البلعوم
البلعوم هو جزء من الجهاز الهضمي والتنفسي يقع بين الفم والمريء. يتكون البلعوم من ثلاثة أقسام: البلعوم الأنفي، والبلعوم الفموي، والبلعوم المريئي. البلعوم الأنفي هو الجزء الأعلى من البلعوم، وهو متصل بجوف الأنف عبر المنعرين. يساعد البلعوم الأنفي في تسخين وترطيب وتنقية الهواء الذي يدخل من الأنف قبل أن يصل إلى الرئتين. كما يساعد في توازن ضغط الهواء بين جوف الأذن والجو المحيط عبر نفير السمع
البلعوم الأنفي مغطى بطبقة من المخاطية التي تحتوي على خلايا حرشفية وخلايا كأسية. الخلايا الحرشفية هي خلايا مسطحة تشكل حاجزاً لحماية البلعوم من التهابات وإصابات محتملة. الخلايا الكأسية هي خلايا تفرز المخاط لترطيب وتنظيف سطح البلعوم. كما يحتوي البلعوم الأنفي على نسيج لمفاوي يساهم في مناعة المجاري التنفسية
البلعوم الأنفي قد يتأثر ببعض الحالات والأمراض، مثل التهابات فيروسية أو بكتيرية، أو حساسية، أو سرطان. التهابات البلعوم الأنفي تسبب أعراض مثل احتقان أو سيلان أو نزف من الأنف، أو صداع، أو التهاب حلق، أو طنين أذن، أو فقدان سمعحساسية البلعوم الأنفي تحدث عند التعرض لمثيرات مثل حبوب اللقاح أو غبار المنزل أو شعر الحيوانات، وتسبب ردود فعل مثل عطاس، أو حكة، أو احمرار في عينيك سرطان البلعوم الأنفي هو نادر نسبيًا في معظم دول العالم، لكنه شائع في بعض المناطق مثل جنوب شرق آسيا وشمال إفريقيا. يرتبط سرطان البلعوم الأنفي بالإصابة بفيروس إبشتاين-بار، والتغذية غير المتزنة، والوراثة. يظهر سرطان البلعوم الأنفي عادة كورم في عُقدة لِمْفِية في رقبة المصاب، وقد يسبب أعراضًا مشابهة لالتهابات الجهاز التنفسي.
البلعوم الأنفي
البلعوم الأنفي هو الجزء من البلعوم الذي يتلقى الهواء من الأنف وينقله إلى البلعوم الفموي. يلعب البلعوم الأنفي دوراً مهماً في عملية التنفس، حيث يساعد على تنظيم تدفق الهواء وضغطه في المجاري التنفسية. كما يساعد على تحسين جودة الهواء بإزالة الجسيمات والميكروبات والروائح غير المرغوب فيها منه.
البلعوم الأنفي يتكون من خمسة جدران: جدار أمامي، وجدار خلفي، وجدار علوي، وجداران جانبيان. الجدار الأمامي يحتوي على فتحتين تسمى المنعرين، والتي تربط البلعوم بجوف الأنف. الجدار الخلفي يحتوي على فتحة تسمى فتحة بلعومية، والتي تربط البلعوم بالبلعوم الفموي. الجدار العلوي يحتوي على نفير سمع، والذي يربط البلعوم بجوف الأذن. الجداران الجانبيان تحتويان على زوائد لحمية تسمى أقراص لحمية، والتي تساعد في منع دخول المادة الغذائية إلى المجاري التنفسية أثناء البلع.
البلعوم الأنفي مزود بآلية معقدة لضبط حركة الهواء فيه. هذه الآلية تشمل عضلات وأغشية وأرضاف وأغشية مخاطية. عضلات البلعوم تساعد في تغير شكل وحجم البلعوم حسب حاجة المصاب. أغشية وأرضاف البلعوم تساعد في إغلاق أو فتح المنافذ المختلفة في البلعوم. أغشية مخاطية البلعوم تساعد في إنتاج المخاط لترطيب وتنظيف سطح البلعوم.
أمراض تصيب البلعوم الأنفي
البلعوم الأنفي هو جزء حساس من الجهاز التنفسي والهضمي، وقد يتعرض لبعض الأمراض التي تؤثر على وظائفه وصحته. من أهم هذه الأمراض ما يلي:
-
سرطان البلعوم الأنفي: هو نوع نادر من السرطانات التي تنشأ من الخلايا الحرشفية التي تبطن سطح البلعوم الأنفي. يرتبط سرطان البلعوم الأنفي بعدة عوامل خطر، مثل الإصابة بفيروس إبشتاين-بار، والتغذية غير المتزنة، والوراثة، وتناول الأطعمة المملحة. يصعب اكتشاف سرطان البلعوم الأنفي في مراحله المبكرة، لأنه لا يسبب أعراضًا واضحة، أو قد تشابه أعراضه أعراض الحالات التنفسية الأخرى. بعض الأعراض المحتملة لسرطان البلعوم الأنفي هي وجود ورم في عنق المصاب، أو نزف من الأنف أو الفم، أو فقدان سمع أو طنين في الأذن، أو صداع مزمن. يتضمن علاج سرطان البلعوم الأنفي استخدام العلاج الإشعاعي والكيميائي، أو جراحة لإزالة الورم والغدد الليمفاوية المصابة
-
التهاب البلعوم الأنفي: هو التهاب فيروسي شائع يسبب احتقان وسيلان في الأنف، والتهاب في حلق المصاب. يُعرف التهاب البلعوم الأنفي بشكل عام بالزكام، ويُصاب به معظم الناس عدة مرات في السنة. يُمكن أن يُصاب به أشخاص من جميع الأعمار، لكنه أكثر شيوعًا في الأطفال. يُنقل التهاب البلعوم الأنفي عبر قطيرات تحتوي على فيروسات تُطلق من المصاب عند التحدث أو التهجؤ أو التثاؤب، أو عبر ملامسة أشياء ملوثة بالفيروسات. لا يوجد علاج محدد لالتهاب البلعوم الأنفي، لكن بإمكان المصاب استخدام بعض المسكِّنات والدهانات والقطرات لتخفيف أعراضه. كذلك يُستحسَن شُرْب كثير من الماء والسَّوائِل، والحصول على قسط كافٍ من الرَّاحَة
-
حساسية البلعوم الأنفي: هي رد فعل مناعي زائد لجسم المصاب تجاه مثيرات محددة تُدخِل إلى جهازه التنفسي، مثل حبوب اللقاح أو غبار المنزل أو شعر الحيوانات. تُسبب حساسية البلعوم الأنفي أعراضًا مزعجة، مثل عطاس متكرر، أو حكة في الأنف أو العينين، أو احمرار في العينين، أو احتقان أو سيلان في الأنف. يُمكن للمصاب بحساسية البلعوم الأنفي تجنب المثيرات التي تسبب له الحساسية قدر الإمكان، واستخدام بعض الأدوية المضادة للهستامين أو الستيرويدات لتقليل التهاب وتورم البلعوم. في بعض الحالات، قد يُستخدَم علاج حساسية مُحَسِّن للمناعة، والذي يتضمن حقن المصاب بجرعات صغيرة من المثيرات التي تسبب له الحساسية على فترات زمنية محددة، لتدريب جهازه المناعي على التكيف معها.
سرطان البلعوم الأنفي
سرطان البلعوم الأنفي هو نوع من الأورام الخبيثة التي تنشأ في الخلايا الحرشفية التي تبطن سطح البلعوم الأنفي. يعتبر سرطان البلعوم الأنفي من السرطانات النادرة في معظم دول العالم، لكنه يتركز بشكل كبير في بعض المناطق مثل جنوب شرق آسيا وشمال إفريقيا. يُظهِر سرطان البلعوم الأنفي عادة في شكل ورم في عُقدة لِمْفِية في رقبة المصاب، وقد يسبب أعراضًا مشابهة لالتهابات الجهاز التنفسي.
لا تزال أسباب سرطان البلعوم الأنفي غير معروفة بالتحديد، لكن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، مثل:
- الإصابة بفيروس إبشتاين-بار: هو فيروس يُسبِّب عدوى شائعة تُعرَف باسم داء المُقَبِّلات، والتي تؤثر على خلايا المناعة والغدد الليمفاوية. يُعتَقَد أن هذا الفيروس يُغَيِّر بنية ووظائف خلايا البلعوم الأنفي، ويجعلها أكثر عُرضة للتحول إلى خلايا سرطانية.
- التغذية غير المتزنة: هي التغذية التي تفتقر إلى بعض المغذيات المهمة لصحة الجسم، مثل فيتامينات A وC وE، والتي تُحَسِّن من قدرة خلايا المناعة على محاربة الخلايا المُتَغَيِّرَة. كذلك، يُظهِر أن تناول كمية كبيرة من المواد المُحَفَّزَة مثل الملح والتوابل والمشروبات الكحولية يُؤذِي خلايا البلعوم ويزيد من احتمالية حدوث طفرات جينية فيها.
- الوراثة: هي نقل بعض الصفات من الآباء إلى الأبناء عبر المادة الوراثية (الحمض النووي). يُظهِر أن بعض المصابين بسرطان البلعوم الأنفي يحملون جينات موروثة تجعلهم أكثر عُرضة لتطور هذا المرض. كذلك، يُظهِر أن بعض المجموعات العِرْقِية مثل المجموعات التشاركية (الصِّيْنِية) والبربرية (الأمازِغِية) لديها ميل أكبر لإصابة سرطان البلعوم الأنفي.
إذا كان هناك شك في إصابة شخص ما بسرطان البلعوم الأنفي، فإنه يجب عليه مراجعة الطبيب لإجراء بعض الفحوصات الطبية، مثل:
- فحص سريري: هو فحص يقوم به الطبيب للتحقق من وجود أي علامات أو أعراض تشير إلى سرطان البلعوم الأنفي، مثل وجود ورم في الرقبة أو نزف من الأنف أو فقدان سمع. كذلك، يقوم الطبيب بإدخال منظار صغير إلى الأنف لمشاهدة حالة البلعوم والكشف عن أي تغيرات فيه.
- تصوير طبي: هو استخدام بعض الأجهزة التي تُنتِج صورًا داخلية للجسم، مثل الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي. يساعد التصوير الطبي في تحديد مكان وحجم وانتشار الورم، وكذلك في التحقق من وجود أي انتشار للسرطان إلى الأعضاء الأخرى.
- خزعة: هي عملية استئصال عينة صغيرة من الورم لفحصها تحت المجهر. تُعَدُّ خزعة سرطان البلعوم الأنفي من أهم الفحوصات لتأكيد التشخيص وتحديد نوع ومرحلة السرطان. يُمكِن إجراء خزعة سرطان البلعوم الأنفي بإستخدام إبرة رفيعة تُدخَل عبر الجلد إلى مكان الورم، أو بإستخدام مِقَصٍّ صغير يُدخَل عبر المنظار إلى داخل البلعوم.
الهدف من علاج سرطان البلعوم الأنفي هو قتل أو إزالة خلايا السرطان، والحد من انتشارها، وتخفيف أعراضها. يُستخدَم لعلاج سرطان البلعوم الأنفي بعض الطرق المختلفة، مثل:
- علاج إشعاعي: هو استخدام أشعة عالية الطاقة لتدمير خلايا السرطان. يُستخدَم علاج إشعاعي كعلاج رئيسي لسرطان البلعوم الأنفي في مراحله المبكرة، أو كعلاج مساعد لسرطان البلعوم في مراحله المتقدمة. يُؤثِّر علاج إشعاعي على خلايا سرطانية وخلايا طبيعية على حدٍ سَواء، لذلك قد يسبب بعض التأثيرات الجانبية، مثل جفاف أو تورم في فم المصاب، أو ضعف في حاسة التذوق، أو تساقط شَعْر المصاب، أو اضطرابات في نظام المناعة.
التهاب البلعوم الأنفي
التهاب البلعوم الأنفي هو عدوى فيروسية شائعة تصيب الجزء الأعلى من الجهاز التنفسي، وتُسبِّب أعراضًا مثل احتقان وسيلان في الأنف، والتهاب في حلق المصاب. يُعرَف التهاب البلعوم الأنفي بشكل عام بالزكام، ويُصاب به معظم الناس عدة مرات في السنة. يُمكِن أن يُصاب به أشخاص من جميع الأعمار، لكنه أكثر شيوعًا في الأطفال.
يُنقل التهاب البلعوم الأنفي عبر قطيرات تحتوي على فيروسات تُطلق من المصاب عند التحدث أو التهجؤ أو التثاؤب، أو عبر ملامسة أشياء ملوثة بالفيروسات، مثل المناديل أو الأكواب أو الملاعق. يُمكِن للفيروسات التي تسبب التهاب البلعوم الأنفي أن تبقى حية على هذه الأشياء لعدة ساعات، وتُصيب من يستخدمها. كذلك، يُمكِن للفيروسات أن تدخل إلى جسم المصاب عبر مخاطية الأنف أو الفم أو العينين.
لا يوجد علاج محدد لالتهاب البلعوم الأنفي، لأنه يزول بشكل طبيعي خلال 7 إلى 10 أيام. لكن بإمكان المصاب استخدام بعض المسكِّنات والدهانات والقطرات لتخفيف أعراضه وزيادة راحته. كذلك يُستحسَن شُرْب كثير من الماء والسَّوائِل، والحصول على قسط كافٍ من الرَّاحَة.
بإمكان المصاب بالتهاب البلعوم الأنفي اتخاذ بعض التدابير الوقائية لتجنب نقل العدوى إلى غيره، مثل:
- غَسْل يديه بانتظام بالماء والصابون، خاصة قبل وبعد تناول الطعام أو لمس عينيه أو أنفه أو فمه.
- استخدام منديل ورقي لتغطية فمه وأنفه عند التثاؤب أو التهجؤ أو العطاس، ثم رَمْيِه في سَلَّة المُهْمَلاَت.
- تجنُّب مشاركة أشياء شخصية مثل الملاعق أو الأكواب أو المِشْطَة مع غيره.
- تجنُّب مخالطة الأشخاص المرضى قدر المستطاع، وارتداء كمامة إذا كان ذلك ضروريًا.
تعليقات
إرسال تعليق