مكافحة الجراد الصحراويّ
مكافحة الجراد الصحراوي هي عملية تهدف إلى الحد من الأضرار التي يسببها هذا النوع من الحشرات على المحاصيل والمراعي والنظم البيئية. تتضمن مكافحة الجراد الصحراوي ثلاثة مستويات: المراقبة، الوقاية والتدخل.
-
المراقبة: تتمثل في رصد توزيع وتكاثر وحركة الجراد الصحراوي في المناطق المعرضة للغزو، باستخدام وسائل مختلفة مثل المسوحات الميدانية والأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار. تهدف المراقبة إلى تقديم معلومات دقيقة وموثوقة عن حالة الجراد وتنبؤات عن سلوكه وتأثيره على الأمن الغذائي وسبل العيش. تقوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) بتنسيق المراقبة العالمية للجراد الصحراوي من خلال دائرة معلومات الجراد الصحراوي العالمية.
-
الوقاية: تتمثل في اتخاذ إجراءات مسبقة لمنع اندلاع أو انتشار أوبئة الجراد، بناء على نتائج المراقبة. تشمل الإجراءات الوقائية التخطيط والتدريب والتجهيز والتعاون بين البلدان المعنية. تهدف الوقاية إلى التدخل في مرحلة مبكرة قبل أن يصبح الجراد قطيعيًا ويشكل أسرابًا كبيرة ومتحركة. تدعم FAO استراتيجية المكافحة الوقائية في ثلاث مناطق: المنطقة الغربية، والمنطقة المركزية، والمنطقة الشرقية.
-
التدخل: تتمثل في اتخاذ إجراءات فورية للسيطرة على أسراب أو حوريات الجراد التي تشكل خطورة على المحاصيل أو المراعي أو التنوع البيولوجي. تشمل إجراءات التدخل استخدام مبيدات كيميائية أو حيوية أو طبيعية لإزالة أو قتل أو إضعاف أفراد الجراد، بالإضافة إلى اتباع معايير صحية وبيئية وأخلاقية. تهدف التدخل إلى التخفيف من حدة التأثيرات السلبية للجراد على سكان المنطقة المستهدفة. تقدم FAO مساعدات طارئة للبلدان التي تعاني من غزوات كبيرة للجراد، بالتعاون مع شركاء آخرين.
مكافحة الجراد الصحراوي هي مسؤولية مشتركة بين الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمعات المحلية. تتطلب مكافحة الجراد الصحراوي تنسيقًا وتعاونًا وتبادلاً للمعلومات والخبرات بين جميع الأطراف المعنية، لضمان فعالية وكفاءة واستدامة الإجراءات المتخذة.
مكافحة الجراد دون استخدام المواد الكيميائيّة
مكافحة الجراد دون استخدام المواد الكيميائية هي إحدى الطرق البديلة والصديقة للبيئة للتصدي لهذه الآفة المدمرة. تعتمد هذه الطريقة على استخدام عوامل حيوية مثل الفطريات والبكتيريا والفيروسات التي تهاجم الجراد وتقضي عليه أو تضعفه أو تعطل تكاثره. بعض المزايا لمكافحة الجراد دون استخدام المواد الكيميائية هي:
- تقليل التأثيرات السلبية على الصحة البشرية والحيوانية والنظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي.
- تقليل التكاليف المالية واللوجستية المرتبطة بشراء ونقل وتخزين وتطبيق المبيدات الكيميائية.
- تقليل خطر حدوث مقاومة للمبيدات الكيميائية في الجراد أو انتقالها إلى أنواع أخرى من الآفات.
- تحسين قبول المجتمعات المحلية لبرامج مكافحة الجراد وزيادة مشاركتها فيها.
بعض التحديات التي تواجه مكافحة الجراد دون استخدام المواد الكيميائية هي:
- احتياج إلى مزيد من الأبحاث والتطوير لتحسين فعالية واستدامة وسهولة استخدام المبيدات البيولوجية.
- احتمال حدوث تأثيرات غير مرغوب فيها على بعض الأنواع غير المستهدفة أو على التوازن البيولوجي للنظام الإيكولوجي.
- احتياج إلى ظروف مناسبة لإنتاج وتخزين وتطبيق المبيدات البيولوجية، مثل درجة الحرارة والرطوبة والإضاءة.
- احتمال عدم كفاية المبيدات البيولوجية للسيطرة على أسراب كبيرة ومتحركة من الجراد في حالات الطوارئ.
لذلك، فإن مكافحة الجراد دون استخدام المواد الكيمائية تعتبر خيارًا جذابًا في بعض الحالات، خاصة في المناطق الهشة أو في مراحل مبكرة من تفشي الجراد. ولكن يجب أن تكون جزءًا من استراتيجية شاملة تشمل أيضًا المراقبة والتنبؤ والتخطيط والتعاون بين جميع المعنيين. كما يجب أن تستخدم بشكل مسؤول ومستدام، مع احترام المعايير الصحية والبيئية والأخلاقية.
أسباب صعوبة مكافحة الجراد الصحراويّ
من الصعب مكافحة الجراد الصحراوي لأسباب عدة، منها:
- قدرة الجراد على التكاثر بسرعة وتشكيل أسراب كبيرة ومتحركة تغطي مساحات واسعة من الأرض.
- صعوبة رصد وتنبؤ حركة وتوزيع الجراد بدقة، نظرا لتأثير العوامل المناخية والبيئية المتغيرة.
- تحديات الوصول إلى بعض المناطق النائية أو المناطق التي تشهد صراعات أو أزمات إنسانية.
- نقص الموارد المالية واللوجستية والفنية لتنفيذ عمليات المسح والسيطرة بشكل فعال ومستدام.
- مخاطر حدوث تأثيرات سلبية على الصحة العامة والتنوع البيولوجي والتوازن الإيكولوجي نتيجة استخدام المبيدات الكيميائية.
لذلك، تتطلب مكافحة الجراد الصحراوي جهودا مشتركة ومنسقة بين جميع الأطراف المعنية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، لضمان تبادل المعلومات والخبرات والمساعدات، ولتطوير استراتيجيات شاملة تشمل المراقبة والوقاية والتدخل. كما تتطلب مكافحة الجراد الصحراوي احترام المعايير الصحية والبيئية والأخلاقية، والبحث عن طرق بديلة وصديقة للبيئة للتصدي لهذه الآفة.
خطر الجراد الصحراويّ
خطر الجراد الصحراوي هو خطر كبير يهدد الأمن الغذائي والاقتصادي والبيئي للعديد من البلدان في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط. يمكن للجراد الصحراوي أن يتكاثر بشكل هائل ويشكل أسراب ضخمة تغطي مساحات واسعة من الأرض وتتغذى على المحاصيل والمراعي والنباتات بشراهة. يمكن لسرب من الجراد الصحراوي أن يلتهم في يوم واحد ما يساوي ما يأكله 35 ألف شخص. كما أن الجراد الصحراوي قادر على الانتقال لمسافات طويلة تصل إلى 1000 كيلومتر في أسبوع، مما يجعله صعب الملاحقة والسيطرة.
خطر الجراد الصحراوي يزداد بفعل تغير المناخ، الذي يؤدي إلى حدوث ظروف مناخية ملائمة لتكاثر وانتشار الجراد، مثل الأمطار الغزيرة والإعاصير في المناطق الجافة. هذه الظروف تخلق بيئة خصبة لوضع بيض الجراد ونمو حورياته. كما أن تغير المناخ يؤثر على نظم التنبؤ بحركة وتوزيع الجراد، مما يصعب عملية المراقبة والتدخل.
خطر الجراد الصحراوي يستدعي تعزيز التعاون والتنسيق بين جميع المعنيين على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، لضمان تبادل المعلومات والخبرات والمساعدات، ولتطوير استراتيجيات شاملة تشمل المراقبة والوقاية والتدخل. كما يستدعي خطر الجراد الصحراوي احترام المعايير الصحية والبيئية والأخلاقية، والبحث عن طرق بديلة وصديقة للبيئة للتصدي لهذه الآفة.
أين يعيش الجراد الصحراويّ؟
يعيش الجراد الصحراوي في مناطق واسعة من أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، تشمل حوالي 30 دولة. هذه المناطق تتميز بالصحاري القاحلة وشبه القاحلة التي تتلقى أقل من 200 ملم من الأمطار سنويًا. يمكنكم رؤية خريطة توضح مواطن الجراد الصحراوي هنا.
في فترات الهدوء، يعيش الجراد الصحراوي في مجموعات صغيرة ومتفرقة، ولا يسبب أضرارًا كبيرة. لكن في فترات التفشي، يتحول الجراد إلى شكل قطيعي، ويتكاثر بسرعة، ويشكل أسرابًا ضخمة تغطي ملايين الكيلومترات المربعة. هذه الأسراب تستطيع الانتقال لمسافات طويلة باتجاه الريح، وتغزو مناطق خارج مواطنها الأصلية. عندئذ، يصبح الجراد خطرًا على المحاصيل والمراعي والنظم البيئية في المناطق المستهدفة.
خلال عام 2020-2021، شهدنا انتشارًا هائلًا للجراد الصحراوي في شرق إفريقيا وجنوب غرب آسيا والمنطقة المحيطة بالبحر الأحمر. هذا الانتشار كان نتيجة لظروف مناخية مواتية، مثل الأمطار الغزيرة والإعاصير في المناطق الجافة، التي خلقت بيئة خصبة لتكاثر وانتشار الجراد. هذه الظروف تزامنت مع مواسم حصاد هامة في بعض الدول، مما زاد من تهديد الجراد للأمن الغذائي وسبل المعيشة للسكان المحليين.
إن مكافحة الجراد الصحراوي تتطلب جهودًا مستمرة ومنسقة بين جميع المعنيين على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. تقوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) بدور رئيسي في رصد وتقديم تنبؤات وإنذارات عن حالة وحركة وتأثير الجراد، بالإضافة إلى تقديم مساعدات طارئة ودعم قدرات البلدان في مجال المسح والسيطرة على هذه الآفة.
تعليقات
إرسال تعليق