القائمة الرئيسية

الصفحات

تعريف الحوار

الحوار هو محادثة لفظية تتم بين شخصين أو أكثر، ويتم خلالها تبادل الأفكار والآراء، وإجراء المناقشات أو المشاورات أو غيرها، ولا يشترط في الحوار أن يكون الأطراف متشابهين في الآراء فقد يختلفون فيه، ولكن بإمكانهم أن يتناقشوا ويستمعوا لبعضهم البعض حتى يصلوا إلى نقطة مشتركة. الحوار هو وسيلة للتواصل والتفاهم والتعلم بين الناس، وهو يحتاج إلى آداب وضوابط وفوائد ليكون ناجحًا وبناءً.

بإختصار، يمكن تعريف الحوار بأنه:

  • محادثة لفظية بين شخصين أو أكثر
  • تبادل للأفكار والآراء بأسلوب متكافئ
  • إجراء للمناقشات أو المشاورات أو غيرها
  • وسيلة للتواصل والتفاهم والتعلم
  • نشاط يحتاج إلى آداب وضوابط وفوائد

أهمية الحوار

الحوار هو وسيلة مهمة للتواصل والتفاهم والتعلم بين الناس، وهو يحمل في طياته العديد من الفوائد والأهداف التي تساهم في بناء مجتمعات صالحة ومتقدمة. من أهمية الحوار:

  • إيصال المعلومات والأفكار بين الناس بطريقة مقنعة ومؤثرة، وتبادل الخبرات والمعارف في مختلف المجالات.
  • تنمية التفكير النقدي والإبداعي والحلولي لدى الأفراد، وتشجيعهم على البحث عن الحقيقة والصواب بأسلوب علمي وعقلاني.
  • تعزيز التآلف والتآخي والتعاون بين الناس، ونشر المحبة والسلام والاحترام بينهم، وإدارة الاختلافات والصراعات بطريقة سلمية وحضارية.
  • بناء المجتمعات المدنية والديمقراطية، التي تحترم حقوق الإنسان وحرية التعبير، وتشجع على المشاركة والمساءلة والمسؤولية.
  • تطوير الذات والشخصية، وتحسين القدرات اللغوية والتواصلية والعاطفية لدى الأفراد، وزيادة ثقتهم بأنفسهم وبالآخرين.

آداب الحوار

الحوار لا يكتمل إلّا بالالتزام ببعض الآداب والضوابط التي تجعله مثمراً ومفيداً، وتحفظ حقوق المتحاورين وكرامتهم، وتنمي مهاراتهم اللغوية والعقلية والعاطفية. من آداب الحوار :

  • التفكير قبل التحدث، واختيار الكلمات الصحيحة والسليمة للتعبير عن المعنى المقصود.
  • قراءة لغة الجسد، ومراقبة حركات المستمع وانتباهه، وتغيير طريقة الحديث إذا كان مملاً أو غير مؤثر.
  • حسن الاستماع للآخرين، وإظهار الانتباه والاهتمام بحديثهم، وطرح الأسئلة المناسبة، وعدم المقاطعة أو التجاهل.
  • تحضير المواضيع الرئيسية، والبحث عن نقاط مثيرة للحوار، وتجنب المواضيع الشخصية أو السياسية أو الخلافية التي قد تُسبّب الجدل أو الإحراج.
  • التواضع والاعتدال، وعدم ادعاء المعرفة بكل شيء، أو التعالي على الآخرين، أو الاستهزاء بآرائهم أو معتقداتهم.
  • الاحترام واللباقة، وعدم الانشغال بالهاتف أو غيره أثناء الحوار، أو استخدام الإهانات الودية أو السخرية أو النقد اللاذع.
  • الانتباه لنبرة الصوت، وضبطها بحيث تكون لطيفة ومناسبة للمكان والزمان والموضوع، وعدم رفعها أو خفضها بشكل مبالغ فيه.
  • الإخلاص في طلب الحق، والسعي للوصول إلى الصواب، والحرص على الاعتراف به والالتزام به، وعدم التمسك بالرأي خلافاً للحقيقة.
  • الصبر والحلم، وتحمل سوء خلق المحاور إن كان سيء الخلق، والصبر على شهوة النفس في الانتصار على الخصم، والصبر على النفس وضبطها.

التفكير أولًا قبل الحديث

من أهم آداب الحوار التفكير أولًا قبل الحديث، فالتفكير يعمل على ترتيب الأفكار وتمحيصها والتأكد من صحتها قبل قولها، وهو يساعد على اختيار الكلمات الصحيحة والسليمة للتعبير عن المعنى المقصود. فالتسرع في الحديث قد يؤدي إلى نقل الأفكار بطريقة خاطئة أو غير واضحة، أو إلى الوقوع في الأخطاء اللغوية أو المنطقية، أو إلى إثارة الجدل أو الخلاف مع المحاور. كما أن التفكير قبل الحديث يعكس حسن التربية والثقافة والذكاء لدى المتحدث، ويجعله أكثر قدرة على الإقناع والتأثير. لذلك، يجب على المتحدث أن يفهم موضوع الحوار جيدًا، وأن يستخدم المنطق والبراهين في طرح رأيه، وأن يتجنب الشطط والمبالغة والتشنج في الحديث.

الاستماع الجيد للمتحدث

من آداب الحوار الاستماع الجيد للمتحدث، وإظهار الانتباه والاهتمام بحديثه، وطرح الأسئلة المناسبة، وعدم المقاطعة أو التجاهل. فالاستماع الجيد يعبر عن الاحترام والتقدير للمتحدث، ويجعله يشعر بالثقة والأفضلية، ويسهل على المستمع فهم وجهة نظره والرد عليه بشكل مناسب. كما أن الاستماع الجيد يساعد على تكوين صورة ذهنية لما يقوله المتحدث، وتذكر النقاط الرئيسية والتفاصيل المهمة. لذلك، يجب على المستمع أن يوجه نظره إلى المتحدث، وينظر إلى لغة جسده ونبرة صوته، ويتفاعل مع حديثه بالإيماءات والتأكيدات، ويطرح أسئلة توضيحية أو تفاعلية، ويتجنب الانشغال بالهاتف أو غيره من الأشياء التي تشتت انتباهه.

التواضع والاحترام أثناء الحديث

من آداب الحوار التواضع والاحترام أثناء الحديث، فالتواضع هو انكسار القلب لله، وخفض جناح الذل والرحمة بعباده، وعدم التعالي على الناس أو المفاخرة بالمال أو الجاه أو العلم. فالتواضع يرفع المسلم في الدنيا والآخرة، ويجلب له محبة الله والناس، ويزيد من قدرته على الإقناع والتأثير. والاحترام هو تقدير الآخرين وإظهار الود والتقدير لهم، وعدم التنقص من شأنهم أو إهانتهم أو استخفافهم. فالاحترام يبني جسور التواصل والتفاهم بين المتحاورين، ويزيل الحقد والبغضاء من القلوب، ويسهم في نشر السلام والألفة. لذلك، يجب على المتحدث أن يظهر التواضع والاحترام في كلامه وسلوكه، وأن يختار الألفاظ المناسبة، وأن يستمع بصدر رحب للرأي المخالف، وأن يتجنب السخرية والتهكم والغضب، وأن يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به .

الانتباه للغة الجسد ونبرة الصوت أثناء الحوار

من آداب الحوار الانتباه للغة الجسد ونبرة الصوت أثناء الحوار، فاللغة الجسد هي مجموعة من الإشارات والحركات التي يقوم بها الجسم للتعبير عن المشاعر والأفكار، وهي تؤثر بشكل كبير على انطباع المستمع عن المتحدث، وقد تؤكد أو تنفي ما يقوله بالكلام. فمثلاً، إذا كان المتحدث ينظر إلى المستمع بشكل مباشر ويبتسم ويوجه جسده نحوه، فهذا يعطي انطباعاً بالصدق والثقة والاهتمام، أما إذا كان المتحدث يتجنب النظر في عيون المستمع أو يلعب بأصابعه أو يقف بشكل منحنٍ، فهذا يعطي انطباعاً بالخجل أو القلق أو الافتقار إلى الثقة.

ونبرة الصوت هي طريقة نطق الكلام من حيث الصوت والإيقاع والتأكيد، وهي تؤثر أيضاً على مدى فهم واستيعاب المستمع للرسالة، ومدى تأثره بها. فمثلاً، إذا كان المتحدث يتكلم بصوت عالٍ وحادٍ، فهذا يعطي انطباعاً بالغضب أو العدوانية أو النزاع، أما إذا كان المتحدث يتكلم بصوت هادئ ومنخفض، فهذا يعطي انطباعاً بالود أو الرحمة أو التسامح .

لذلك، يجب على المتحدث أن يحرص على استخدام لغة جسد ونبرة صوت ملائمة للموضوع والمستمع والهدف من الحوار، وأن يتجنب أي إشارات أو حركات أو أصوات تشير إلى الكذب أو التضليل أو السخرية أو الاستهزاء، وأن يتناسق كلامه مع جسده وصوته، ليضمن نجاح الحوار وتحقيق الفائدة المرجوة.

تعليقات