القائمة الرئيسية

الصفحات

تعريف الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي هو اضطراب نفسي يتميز بخوف شديد وقلق من المواقف الاجتماعية أو الأداء أمام الآخرين. يشعر الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي بالخجل والحرج والعزلة والنقص في الثقة بالنفس. يمكن أن يؤثر الرهاب الاجتماعي على جودة حياة الشخص وصحته العقلية وعلاقاته مع الآخرين.

مدة علاج الرهاب الاجتماعي تختلف من شخص لآخر، حسب شدة الأعراض والأسباب والعوامل المؤثرة. بشكل عام، يمكن أن يستغرق علاج الرهاب الاجتماعي من 12 إلى 16 جلسة من العلاج السلوكي المعرفي، وهو أحد أنواع العلاجات النفسية التي تساعد على تغيير الأفكار والمشاعر والسلوكات المرتبطة بالخوف. كما يمكن استخدام بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق للمساعدة في تخفيف حدة الأعراض. لكن يجب استشارة طبيب نفسي قبل تناول أي دواء، لأنه قد يكون له آثار جانبية أو تفاعلات مع أدوية أخرى.

مدة علاج الرهاب الاجتماعي

مدة علاج الرهاب الاجتماعي هي موضوع مهم وحساس، لأنه يتعلق بصحة ورفاهية الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب. لا يوجد إجابة واحدة أو دقيقة على هذا السؤال، لأن كل حالة تختلف عن الأخرى، وتعتمد على عدة عوامل مثل:

  • شدة الأعراض: بعض الأشخاص يعانون من رهاب اجتماعي خفيف أو محدود، ويخافون فقط من بعض المواقف مثل التحدث أمام الجمهور أو المشاركة في المجموعات. بينما يعاني آخرون من رهاب اجتماعي شديد أو عام، ويخافون من معظم المواقف الاجتماعية مثل التعرف على أشخاص جدد أو الذهاب إلى الأماكن العامة أو حتى الاتصال بالهاتف. كلما كانت الأعراض أشد، كلما احتاج الشخص إلى مزيد من الوقت والجهد للتغلب على خوفه.
  • الأسباب والعوامل المؤثرة: بعض الأشخاص يولدون بميل نفسي أو جيني للإصابة بالرهاب الاجتماعي، بينما يتطور لدى آخرين نتيجة لتجارب سلبية في الماضي مثل التنمر أو الانتقاد أو الإهانة. كما تؤثر بعض العوامل مثل التربية والثقافة والبيئة والضغوط على حدوث وتفاقم الرهاب الاجتماعي. يجب التعرف على هذه الأسباب والعوامل والتعامل معها بشكل فعال لزيادة فرص نجاح العلاج.
  • نوع وطريقة العلاج: هناك عدة خيارات لعلاج الرهاب الاجتماعي، منها العلاجات النفسية والأدوية والبرامج التدريبية والإرشادية. كل نوع من هذه الخيارات له مزايا وعيوب، وقد يكون أكثر فائدة لبعض الحالات من غيرها. كما تختلف طريقة تطبيق هذه الخيارات من حالة لأخرى، حسب احتياجات وظروف كل شخص. يجب اختيار نوع وطريقة العلاج المناسبة بالتشاور مع طبيب نفسي مختص، واتباع توصياته بانتظام وإخلاص.
  • الإرادة والإصرار: رغم أهمية دور المختصين في علاج الرهاب الاجتماعي، إلا أن دور المصاب نفسه لا يقل قدرًا. فلا بد من تحدي خوفه ومواجهة مخاوفه بشجاعة وثقة، والتعرض للمواقف الاجتماعية بشكل تدريجي ومنظم، وتطبيق التقنيات والمهارات التي يتعلمها في العلاج. كما يجب عليه الحفاظ على نمط حياة صحي وإيجابي، والبحث عن دعم وتشجيع من الأهل والأصدقاء. كل هذه الخطوات تساعد على تحسين ثقته بنفسه وتقوية شخصيته وزيادة رضاه عن حياته.

وفي الختام، يمكن القول أن مدة علاج الرهاب الاجتماعي تتراوح بين عدة أشهر إلى عدة سنوات، حسب كل حالة على حدة. لكن المهم هو أن الرهاب الاجتماعي قابل للعلاج، وأن هناك أمل في التغلب عليه والتمتع بحياة اجتماعية سعيدة ومرضية.

العلاج النفسي

العلاج النفسي هو أحد خيارات علاج الرهاب الاجتماعي، وهو يهدف إلى مساعدة المصاب على فهم وتغيير طريقة تفكيره وتصرفه في المواقف الاجتماعية التي تثير خوفه. يوجد عدة أنواع من العلاجات النفسية التي يمكن استخدامها لعلاج الرهاب الاجتماعي، منها:

  • العلاج السلوكي المعرفي: هو أكثر أنواع العلاجات النفسية شيوعًا وفعالية لعلاج الرهاب الاجتماعي. يتم في هذا النوع من العلاج تحديد الأفكار والمعتقدات السلبية وغير الواقعية التي تؤدي إلى الشعور بالخوف والقلق، ومن ثم تحليلها وتحديها واستبدالها بأفكار ومعتقدات إيجابية وواقعية. كما يتم في هذا النوع من العلاج التعرض للمواقف الاجتماعية المخيفة بشكل متزايد ومنظم، بحيث يتعلم المصاب كيف يتغلب على خوفه ويزيد من ثقته بنفسه. يستغرق هذا النوع من العلاج عادة من 12 إلى 16 جلسة، كل جلسة تستمر من 45 إلى 60 دقيقة.
  • العلاج المركز على المشكلة: هو نوع من العلاجات النفسية التي تركز على حل المشكلات التي تواجه المصاب في حياته، وتسبب له ضغطًا نفسيًا أو اجتماعيًا. يتم في هذا النوع من العلاج تحديد المشكلات وأولوياتها، وبحث عن حلول ممكنة وآثارها، وتطبيق أفضل حل بشكل عملي. يساعد هذا النوع من العلاج على تحسين مهارات حل المشكلات لدى المصاب، وزيادة قدرته على التكيف مع المواقف الصعبة. يستغرق هذا النوع من العلاج عادة من 8 إلى 12 جلسة، كل جلسة تستمر من 45 إلى 60 دقيقة.
  • العلاج بالإسترخاء: هو نوع من العلاجات النفسية التي تستخدم تقنيات مختلفة لإحداث حالة من الإسترخاء في جسم وذهن المصاب. تشمل هذه التقنيات التنفس البطئ والمنتظم، والإسترخاء التدريجي للعضلات، والإسترخاء بالصورة، والإسترخاء بالصوت. يساعد هذا النوع من العلاج على خفض مستوى التوتر والقلق لدى المصاب، وزيادة شعوره بالسكينة والراحة. يستغرق هذا النوع من العلاج عادة من 6 إلى 10 جلسات، كل جلسة تستمر من 30 إلى 45 دقيقة.

هذه بعض أنواع العلاجات النفسية التي يمكن استخدامها لعلاج الرهاب الاجتماعي، ولكن ليست الوحيدة. يمكن الجمع بين أكثر من نوع من هذه العلاجات، أو استخدام أنواع أخرى مثل العلاج المجموعي أو العلاج الأسري أو العلاج بالتدخل المبكر. يجب اختيار نوع العلاج النفسي المناسب لكل حالة بالتشاور مع طبيب نفسي مختص، والالتزام بالخطة العلاجية المحددة.

العلاج الدوائي

العلاج الدوائي هو أحد خيارات علاج الرهاب الاجتماعي، وهو يهدف إلى مساعدة المصاب على تخفيف والتحكم في الأعراض الجسدية والنفسية التي ترافق الخوف والقلق. يوجد عدة أنواع من الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج الرهاب الاجتماعي، منها:

  • مضادات الاكتئاب: هي أدوية تعمل على زيادة مستوى بعض المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين والنورإبينفرين، والتي تؤثر على المزاج والانفعالات. تشمل هذه الأدوية مجموعات مختلفة مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ومثبطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين الانتقائية (SNRIs) ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs). تستخدم هذه الأدوية لعلاج حالات مختلفة من الاكتئاب والقلق، بما في ذلك الرهاب الاجتماعي. تحتاج هذه الأدوية إلى وقت لتبدأ في التأثير، وقد تستغرق من 4 إلى 6 أسابيع قبل أن تظهر نتائجها. كما قد تسبب بعض الآثار الجانبية مثل الصداع أو الغثيان أو التعب أو التغيرات في الشهية أو الوزن.
  • مضادات القلق: هي أدوية تعمل على تثبيط نشاط بعض خلايا الدماغ التي تسبب شعور بالخوف والقلق. تشمل هذه الأدوية مجموعات مختلفة مثل بنزوديازبينات (Benzodiazepines) وبيتا-مثبطات (Beta-blockers) وأدوية مضادة للاختلاج (Anticonvulsants). تستخدم هذه الأدوية لعلاج حالات مختلفة من القلق والذعر، بما في ذلك الرهاب الاجتماعي. تحتاج هذه الأدوية إلى جرعة دقيقة ومنتظمة، وقد تسبب بعض الآثار الجانبية مثل التسامح أو التعود أو انخفاض ضغط الدم أو ضعف التركيز.

هذه بعض أنواع الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج الرهاب الاجتماعي، ولكن ليست كافية. يجب استشارة طبيب نفسي قبل تناول أي دواء، لأنه قد يكون له آثار جانبية أو تفاعلات مع أدوية أخرى. كما يجب اتباع تعليمات طبيب نفسي بشأن جرعة ومدة وطريقة استخدام الدواء. لا ينصح بالتوقف عن تناول الدواء دون استشارة طبيب نفسي، لأن ذلك قد يؤدي إلى انتكاسة أو اضطراب في الحالة النفسية. يجب مراعاة أن العلاج الدوائي لا يعالج السبب الجذري للرهاب الاجتماعي، بل يساعد فقط على التخفيف من الأعراض. لذلك، يفضل دمج العلاج الدوائي مع العلاج النفسي لزيادة فعالية العلاج وتحقيق نتائج أفضل وأطول.

الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب

الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب هي أحد أنواع الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج الرهاب الاجتماعي، وهي تعمل على تنظيم مستوى بعض المواد الكيميائية في الدماغ التي تؤثر على الحالة النفسية والعاطفية. تشمل هذه الأدوية مجموعتين رئيسيتين هما:

  • مضادات الاكتئاب: هي أدوية تزيد من مستوى السيروتونين والنورإبينفرين في الدماغ، وهما مواد كيميائية تساعد على تحسين المزاج والشعور بالرضا والسعادة. تستخدم هذه الأدوية لعلاج حالات مختلفة من الاكتئاب والقلق، بما في ذلك الرهاب الاجتماعي. أشهر أنواع هذه الأدوية هي مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل فلوكستين (Prozac) وسيرترالين (Zoloft) وباروكستين (Paxil) وإسكيتالوبرام (Lexapro)، ومثبطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين الانتقائية (SNRIs) مثل فينلافاكسين (Effexor) ودولوكستين (Cymbalta). يحتاج هذه الأدوية إلى فترة زمنية لإظهار تأثيرها، وقد تستغرق من 4 إلى 6 أسابيع قبل أن يشعر المصاب بالفرق. كما قد تسبب بعض الآثار الجانبية مثل الغثيان أو التعب أو التغيرات في الشهية أو الوزن أو الرغبة الجنسية.
  • مضادات القلق: هي أدوية تخفض من نشاط بعض خلايا الدماغ التي تولد شعور بالخوف والقلق. تستخدم هذه الأدوية لعلاج حالات مختلفة من القلق والذعر، بما في ذلك الرهاب الاجتماعي. أشهر أنواع هذه الأدوية هي بنزوديازبينات (Benzodiazepines) مثل ديازبام (Valium) وألبرازولام (Xanax) وكلونازبام (Klonopin)، وبيتا-مثبطات (Beta-blockers) مثل بروبرانولول (Inderal) وأتينولول (Tenormin)، وأدوية مضادة للاختلاج (Anticonvulsants) مثل جابابنتين (Neurontin) وبرغابالين (Lyrica). تحتاج هذه الأدوية إلى جرعة دقيقة ومحدودة، وقد تسبب بعض الآثار الجانبية مثل التسامح أو التعود أو انخفاض ضغط الدم أو ضعف التركيز.

يجب العلم أن هذه الأدوية لا تعالج السبب الأساسي للرهاب الاجتماعي، بل تساعد فقط على التخفيف من الأعراض. لذلك، ينصح بالجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي للحصول على نتائج أفضل وأطول. كما يجب استشارة طبيب نفسي قبل تناول أي دواء، واتباع تعليماته بشأن جرعة ومدة وطريقة استخدام الدواء. لا ينصح بالتوقف عن تناول الدواء دون استشارة طبيب نفسي، لأن ذلك قد يؤدي إلى انتكاسة أو اضطراب في الحالة النفسية.

حاصرات بيتا

حاصرات بيتا هي أدوية تعمل على منع تأثير الأدرينالين والنورإبينفرين على مستقبلات البيتا في القلب والأوعية الدموية والرئتين. تستخدم هذه الأدوية لعلاج حالات مختلفة مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والذبحة الصدرية والذعر. تستخدم هذه الأدوية أيضًا لعلاج الرهاب الاجتماعي، وخاصة في المواقف التي تتطلب الأداء أمام الآخرين مثل التحدث أو الغناء أو العزف. تساعد هذه الأدوية على تخفيض مستوى التوتر والقلق لدى المصاب، وتقليل الأعراض الجسدية مثل التعرق والارتجاف والدقات السريعة للقلب.

أشهر أنواع حاصرات بيتا هي بروبرانولول (Inderal) وأتينولول (Tenormin) وميتوبرولول (Lopressor). تحتاج هذه الأدوية إلى جرعة صغيرة ومحدودة، وقد تسبب بعض الآثار الجانبية مثل انخفاض ضغط الدم أو ضعف التركيز أو صعوبة في التنفس. لذلك، يجب استشارة طبيب نفسي قبل تناول هذه الأدوية، واتباع تعليماته بشأن جرعة ومدة وطريقة استخدامها. لا ينصح بالتوقف عن تناول هذه الأدوية دون استشارة طبيب نفسي، لأن ذلك قد يؤدي إلى اضطراب في ضربات القلب أو ارتفاع في ضغط الدم.

يجب ملاحظة أن هذه الأدوية لا تعالج السبب الأساسي للرهاب الاجتماعي، بل تساعد فقط على التخفيف من بعض الأعراض. لذلك، يفضل دمج هذه الأدوية مع العلاجات النفسية لزيادة فعالية العلاج وتحقيق نتائج أفضل وأطول.

أعراض الرهاب الاجتماعي

أعراض الرهاب الاجتماعي هي مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية والسلوكية التي تظهر عند المصاب عندما يتعرض لمواقف اجتماعية أو أداء أمام الآخرين. تشمل هذه الأعراض:

  • الأعراض الجسدية: هي التغيرات التي تحدث في جسم المصاب نتيجة للإفراز المفرط للهرمونات التي تسبب الإجهاد والقلق. تشمل هذه الأعراض الدقات السريعة والقوية للقلب، والتعرق، والارتجاف، والغثيان، والصداع، والضيق في التنفس، والدوار، والإحمرار في الوجه، والشعور بالبرودة أو الحرارة.
  • الأعراض النفسية: هي التغيرات التي تحدث في ذهن المصاب نتيجة للخوف والقلق من المواقف الاجتماعية. تشمل هذه الأعراض الشعور بالخجل والحرج والنقص في الثقة بالنفس، والخوف من التقييم أو الانتقاد أو الإهانة من قبل الآخرين، والخوف من فشل أو إحباط ذاته أو غيره، والخوف من فقدان السيطرة على نفسه أو على الموقف.
  • الأعراض السلوكية: هي التغيرات التي تحدث في سلوك المصاب نتيجة للخوف والقلق من المواقف الاجتماعية. تشمل هذه الأعراض تجنب أو هروب أو انسحاب من المواقف الاجتماعية، أو مواجهتها بصعوبة وتوتر شديدين. كما تشمل هذه الأعراض استخدام بعض الآليات الدفاعية مثل التبرير أو التحدي أو التلاعب أو التكيف للتغلب على خوفه.

هذه بعض أعراض الرهاب الاجتماعي . يجب ملاحظة أن هذه الأعراض قد تختلف من شخص لآخر، حسب شدة ونطاق وتكرار حدوث الرهاب. كما يجب ملاحظة أن هذه الأعراض قد تؤثر سلبًا على جودة حياة المصاب وصحته البدنية والنفسية وعلاقاته مع الآخرين. لذلك، ينصح بطلب المساعدة المختصة في حالة ملاحظة ظهور هذه الأعراض بشكل مستمر أو مزعج.

الأعراض الجسدية

الأعراض الجسدية هي التغيرات التي تحدث في جسم المصاب بالرهاب الاجتماعي نتيجة للإفراز المفرط للهرمونات التي تسبب الإجهاد والقلق. تشمل هذه الأعراض:

  • الدقات السريعة والقوية للقلب: هي حالة تسمى بالتسارع القلبي، وتحدث عندما يزداد معدل ضربات القلب عن المعدل الطبيعي، ويصل إلى أكثر من 100 ضربة في الدقيقة. يحدث هذا نتيجة لتأثير الأدرينالين والنورإبينفرين على مستقبلات البيتا في القلب، والتي تزيد من قوة وسرعة انقباض عضلة القلب. يشعر المصاب بالتسارع القلبي بخفقان أو رجفان أو نبض قوي في صدره أو رقبته أو معصمه. يمكن أن يؤدي التسارع القلبي إلى اضطراب في ضربات القلب أو انخفاض في ضغط الدم أو انخفاض في تروية الأعضاء بالأكسجين.
  • التعرق: هو حالة تسمى بالفرط التعرقي، وتحدث عندما يزداد إفراز الغدد العرقية في الجلد، وتخرج قطرات من الماء والأملاح من المسام. يحدث هذا نتيجة لتأثير الأدرينالين والنورإبينفرين على مستقبلات الألفا في الأوعية الدموية، والتي تؤدي إلى انقباضها وانخفاض درجة حرارة الجسم. يشعر المصاب بالتعرق ببرودة أو رطوبة أو لزوجة في جلده، خاصة في منطقة الإبط أو الجبهة أو الكفين أو القدمين. يمكن أن يؤدي التعرق إلى فقدان سوائل وأملاح من الجسم أو انخفاض في سكر الدم أو زيادة في خطر الإصابة بالعدوى.
  • الارتجاف: هو حالة تسمى بالارتجاف المستديم، وتحدث عندما يحصل اهتزاز غير إرادي في بعض عضلات الجسم، خاصة في منطقة الأطراف أو الوجه أو الصوت. يحدث هذا نتيجة لتأثير الأدرينالين والنورإبينفرين على مستقبلات البيتا في العضلات، والتي تزيد من نشاطها وحساسيتها. يشعر المصاب بالارتجاف بحركات سريعة أو متكررة أو غير متزنة في جسده، مما يؤثر على قدرته على التحكم في حركاته أو التعبير عن نفسه. يمكن أن يؤدي الارتجاف إلى تقلصات أو تشنجات أو آلام في العضلات أو ضعف في القوة العضلية.

هذه بعض الأعراض الجسدية للرهاب الاجتماعي . يجب ملاحظة أن هذه الأعراض قد تختلف من شخص لآخر، حسب شدة ونطاق وتكرار حدوث الرهاب. كما يجب ملاحظة أن هذه الأعراض قد تؤثر سلبًا على صحة المصاب وأدائه وراحته. لذلك، ينصح بطلب المساعدة المختصة في حالة ملاحظة ظهور هذه الأعراض بشكل مستمر أو مزعج.

الأعراض النفسية والعقلية

الأعراض النفسية والعقلية هي التغيرات التي تحدث في ذهن المصاب بالرهاب الاجتماعي نتيجة للخوف والقلق من المواقف الاجتماعية. تشمل هذه الأعراض:

  • الشعور بالخجل والحرج والنقص في الثقة بالنفس: هي حالة تسمى بالانطوائية الاجتماعية، وتحدث عندما يشعر المصاب بعدم الارتياح أو الرضا عن نفسه أو عن مظهره أو عن قدراته أو عن شخصيته. يشعر المصاب بالانطوائية الاجتماعية بأنه لا يستحق الاحترام أو القبول أو الانتماء من قبل الآخرين، وأنه يخطئ دائمًا أو يفشل في كل ما يقوم به. يمكن أن تؤدي الانطوائية الاجتماعية إلى انخفاض في مستوى التحصيل والإنجاز والإبداع والابتكار.
  • الخوف من التقييم أو الانتقاد أو الإهانة من قبل الآخرين: هي حالة تسمى بالرهاب التقييمي، وتحدث عندما يشعر المصاب بأنه محل ملاحظة أو تحليل أو حكم من قبل الآخرين، وأنه سيتعرض للسخرية أو الرفض أو العزلة إذا لم يكن مثاليًا أو مقبولًا. يشعر المصاب بالرهاب التقييمي بأنه لا يستطيع التعبير عن رأيه أو شعوره أو احتياجه بحرية، وأنه يجب عليه اتباع المعايير أو التوقعات التي يفرضها عليه الآخرون. يمكن أن يؤدي الرهاب التقييمي إلى اضطراب في التواصل والتفاعل مع الآخرين.
  • الخوف من فشل أو إحباط ذاته أو غيره: هي حالة تسمى بالرهاب من المسؤولية، وتحدث عندما يشعر المصاب بأنه مسؤول عن نتائج كل ما يقوم به، وأنه سيتحمل عواقب سلبية إذا لم يكن كفءًا أو ناجحًا. يشعر المصاب بالرهاب من المسؤولية بأنه لا يستطيع تحديد أولوياته أو اتخاذ قراراته أو حل مشكلاته بشكل صحيح، وأنه سيخذل نفسه أو غيره إذا فشل في تحقيق هدفه. يمكن أن يؤدي الرهاب من المسؤولية إلى اضطراب في التخطيط والتنظيم والتطبيق.

هذه بعض الأعراض النفسية والعقلية للرهاب الاجتماعي . يجب ملاحظة أن هذه الأعراض قد تختلف من شخص لآخر، حسب شدة ونطاق وتكرار حدوث الرهاب. كما يجب ملاحظة أن هذه الأعراض قد تؤثر سلبًا على عقلية المصاب ومشاعره وسلوكه. لذلك، ينصح بطلب المساعدة المختصة في حالة ملاحظة ظهور هذه الأعراض بشكل مستمر أو مزعج.

سبب حدوث الرهاب الاجتماعي

سبب حدوث الرهاب الاجتماعي هو موضوع معقد ومتعدد الجوانب، ولا يمكن تحديده بسهولة. ومع ذلك، يمكن تلخيص بعض العوامل المحتملة التي تساهم في ظهور هذا الاضطراب كالآتي:

  • العوامل الوراثية والبيولوجية: هي العوامل التي تتعلق بالجينات والهرمونات والناقلات العصبية في الدماغ. قد يكون للوراثة دور في نقل الرهاب الاجتماعي من الأبوين إلى الأبناء، أو في تحديد مستوى الحساسية للقلق والخوف. كما قد يكون لبعض المواد الكيميائية في الدماغ دور في تنظيم المزاج والانفعالات، مثل السيروتونين والجلوتامات، وفي حالة اختلال توازنها قد يحدث اضطراب في الحالة النفسية.
  • العوامل البيئية والتجربية: هي العوامل التي تتعلق بالظروف والأحداث التي يمر بها الشخص في حياته. قد تؤثر بعض التجارب السلبية على تشكيل صورة ذاتية سيئة أو مخاوف غير مبررة من المواقف الاجتماعية، مثل التسلط أو الخلافات أو العنف أو التحرش. كما قد تؤثر بعض المؤثرات الخارجية على زيادة القلق أو التوتر، مثل المشاكل المادية أو الصحية أو الأسرية.
  • العوامل النفسية والسلوكية: هي العوامل التي تتعلق بالأفكار والانطباعات والمعتقدات والتصرفات التي يتبناها الشخص. قد يكون لبعض التفسيرات أو التبريرات التي يستخدمها الشخص لفهم مشاعره أو سلوكه دور في تأزيم حالته أو تثبيتها، مثل التضخيم أو التشاؤم أو التحدي. كما قد يكون لبعض التصرفات التي يقوم بها الشخص لتجنب أو مقاومة المخاوف دور في تقليل فرص التغير أو التحسن، مثل التهرب أو المقارنة أو المطابقة.

هذه بعض الأسباب المحتملة لحدوث الرهاب الاجتماعي . يجب ملاحظة أن هذه الأسباب قد تختلف من شخص لآخر، حسب شخصيته وظروفه وتاريخه. كما يجب ملاحظة أن هذه الأسباب لا تعني أن الشخص مذنب أو مريض أو ضعيف، بل تعني أنه يحتاج إلى مساعدة متخصصة للتغلب على مشكلته.

تعليقات