القائمة الرئيسية

الصفحات

ما اسم صغير الفراشة؟

يُطلق على صغير الفراشة اسم اليرقة، وهي حشرة تمر بمراحل نمو مختلفة قبل أن تصبح فراشة بالغة. تتغذى اليرقة على الأوراق والزهور، وتنمو بسرعة كبيرة، وتستبدل جلدها عدة مرات. عندما تصل إلى مرحلة النضج، تلف نفسها في شرنقة حريرية، وتحول جسمها جذريًا داخلها، حيث تنشأ أجزاء الفراشة البالغة مثل الأجنحة والعيون والأرجل. بعد فترة من الزمن، تخرج الفراشة من الشرنقة، وتبدأ حياتها الجديدة

الصفات الشكلية لصغير الفراشة

يمتاز صغير الفراشة أو اليرقة بأنه كائن حي طويل يشبه الدودة، ويتكون جسمه من أجزاء متعددة، ويحتوي على ست أرجل حقيقية على الصدر، وعدة أرجل لحمية قصيرة على البطن. كما يمتلك رأسًا يحمل ست عيون بسيطة تقع على كل جانب من جانبيه، وهي تستخدم للكشف عن الضوء وليس للرؤية. وعلى رأسه أيضًا هوائيات قصيرة، وفك قوي يمكّنه من التهام الأوراق والزهور بشراهة.

تتميز اليرقات بألوانها المختلفة والمتنوعة، والتي تعكس استراتيجيات مختلفة للبقاء على قيد الحياة. فبعض اليرقات تكون لونها مماثلاً للورقة التي تعيش عليها، مما يجعلها تختفي في الخضرة. وبعضها يكون لونه مخططًا أو مرقطًا بألوان زاهية، مما يحذر المفترسات من أنها سامة أو غير لذيذة. وبعضها يحمل شعيرات أو شوكًا أو زغابات على جسده، مما يجعله صعب المس أو التقاط.

غذاء صغير الفراشة

يعتمد غذاء صغير الفراشة أو اليرقة على نوع النبات الذي تضع عليه أنثى الفراشة بيضها، فبعض اليرقات تكون متخصصة في تناول نوع معين من النباتات، بينما بعضها الآخر يكون أكثر تعددية في اختيار غذائه. ومن أهم الأغذية التي تتناولها اليرقات ما يلي:

  • القراص: يعتبر القراص أفضل مصدر غذاء لليرقانات، حيث تضع بعض أنواع الفراشات بيضها على القراص وخصوصاً تلك التي تكون موجودة في أماكن مشمسة ومحمية.
  • الأعشاب البرية: يمكن أن تصبح الأعشاب البرية والنباتات الموجودة في الأراضي مصدر غذاء لليرقانة الجائعة.
  • زهرة الحرف المرجي: تعتبر هذه الزهرة الوردية مصدراً لغذاء بعض اليرقانات.
  • النبق المسهل: تعتبر شجرة النبق المسهل مصدراً مهماً لمجموعة كاملة من المواد الغذائية المهمة للحيوانات، وتعتبر واحدة من الأشجار التي يفضّلها اليرقانات، فهي شجرة جميلة ذات زهور على شكل نجمة، وأغصان أرجوانية وبنية، حيث تأكل اليرقانة أوراق الشجرة، كما توفر زهورها الرحيق، وتأكل الطيور من توتها، بالإضافة إلى أنّها تنتج محصولاً من التوت الأسود بحلول فصل الخريف.

تحوّل اليرقة إلى فراشة

تُعدُّ مرحلة تحوّل اليرقة إلى فراشة من أروع وأدهش المراحل التي تمر بها الفراشة في دورة حياتها، وتُسمَّى هذه العملية الاستحالة (بالإنجليزية: complete metamorphosis)، وتعني التحول الكامل والتغيير في الشكل خلال مراحل النمو. وتتكون هذه المرحلة من مرحلتين رئيسيتين هما: الشرنقة والفراشة البالغة.

  • الشرنقة: تُسمَّى المرحلة الثالثة من دورة حياة الفراشة بالشرنقة (بالإنجليزية: chrysalis) أو بالخادرة (بالإنجليزية: pupa)، وهي مرحلة تحول كامل لليرقة. تبدأ هذه المرحلة عندما تصل اليرقة إلى حجمها الكامل، وتقوم بتكوين غطاء يشبه الصدفة حول نفسها، يتميز باللون البني أو الأخضر. داخل هذا الغطاء، تحدث عملية تغير جذري في جسم اليرقة، حيث تنشأ أجزاء الفراشة البالغة مثل الأجنحة والعيون والأرجل. وتعتمد طول هذه المرحلة على نوع الفراشة وعلى درجة حرارة البيئة، فبعض الفراشات تظل في هذه المرحلة لأسابيع قليلة، وبعضها لأشهر أو حتى لسنوات.
  • الفراشة البالغة: تُسمَّى المرحلة الأخيرة من دورة حياة الفراشة بالفراشة البالغة (بالإنجليزية: adult butterfly)، وهي مرحلة خروج الفراشة من شرنقتها، وبدء حياتها كحشرة ذات أجنحة ملونة. تبدأ هذه المرحلة عندما يضغط سائل دافئ في جسم الفراشة على شرنقتها، مما يؤدي إلى انفجارها وخروج الفراشة منها. في بادئ الأمر، تكون أجنحة الفراشة رطبة ومطوية، لذا تقوم بتعليق نفسها رأسًا على عقب لتجف أجنحتها، وتضخ سائلاً في أوردتها لتصبح قوية. بعد ساعات قليلة، تصبح أجنحتها جافَّة وصارِخَّــــــــــــة، وتبدأ الفراشة بالطيران والبحث عن شريك للتزاوج، وتكرار دورة الحياة.

نمو صغير الفراشة

يبدأ نمو صغير الفراشة أو اليرقة عندما تخرج من البيضة التي وضعتها أنثى الفراشة على نبات معين. تكون اليرقة في هذه المرحلة شبيهة بالدودة، وتتميز بملمسها الناعم أو الشعري، ولونها المتناسق أو المتعدد. تبدأ اليرقة بتناول الورقة التي ولدت فيها بشراهة، وتستمر في الأكل دون توقف

مع كل وجبة تأكلها اليرقة، يزداد حجمها بشكل كبير، ويصل إلى مئة ضعف من حجمها الأصلي. لكن جلدها الخارجي لا يتمدد مع نموها، بل يتقشر ويستبدل بجلد جديد في عملية تسمى طرح الريش أو القلش. تقوم اليرقة بهذه العملية أربع مرات أو أكثر خلال فترة نموها

في كل مرة تطرح فيها اليرقة جلدها، تظهر على جسدها بقع سوداء، وهي عبارة عن خلايا خاصة تسمى الخلايا التخيلية. هذه الخلايا هي المسؤولة عن إنشاء أجزاء الفراشة البالغة مثل الأجنحة والعيون والأرجل. هذه الخلايا تظل نائمة حتى تصل اليرقة إلى مرحلة الشرنقة، حيث تستخدم لإعادة هيكلة جسمها بشكل كامل

تزاوج الفراشات

تزاوج الفراشات هو عملية تكاثر جنسي تحدث بين ذكر وأنثى من نفس النوع من الفراشات. يهدف التزاوج إلى نقل الحيوانات المنوية من الذكر إلى الأنثى، وبالتالي إلى إخصاب البويضات وإنتاج البيض. تزاوج الفراشات يتضمن مراحل مختلفة، مثل: البحث عن شريك، المغازلة، الارتباط، والفصل

  • البحث عن شريك: تبدأ هذه المرحلة عندما تصبح الفراشة جاهزة للتزاوج، وتبدأ بالبحث عن شريك مناسب. تستخدم الفراشات حواسها المختلفة للعثور على شريك، مثل: البصر، الشم، واللمس

    • البصر: تستخدم الفراشات أجنحتها الملونة والمزخرفة لجذب انتباه الشريك المحتمل. كما تستخدم عيونها المجهزة بآلاف من العدسات لتمييز ألوان وأشكال الفراشات الأخرى
    • الشم: تستخدم الفراشات رائحتها لإغراء الشريك المحتمل. فالذكور تفرز مواد كيميائية تسمى الفيرومونات من خلايا خاصة في أجنحتها أو هوائياتها، وهي تعمل كإشارات جنسية للإناث. والإناث تستقبل هذه الإشارات بواسطة هوائياتها أو قدمها، وتقيِّم جودة الذكور
    • اللمس: تستخدم الفراشات حاسة اللمس للاقتراب من الشريك المحتمل. فعندما تقع في حب بعضها البعض، تطير معًا في نسق متزامن، وتلامس بعضها بعضًا بأطراف أجنحتها أو هوائياتها
  • المغازلة: تُسمى هذه المرحلة بالطيران التوددي أو الطيران المغروس، وهي مرحلة يقوم فيها الذكور بإظهار قدراتهم وجذابيتهم للإناث. فعادة ما يقوم الذكور بأداء حركات طيران معقدة ومبهرة، مثل: الطيران الدائري، الطيران الهزاز، الطيران الانقلابي، والطيران الغنائي

    • الطيران الدائري: يقوم الذكر بالطيران حول الأنثى بشكل دائري، مما يعطي انطباعًا بأنه يحيط بها ويحميها. كما يقوم بإظهار ألوان أجنحته المتألقة لجذب انتباهها
    • الطيران الهزاز: يقوم الذكر بالطيران أمام الأنثى بشكل هزاز، مما يعطي انطباعًا بأنه يرقص لها. كما يقوم بإفراز فيرومونات من هوائياته أو أجنحته لإغرائها
    • الطيران الانقلابي: يقوم الذكر بالطيران فوق الأنثى والانقلاب على ظهره، مما يعطي انطباعًا بأنه يتحدى قدراتها. كما يقوم بإظهار قوة عضلاته وسرعته لإثارة إعجابها
    • الطيران الغنائي: يقوم الذكر بالطيران بجوار الأنثى وإصدار أصوات موسيقية من أجنحته أو هوائياته، مما يعطي انطباعًا بأنه يغني لها. كما يقوم بإظهار تناغمه وإبداعه لإسعادها
  • الارتباط: تُسَمَّى هذه المرحلة بالتزامن أو التآزر، وهي مرحلة يقوم فيها الذكور والإناث بالارتباط مع بعضهم البعض في وضعية تسمح بنقل الحيوانات المنوية. فعادة ما يقوم الذكور والإناث بالتقارب من نهاية بطونهم، ويلتصق بهم في وضعية تسمى الارتباط الخلفي. ثم يستخدم الذكور أجزاء خاصة من أرجلهم تسمى الكلاسبرات لإحكام قبضته على الأنثى

  • الفصل: تُسَمَّى هذه المرحلة بالفك أو الافتراق، وهي مرحلة يفصل فيها الذكور والإناث عن بعضهم البعض بعد اكتمال عملية التزاوج. 

تعليقات