا بالمضادات الحيوية لفترات طويلة وربما جراحة لاستبدال الصمام المصاب. يعتبر التهاب غشاء القلب أخطر مضاعفات الحمى المالطية ويمكن أن يؤدي إلى قصور قلبي أو سكتة دماغية أو تجلط دموي
- مرض السحايا (Meningitis): هو التهاب في أغشية المخ والحبل الشوكي (السحايا) يسبب أعراضًا مثل الصداع والحمى والغثيان والقيء والتشنجات وفقدان الوعي والخرف. يحدث مرض السحايا نتيجة انتقال بكتيريا البروسيلا إلى السحايا عبر الدم أو سائل دماغي شوكي. يتطلب مرض السحايا علاجًا بالمضادات الحيوية والسترويدات والأدوية المضادة للتشنجات. قد يؤدي مرض السحايا إلى تلف دائم في المخ أو فقدان للسمع أو الموت
هذه هي بعض من مضاعفات الحمى المالطية، ولكن ليست كلها. قد تظهر مضاعفات أخرى حسب نوع ومكان وشدة العدوى. إذا كنت تشعر بأية شكوك حول إصابتك بالحمى المالطية، فعليك استشارة طبيب مختص فورًا لإجراء فحص وعلاج مناسب.
علاج الحمى المالطية
علاج الحمى المالطية هو الطريقة الوحيدة للتخلص من العدوى ببكتيريا البروسيلا ومنع حدوث مضاعفات خطيرة. علاج الحمى المالطية يتضمن ما يلي:
- المضادات الحيوية: هي أدوية تقتل أو تثبط نمو البكتيريا المسببة للعدوى. تعتبر المضادات الحيوية العلاج الأساسي والأهم للحمى المالطية. يجب استخدام مزيج من عدة مضادات حيوية لزيادة فعالية العلاج ومنع حدوث مقاومة للبكتيريا. من المضادات الحيوية المستخدمة في علاج الحمى المالطية: التتراسيكلين والستربتومايسين والريفامبيسين والدوكسيسايكلين والجنتامايسين والسيبروفلوكساسين وغيرها. يجب اتباع تعليمات الطبيب بشأن جرعة ومدة العلاج بالمضادات الحيوية، وعادة ما تستمر فترة العلاج بين 6 إلى 12 أسبوعًا.
- الأدوية المساعدة: هي أدوية تستخدم لتخفيف بعض الأعراض أو المضاعفات المصاحبة للحمى المالطية. من هذه الأدوية: المسكنات والخافضات للحرارة (مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين) لتخفيف الألم والحمى، والسترويدات (مثل البريدنيزولون أو الديكساميثازون) لتقليل التهاب الجهاز العصبي أو غشاء القلب، والأدوية المضادة للتشنجات (مثل الفالبروات أو الكاربامازبين) لمنع حدوث نوبات صرعية. يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي من هذه الأدوية، واتباع تعليماته بشأن جرعة ومدة وتأثيرات جانبية.
- الإجراءات التكميلية: هي إجراءات تستخدم في بعض الحالات التي تستدعي التدخل الجراحي أو التصريف أو التغذية. من هذه الإجراءات: جراحة استئصال أو استبدال صمام قلب مصاب بالتهاب غشاء القلب، أو جراحة إزالة جزء من عظم مصاب بالتهاب عظام، أو تصريف سائل مفصل مصاب بالتهاب مفصل، أو إعطاء سائل وردي أو تغذية خاصة للحالات التي تصاب بفقدان شديد للشهية أو نزول كبير في الوزن. يجب استشارة الطبيب قبل إجراء أي من هذه الإجراءات، ومتابعة تعليماته بشأن العناية والمضاعفات المحتملة.
هذه هي بعض من طرق علاج الحمى المالطية، ولكن ليست كلها. قد تختلف طرق العلاج حسب نوع ومكان وشدة العدوى. إذا كنت تشعر بأية شكوك حول إصابتك بالحمى المالطية، فعليك استشارة طبيب مختص فورًا لتلقي الفحص والعلاج المناسبين.
تعليقات
إرسال تعليق